فوائد بذور الحلبة

الحلبة

الحلبة (بالإنجليزيّة: fenugreek) مُصطلح من أصل هيروغليفيّ أُطلق على جنس نبات يَعود أصله إلى القَرنيّات الفراشيّة أو البقوليّات (بالإنجليزيّة: papilionacees)، تمتاز ببذرة صفراء أو بنية اللّون، وأوراق مَعينيّة الشّكل تُطهَى وتُؤكل طازجة أو مُجفّفة كمُنكّه شهيّ في البهارات الهنديّة.

نبات الحلبة

الحلبة نبتة حوليّة شأنها شأن القمح والذّرة والأرزّ والمَحاصيل السنويّة التي تَنتظر موسم حصادها، فيصل ارتفاع ساقها إلى 30 سم تقريباً وتنضج أزهارها الصّفراء مُتحوّلة إلى قرون تحمل ثماراً على شكل بذور صفراء مائلة إلى الخضرة أو البنيّة في بعض الأحيان والتي تُشبه شكل الكِلية إلى حدّ كبير شأنها شأن الفاصولياء والفول وغيرها من البذور.

امتدّت أصول الحلبة من بلاد الشّرق الأوسط حتّى الصّين، وظلّت تنتشر شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى جميع أنحاء العالم؛ لما تحتويه بذورها من مُركّبات ذات قيمة عالية على صعيد الغذاء وعلى صعيد الصحّة العامّة من ناحية أُخرى. وأكثر أنواع الحلبة استخداماً في الطبّ هو النّوع (تي فونيوم قرميوم) المُنتشِر في سوريا، والمملكة العربيّة السعوديّة في شرق وغرب مدينة نجد، كما أنّ للحلبة استخداماً كعلف للدّواب.

استخدامات الحلبة

تُستخدم الحلبة لكلّ ممّا يأتي:

  • الغذاء: يُعتبر مسحوق الحلبة مُنكِّه غذائيّاً يُضاف إلى الأطعمة كصنفٍ من أصناف البهارات، ويُقدّم منقوع الحلبة كالشّاي ساخناً أو بارداً حسب الرّغبة، كما تُستخدم الحلبة في تحضير بعض أصناف الحلويات.
  • الدّواء: كثيراً ما تتّجه أنظار الطبّ البديل إلى بذور الحلبة بوصفها علاجاً لبعض الأمراض.
  • الصّناعة: كصناعة الصّابون ومُستحضرات التّجميل مثلاً.

فوائد بذور الحلبة

  • الجهاز الهضمي: تُنشّط الجهاز الهضميّ من المعدة إلى القولون لتسهيل عمليّة الهضم وطرد الغازات، والدّيدان المعويّة، وتُفيد في علاج البواسير عن طريق شرب منقوعها في الصّباح. كما أنّه يُمكن وصفها لاضطرابات الطّعام وانسداد الشهيّة، و الإمساك و اضطراب المعدة.
  • خفض السكّر في الدم: أثبتت بعض الدراسات أنه إذا تمّ مضغ حبوب الحلبة بعد الأكل فإنّها ستُساهم في خفض السكّر عند مَرضى السُكريّ من النّوع الثّاني، ويُنصح بتناول 5-500غم مرّة أو مرّتين في اليوم، وقد أشارت الأبحاث أنّ تناول كميّة تقلّ عن 2.5 غم لا تُؤثّر في نسبة السكّر في الدّم. وهنا وَجَب التّنويه بضرورة مُتابعة نسبة السكّر في الدّم عند المرضى المُنتظمِين على أدوية السُكريّ لتجنُّب انخفاض السكّر وتعديل الجُرعة بما يتناسب مع القراءات اليوميّة.

التنحيف و خفض الدهون الثلاثية: خلاصة بذور الحلبة تعمل على خفض الدّهون الثلاثيّة وبالتّالي تُساهم في خفض الوزن خاصّةً لمُتَّبِعي الأنظمة الغذائيّة عالية السّعرات الحراريّة وفق دراسة أُجريت على الفئران السّمينة، كما أنّها تُفيد في الوقاية من تصلُّب الشّرايين. هنا ويجب توخّي الحذر عند تناول الحلبة مع الأدوية المُضادّة للتخثّر، كالهيبارين والوارفين، وذلك درءاً لحدوث النّزيف الداخليّ أو الخارجيّ.

* السّرطان: الحلبة تحدّ من انتشار السّرطان، فعند إخضاع الخلايا السرطانيّة للتّجربة واستخدام الحلبة معها ثبت أنّها تُوقِف انتشارها وتُساهم في القضاء على السّرطان، وتناول الحلبة يقي من الإصابة به أيضاً، خاصّةً سرطان الكبد، حيث إنّها تحتوي على المُركّبات المُضادّة للأكسدة، ومُضادّة للجراثيم والالتهابات والفطريّات، وتعمل كمُضادّ للتَّسرطُن.

