السنامكّي
ذكر الرّسول عليه السّلام عشبة السنامكّي في سنته؛ حيث قال: (عليكُم بالسَّنَى والسَّنوتِ فإنَّ فيهما شفاءً من كلِّ داءٍ إلَّا السَّامَ قيل يا رسولَ اللهِ وما السَّامُ قال الموتُ).
وينمو نبات السنامكّي في المناطق الاستوائيّة وشبه الاستوائيّة في جميع أنحاء العالم عدا أوروبا، حيث إنّه ينمو في أفريقيا، والهند، وغيرها من البلدان، ويعتبر أصله من شمال ووسط وجنوب أمريكا، وهو يشمل الشّجيرات، والشجيرات القزميّة، والأعشاب المُعمّرة ذات الأوراق مزدوجة ريشيّة الشّكل، وقد استعملت عشبة السنامكّي منذ قرون كعلاج للإمساك، فهي تحتوي على مركبّات كيميائيّة يُطلق عليها مركّبات السّينوسايد (Sennosides) التي تعمل على تهيُّج بطانة الأمعاء مُسبّبة التّأثيرات المُليّنة.
فوائد عشبة السنامكّي
من فوائد هذه العشبة ما يأتي:،
- يعتبر السنامكّي دواءً مُليّناً لعلاج الإمساك وموافق عليه من المؤسّسة العامة للغذاء والدّواء كمُليّن يُباع دون وصفة طبيّة، وتُعتبر ثمار السنامكّي ألطف في تأثيرها من الأوراق، ولذلك يُحذّر من استعمال الأوراق لفترات طويلة، ويجب ألّا يتم استعمال هذا النّوع من المُليّنات لفترة تتجاوز أسبوع إلى أسبوعين دون استشارة الطّبيب.
- يمكن أن يكون السنامكّي فعّالاً في تحضير الجهاز الهضمي وتنظيفه قبل تنظير القولون.
- يمكن أن يكون للسنامكّي دور في بعض الحالات، ولكنّه بحاجة إلى المزيد من الأبحاث العلميّة لتقييم مدى فعاليته في الأداء، وتشمل هذه الاستخدامات علاج البواسير، وحالات القولون العصبيّ، وخسارة الوزن.
- يُستعمل السنامكّي في الطبّ الهنديّ لعلاج الإمساك، ومرض الكبد، والصّفار، وتضخّم الطّحال، وفقر الدّم، وحُمّى التّيفوئيد، لكن لم يتمّ إثبات هذه الاستعمالات علميّاً (باستثناء علاج الإمساك).
كيفية استخدام عشبة السنامكّي
يتوفّر السنامكّي بالعديد من الأشكال الدوائيّة المزودة بطريقة الاستخدام والجرعات المناسبة والتي يجب الالتزام بها، وبشكل عام يتم اعتماد الجرعات الآتية:
- لعلاج الإمساك عند الكبار والأطفال الأكبر من 12 عاماً: 17.2 ملجم، ويجب عدم تجاوز 34.4 ملجم يوميّاً.
- لعلاج الإمساك عند الأطفال: 8.5 ملجم يوميّاً.
- لعلاج الإمساك عند كبار السّن: 17.5 ملجم يوميّاً.
ويمكن تحضير منقوع السنامكّي بنقع 0.5 جم إلى 2 جم منها بعد صبّ الماء السّاخن (وليس المغلي) عليه مدّة 10 دقائق، كما يمكن نقعه في الماء البارد مدة 10 إلى 12 ساعة، ثم يُصفّى بعد النّقع ويُشرب، ويُذكر أنّ نقعه في الماء البارد يُقلّل من تركيز المادة التي تُسبّب ألم البطن، ويجب أن يتمّ الاحتفاظ بالسنامكّي بعيداً عن الضّوء.
الأعراض الجانبيّة وموانع الاستعمال
يعتبر تناول عشبة السنامكّي عن طريق الفم لفترات قصيرة وبالجرعات المناسبة آمناً، ولكن يمكن أن يُسبّب تناولها بعض الأعراض الجانبيّة مثل ألم المعدة والتقلّصات والإسهال، ولكن يعتبر تناولها لفترات طويلة أو بجرعات عالية غير آمن، إذ من الممكن أن يؤثّر سلباً على عمل الأمعاء الطبيعيّ مُسبّباً الاعتماد الدّائم على الملينات، كما أنّ استعمال السنامكّي لفترات طويلة قد يؤثّر على تراكيز بعض الالكتروليتات في الدّم، ممّا قد يُسبّب اضطرابات في وظيفة القلب، بالإضافة إلى ضعف العضلات، وتلف الكبد وغيرها من التّأثيرات السلبيّة.
