الحبّة السوداء أو ما يسمّى “حبّة البركة” وهي نفسها “الكراوية السوداء” و”الكمّون الأسود”، وفي إيران يطلق عليها “شونياز”. الحبة السوداء لما مسميات مختلفة وهي عشبة نباتية تنتمي لعائلة الشمر واليانسون، سوداء اللون، تنمو لوحدها في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بينما تزرع في إفريقيا والجزيرة العربية في آسيا.
استخدم البشر قديماً هذه الحبّة وقد عرفوا قيمتها الغذائيّة وما لها من فوائد طبيّة وعلاجية. فالفراعنة استخدموها، والدليل على ذلك أن الباحثين قد وجدوا منها في قبر توت عنخ آمون، كما أنّه تم استخدامها بكثرة في الطب الشعبي. كما أنّ الرّسول عليه الصلاة والسلام لم يغفل أن يذكر أهميتها، فكما ورد في صحيح البخاري يقول “صلّى الله عليه وسلم”: “إنّ في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السأم”. كما أن الأبحاث والدراسات الحديثة أولت هذه الحبة عناية تامة وأكدّت على فوائدها وأهميتها.
إنّ الحبّة السوداء لها مفعول قوي في علاج الصداع، حيث أنّها تطحن وتضاف للقرنفل واللّبن وتؤكل، ولها أثر عجيب في إخفاء الصداع. كما أنّها مفيدة لتنشيط الذاكرة وتسريع الحفظ، وقد تكون بديلا عن مادة الكافيين الموجودة في القهوة والشاي. كما أنّ هذه الحبّة السحرية بغليها وشربها على الرّيق مع ماء فاتر يوميّاً تحمينا من الأمراض التي تصيب الأسنان والحنجرة.
كما أنّ النّساء يجب أن لا تغفل عن استخدامها مغليّة مع البابونج والعسل خاصة في فترة الحمل لأنها تسهل من عملية الولادة، وكما أنها تعمل على زيادة ادرار الحليب للمرضع، إضافة إلى أنها تعالج مشاكل العقم والضعف الجنسي؛ إلا أنّه تجدر الإشارة إلى أنّ ّالإسراف في تناول هذه الحبّة للمرأة الحامل خاصة مضر جداً لها وللجنين وقد يؤدّي للإجهاض.
كما أنّ الحبة السوداء قد تستعمل كعلاج للقرح، وذلك بمزج عشر قطرات من زيتها مع العسل وقشر الرمان، وتشرب على الريق صباحاً مع اللّبن. كما أنّها تستخدم في علاج مرض السرطان بإضافة مطحون الحبة مع عصير الجزر لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر بإذن الله تعالى.
كما أنّها مفيدة أيضا لمرضى السكري، ومن يعانون من ضغط الدّم المرتفع أو من الإلتهابات في الكلى، كما لها أثر في التّقليل من نسبة الكوليسترول في الدّم.
كما أنّ هذه الحبّة لها فائدة في علاج أمراض القولون والتخفيف من الغازات والمغص والإسهال أيضا. كما أنها مفيدة في علاج المرارة وتفتيت الحصى. وتعتبر علاجاً لجميع الأمراض الجلدية بما فيها مشاكل حب الشباب، وذلك بإضافة زيت الحبة مع زيت الورد وطحين القمح وعجنهم جيداً، ودهن هذا الخليط على الأماكن الجلدية المصابة.
لحبّة البركة فوائد عديدة أخرى لا تعد ولا تحصى؛ إلا أنّه لا ينصح باستخدامها بكثرة، كما أنّها لا تغني عن العلاج والأدوية التي يصفها لك طبيبك. كما ينصح باستخدامها بعد طحنها على الفور، لأن بطحنها واستخدامها بعد فترة تكون المواد المفيدة منها قد ذهبت فعاليّتها، لاحتوائها على الزيت الطيّار.