عشبة السّنا
السّنا هي إحدى النّباتات المذكور فضلها في الأحاديث النّبويّة، فقد روي عن عبد الله بن أمّ حرام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (عليكُم بالسَّنَى والسَّنوتِ فإنَّ فيهما شفاءً من كلِّ داءٍ إلَّا السَّامَ قيل يا رسولَ اللهِ وما السَّامُ قال الموتُ)، وهي نبتة مُزهرة تنمو في المناطق الاستوائية وغير الاستوائية في جميع أنحاء العالم عدا أوروبا، وهي عبارة عن نباتات فصيلة ال (Cassia) التي تشمل الشّجيرات، والشّجيرات المُتقزّمة، والأعشاب، وهي نباتات معمرة ذات أوراق ريشيّة الشّكل تتشكّل من أزواج، وتتميّز بالأزهار الصّفراء، وأحيانا البيضاء أو الزهريّة الموجودة في نهاية الأغصان على عناقيد قائمة، وهي مستعملة لعلاج الإمساك منذ قرون، حيث إنّها فعّالة في علاج الإمساك الذي ينتج من العديد من الأسباب، مثل العمليات الجراحية وبعض الأعراض الجانبية للأدوية، وتقوم نبتة السّنا بهذا العمل بسبب محتواها من مركبات السّينوسايد (Sennosides) التي تُسبّب تهيّجاً في بطانة الأمعاء، ممّا يُسبّب التأثيرات المُسْهِلة (المُليّنة).
فوائد عشبة السّنا
تتلخّص أهم فوائد عشبة السّنا فيما يأتي:،
- علاج الإمساك، إذ تعتبر دواءً مُليّناً موافق عليه من المؤسسة العامة للغذاء والدواء ليباع دون وصفة طبية، وتعتبر ثمار السّنا ذات تأثير ألطف من الأوراق، ولذلك يحذّر الاتحاد الأمريكيّ للمنتجات العشبية من استعمال الأوراق لفترات طويلة، كما أنّه ينصح بضرورة كتابة بعض التّحذيرات على منتجات السّنا المصنوعة من الأوراق ، ويجب ألّا يتمّ استعمال مُليّنات السّنا لفترة تتجاوز أسبوع إلى أسبوعين دون استشارة الطبيب.
- تحضير الجهاز الهضمي لفحص تنظير القولون.
- يمكن أن يكون للسّنا بعض التأثيرات، ولكنّها بحاجة إلى المزيد من الأبحاث العلميّة لتقييمها، مثل علاج البواسير، والقولون العصبي، وخسارة الوزن.
- تستعمل السّنا في الطب الهنديّ لعلاج الإمساك، ومرض الكبد، والصّفار، وتضخّم الطّحال، وفقر الدم، وحُمّى التيفوئيد، ولكن هذه الاستخدامات الشعبيّة لم يتم إثباتها علميّاً (باستثناء علاج الإمساك).
طرق استخدام السّنا
تتوفّر العديد من منتجات السّنا الدوائية التي يجب الالتزام بتعليمات استخدامها المذكورة عليها، وقد تم تحديد الجرعات الآتية بالأبحاث العلمية:
- علاج الإمساك عند الكبار والأطفال الأكبر من 12 عاماً: 17.2 ملجم، ويجب عدم تجاوز 34.4 ملجم يوميّاً.
- علاج الإمساك عند الأطفال: يتم استعمال 8.5 ملجم يوميّاً.
- علاج الإمساك عند كبار السن: 17.5 ملجم يوميّاً.
كما يمكن عمل منقوع من السّنا عن طريق صب الماء السّاخن (وليس المغلي) على 0.5 جم إلى 2 جم من السّنا ونقعه مدّة 10 دقائق ثم تصفيته، كما يمكن نقعه في الماء البارد مدّة 10 – 12 ساعة ثم تصفيته، حيث يذكر بعض الباحثين أن نقع السّنا في الماء البارد يُقلّل من تركيز مادة الـ (Resin) التي تُسبّب ألم البطن، ويجب تخزين السّنا بعيداً عن الضوء، حيث يمكن تخزينه إلى ثلاثة سنوات.
الأعراض الجانبية للسّنا
يعتبر تناول السّنا عن طريق الفم لفترات قصيرة آمناً إذا تم تناوله بالجرعات المناسبة، ويمكن أن يظهر له بعض الأعراض الجانبية مثل ألم المعدة، والتّقلصات، والإسهال، في حين يعتبر تناوله لفترات طويلة أو بجرعات عالية غير آمن ويمكن أن يؤثر على وظيفة الأمعاء الطبيعيّة، ممّا يُسبّب الاعتماد الدائم على المُليّنات، كما أن استعماله لفترات طويلة قد يُسبّب خللاً في تراكيز بعض الإلكتروليتات في الدم، ممّا يمكن أن يُسبّب اضطراباً في عمل القلب، وضعف العضلات، وتلف الكبد وغيرها، مثل تعجّر الأصابع، والتّأثير على أنسجة القولون، وتملّن القولون، والحساسيات، والرّبو، وتلف أعصاب الأمعاء.
ويجب الحذر عند استعمال السّنا في الحالات الآتية:،
- الحمل والرّضاعة: يجب تجنب استعمال السّنا أثناء الحمل والرّضاعة.
- اضطرابات الإلكتروليتات ونقص البوتاسيوم: يعمل استعمال السّنا على زيادة سوء هذه الحالات.
- الجفاف والإسهال: يجب تجنّب استعمال السّنا في حالات الجفاف والإسهال لأنّه يزيدها سوءاً.
- الأطفال: يجب عدم إعطاء السّنا للأطفال أقل من السنتين، كما يجب الحرص على اتباع الجرعات الصحيحة بدقّة عند الأطفال في عمر سنتين إلى 12 سنة.
- كبار السن: عند استعمال السّنا لكبار السن يجب أن يتمّ البدء بنصف الجرعات التي يتم وصفها عادة.
- بعض حالات الجهاز الهضمي: يجب تجنّب استعمال السّنا في حالات ألم البطن، وانسداد الأمعاء، ومرض كرون، والتهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis)، والتهاب الزّائدة الدوديّة، وتهيّج المعدة، وحالات البواسير، والهبوط الشرجيّ.
التفاعلات الدوائية للسنا
قد يتعارض تناول السّنا مع بعض الأدوية، أهمّها:،
- يعمل السّنا على خفض مستويات البوتاسيوم في الجسم، ويؤثر ذلك على بعض الأدوية، مثل رفع الأعراض الجانبية للديجوكسين، وتحفيز اضطرابات انتظام نبض القلب في الأشخاص الذين يتناولون مضادات اضطراب النّظم (Antiarrythmics)، وانخفاض البوتاسيوم الشّديد عند الأشخاص الذين يتناولون بعض أنواع مُدرّات البول.
- الوارفارين (Warfarin): يمكن أن يُسبّب تناول السّنا الإسهال الذي قد يعمل على زيادة عمل الوارفارين ورفع خطر النّزيف.
- الإستروجين: يؤثر تناول السّنا على امتصاص الإستروجين في الأمعاء ممّا يُقلّل من مستواه في الجسم.
- الإندوميثاسين (Indomethacin): يُقلّل تناول هذا الدواء من تأثير السّنا.
- النيفيديبين (Nifedipine): يمكن أن يُقلّل هذا الدواء من تأثير السّنا.
ملاحظة: لا يعتبر هذا المقال مرجعاً طبيّاً، إذ إنّ الهدف من المقال هو نشر المعلومات، وهو لا يغني عن استشارة الطّبيب.