ويُسبّب سوء استعمال السنامكّي تعجّر الأصابع، ويُسبّب الاستعمال المزمن له (أكثر من 3 مرات أسبوعيّاً مدّة سنة) تغيّرات فسيولوجية وتشريحيّة في القولون مُسبّباً العديد من الأعراض، كما يوجد بعض الدّراسات التي تربط بين تناول أدوية الأنثراسين (Anthracene drugs) وارتفاع حالات الإصابة بسرطان القولون، ولكن لازالت النّتائج لهذه الدّراسات متضاربة، ويرتبط الاستعمال المطوّل للسنامكّي أيضا بالإصابة باضطراب تملّن القولون (Melanosis coli) الذي يعمل على ترسّب الأصباغ في الأغشية المخاطيّة لجدار القولون، ويمكن أن يُسبّب التّناول المستمر للسنامكي الحساسيّات، والرّبو، والتّلف العصبيّ في الأمعاء.
ويجب أخذ الحيطة والحذر عند استعمال السنامكّي في الحالات الآتية:،
- الحمل والرّضاعة: يعتبر تناول السنامكّي عن طريق الفم بالجرعات الصّحيحة ولفترات قصيرة آمناً خلال الحمل والرّضاعة، ولكن يعتبر استعماله لفترات طويلة غير آمن، حيث إنّه يسبب الاعتماد على المُليّنات، بالإضافة إلى تلف الكبد، كما أنّ استعماله في الرّضاعة يُسبّب نقله إلى حليب الأم بكمّيات بسيطة، ولكن لا يبدو أن ذلك له تأثير على طبيعة إخراج الطفل الرضيع إذا ما تم تناوله بالجرعات الصحيحة، ومع ذلك يجب تجنّب استعمال السنامكّي أثناء الحمل والرّضاعة.
- اضطرابات الإلكتروليتات ونقص البوتاسيوم: يزيد الاستعمال الكثير للسنامكي من سوء هذه الحالات.
- الجفاف والإسهال: يجب تجنّب استعمال السنامكّي في هذه الحالات، فهو يزيد منها سوءاً.
- الأطفال: يجب أن لا يتمّ استعمال السنامكّي في الأطفال ما دون السّنتين، كما يجب اتّباع الجرعات الصّحيحة بدقّة مع الأطفال بين 2-12 سنة.
- كبار السنّ: يجب على كبار السنّ البدء بنصف الجرعات الموصوفة لهم، ثمّ الاتنقال تدريجيّاً إلى أن يصلوا إلى كميّة الجرعة الطّبيعية.
- بعض الحالات التي تصيب الجهاز الهضمي: يجب تجنّب استعمال السنامكّي في حالات ألم البطن، وانسداد الأمعاء، ومرض كرون، والتهاب القولون التقرّحي (Ulcerative colitis)، والتهاب الزّائدة الدوديّة، وتهيّج المعدة، والبواسير، والهبوط الشّرجي.
التّفاعلات الدوائيّة
- الدّيجوكسين (Digoxin): يعمل السنامكّي على خفض مستويات البوتاسيوم في الجسم ممّا قد يرفع من الأعراض الجانبية للدّيجوكسين.
- الوارفارين (Warfarin): يمكن أن يُسبّب تناول السنامكّي الإسهال عند بعض الأشخاص، ويعمل الإسهال على زيادة تأثيرات الوارفارين ورفع خطر النّزيف، ويجب عدم تناول كميّات عالية من السنامكّي في حال استعمال دواء الوارفارين.
- مضادّات اضطراب النّظم (Antiarrythmics): يمكن أن يُسبّب انخفاض مستويات البوتاسيوم في الجسم المرتبط بالاستعمال المُطوّل للسنامكّي تحفيزاً لاضطرابات انتظام ضربات القلب عند تناوله مع الأدوية المضادّة لاضطرابات انتظام ضربات القلب.
- مدرّات البول: يمكن أن يُسبّب تناول السنامكّي خفض مستويات البوتاسيوم في الجسم، الأمر الذي يُسبّبه أيضاً تناول بعض مُدرّات البول، لذلك يمكن أن يؤدّي تناول السنامكّي وبعض أنواع مدرات البول معاً إلى انخفاض كبير في مستويات البوتاسيوم في الجسم.
- الإستروجين: يعمل تناول السنامكّي على خفض مستويات الإستروجين عند تناوله معه وذلك لما له من تأثيرات على امتصاصه في الأمعاء.
- الإندوميثاسين (Indomethacin): يُقلّل تناول هذا الدّواء المُسكّن المضاد للالتهابات من تأثير السنامكّي عندما يتم تناولهما معاً.
- النيفيديبين (Nifedipine): يمكن أن يُقلّل هذا الدّواء من تأثير السنامكّي، حيث إنّه حاصرٌ لقنوات الكالسيوم التي يستعملها السنامكّي في عمله.
ملاحظة: لا يعتبر هذا المقال مرجعاً طبيّاً، إذ إنّ الهدف من المقال هو نشر المعلومات، ولا يغني عن استشارة الطّبيب.