  • الصدريّة: مغلي بذور الحلبة يُفيد في علاج نزلات البرد، والتهاب الجيوب الأنفيّة، والحُمّى المُصاحبة لها، والرّبو، والتهابات الشُّعَب الهوائيّة، والسُّعال المُزمن لعملها كمُذيب للمُخاط. كما و أشارت بعض الأبحاث إلى فاعليتها في تخفيف التليُّف الرئويّ وتحسين كفاءة الرّئة.
  • الكِلى: أظهرت الحلبة فاعليّتها في منع تكون حصى الكِلى ومنع حدوث المُضاعفات المُصاحِبة لها.
  • تسكين الألم والحدّ من الاتهابات والأورام المُصاحبة لها: أفادت الحلبة في تسكين آلام العضلات والمفاصل، والحدّ من الالتهابات والتورّم النّاتج عنه كالتهاب الغدد الليمفاويّة مثلاً، وذلك باستخدام الحلبة بشكلٍ موضعيّ على موقع الألم، إمّا عن طريق خلط مَسحوق الحلبة بالماء و عمل عجينة مُتماسكة منه ولفّه بقطعة قماش، أو عن طريق غمس قطعة القماش بمنقوع الحلبة البارد ووضعه على موضع الألم على شكل كمادّة. كما أنّ الحلبة توصَف لتسكين آلام الدّورة الشهريّة؛ وذلك بتناول 1800-2700غم من مسحوق بذور الحلبة 3 مرات في اليوم في أول 3 أيام من الدّورة الشهريّة، ومن ثم تناول 900غم منها في باقي الأيام حتّى انتهاء فترة الدّورة الشهريّة.
  • النفسيّة: وفق دراسة أُجرِيت، فإنّ مضغ بذور الحِلبة يعمل كمُضادّ للاكتئاب والقلق.
  • المفاصل: تُفيد الحلبة في علاج الرّوماتيزم، والنّقرس إذا استخدمت بشكل موضعيّ على شكل كمّادات.

مرض باركنسون (الرُّعاش): أفادت دراسات أن تناول مُستخلص بذور الحلبة مرّتين في اليوم لمدّة 6 أشهر يمنع تطوّر المرض ويخفي أعراضه.

  • الرّحم: تعمل الحلبة على تنشيط الدّورة الشهريّة خصوصاً عند سنّ البلوغ. وتُفيد في تنظيم الدّورة الشهريّة علاج تكيُّس المبايض. عن طريق تناول خلاصة بذور الحلبة بشكل يوميّ لمّدة شهرين. كما وأنّ الحلبة تزيد التقلّصات في الرّحم.
  • الرّضاعة: تعمل الحلبة كمُدرّ للحليب، وتُعزّز تدفّقه عند المرأة المُرضعة.
  • الجلد: تُحافظ على سلامة الجلد، وفي علاج الحساسيّة الجلديّة، وتقرُّحات الأقدام، والجروح، والإكزيما، وتقرُّحات الفم، وتشقّق الشّفتين، والدّمامل.
  • التّجميل: تدخل الحلبة في صناعة الصّابون الطبيعيّ وبعض مُستحضرات التّجميل، وتغذّي الشّعر فتمنع تساقطه، وتُفيد في علاج الصّلع، كما وأنّها تغذّي البشرة وترطيبها، وتمنع تشقّقات الشفاه والقدمين، وتُزيل بقع الكَلَف من الوجه.
  • القدرة الجنسيّة: تَحلّ مشاكل الضّعف الجنسيّ خاصّةً عند النّساء، فتزيد الرّغبة الجنسيّة لديهن. كما وأنّ الحلبة تفيد في علاج العقم عند الرّجال إذا كان تانجاً عن ضعف الانتصاب أو بسبب نقص عدد الحيوانات المنويّة، إذ إنّ الحلبة تعمل على زيادتها، وذلك بتناول قطرات من زيت بذور الحلبة 3 مرّات بشكل يوميّ لمدّة 4 أشهر جنباً إلى جنب مع الأدوية التي يَصفها الطّبيب.

مخاطر ومحاذير استخدام الحلبة

بعض الأجسام شديدة التحسّس قد تُبدي ردّ فعلٍ تحسُّسي، كما وأنّ الانتظام على الحلبة بجرعات عالية أو لفترات طويلة قد يُسبّب خطراً صحيّاً؛ ممّا قد يُؤدّي إلى حدوث شيء من الأعراض الآتية:

  • تورّم في الوجه.
  • الإسهال.
  • اضطراب المعدة.
  • الانتفاخ والشّعور بالامتلاء بسبب الغازات.
  • رائحة كريهة في سوائل الجسم كالبول والعَرَق.
  • احتقان الأنف.
  • السّعال.
  • الصّفير عند التنفّس.
  • الدّوخة والتَعرّق الشّديد بسبب هبوط نسبة السكّر في الدّم خاصّةً عند المرضى المُنتظمين على أدوية السُكريّ، وهنا وجب إسعاف المريض بتناول طعام غنيّ بالسكّر تجنُّباً لحدوث غيبوبة السكّر.
  • النّزيف بسبب مُيوعة الدّم وعدم تخثّره، خاصّةً عند المرضى المُنتظمين على المُميِّعات.
  • الإجهاض أو الولادة المُبكّرة عند المرأة الحامل.