حمض الفوليك
إنّ حمض الفوليك هو أحد فيتامينات B الذّائبة في الماء، وكان يسمّى قديما بفيتامين B9، ويعمل بشكله المصغّر كحمض رباعيّ حامل للمركبات أحاديّة الكربون التي تنتج خلال عمليات الأيض، وتدخل في تفاعلات تكوين مركّبات الكربون، وقد تمّ اكتشاف هذا الفيتامين بعد دراسة الأنيميا التي تصيب النّساء الهنود الحوامل الفقيرات، ويوجد حمض الفوليك بشكل الحمض في المدعّمات الغذائيّة فقط، بينما يوجد بشكل الفولات في المصادر الغذائيّة.
فوائد حمض الفوليك
- لحمض الفوليك دور هامّ في تجديد الخلايا، وهذا الدّور يظهر بوضوح في خلايا الجهاز الهضمي، وذلك لأنّها من أسرع الخلايا في التجدّد، وبالتّالي يلعب الفولات دوراً هامّاً في الحفاظ على صحّة خلايا الجهاز الهضمي.
- إنّ دور حمض الفوليك في الانقسام الطبيعيّ للخلايا يجعل منه ذا أهميّة، خاصّةً في تكوّن الجنين، وقد وجدت الدّراسات أنّ تناول حبوب حمض الفوليك في فترة شهر ما قبل التّخصيب، وفي الثّلاثة أشهر الأولى من الحمل يُقلّل من التّشوهات الخلقيّة في الجنين، وخاصّةً تشوّهات الأنبوب العصبيّ بما نسبته النّصف.
- يتمّ تكوين الدّماغ والحبل الشّوكي من الأنبوب العصبيّ، وحصوّل تشوهات فيه قد تسبّب تشوّهات في الجهاز العصبيّ المركزيّ، وقد تؤدّي في بعض الحالات إلى الوفاة. وتنصح جميع النّساء في عمر الإنجاب، واللّواتي قد يحملن، بتناول ما لا يقل عن 400 ميكروجرام من الفولات يوميّاً، ويتمّ ذلك إذا احتوت الحمية على خمس حصص من الفواكه والخضار يوميّاً، ولكنّ العديد من النّساء لا يقمن بتناول كميّات كافية لتغطّي احتياجهن، بالتالي فإنّ حصولهنّ على احتياجهن من الفولات من المدعّمات الغذائيّة يعتبر حلاًّ جيّداً، خاصةً أنّ نسبة امتصاصه أعلى بالشّكل الاصطناعي، وللوقاية من نقص الفولات تقوم العديد من الدّول بتدعيم طحين القمح المستعمل في الخبز بالفولات، بالإضافة إلى بعض العناصر التغذويّة الأخرى.
- لحمض الفوليك دور هامّ في الوقاية من أمراض القلب والشّرايين، حيث إنّ نقص حمض الفوليك يُسبّب ارتفاعاً في الهوموسيستين في الدّم، والذي يزيد من حدّة تصلب الشّرايين، وأثره السّلبي على الشّرايين، ممّا يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب، والشّرايين، والسّكتة الدماغيّة.
- يعمل ارتفاع الهوموسيستين على زيادة فقدان المعادن من العظام، ممّا يرفع من خطر الكسور.
- يقي حمض الفوليك من بعض أنواع السّرطان بشكل واضح في الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالسّرطان، مثل الوقاية من سرطان البنكرياس للرّجال المُدخّنين، والوقاية من سرطان الثّدي للنّساء اللواتي يشربن الكحول.
الاحتياجات اليوميّة من حمض الفوليك حسب الفئة العمريّة
في الجدول الآتي سيتم التّطرق إلى الاحتياجات اليوميّة من حمض الفوليك للأشخاص، وذلك حسب الفئة العمريّة لكلّ منهم:
الفئة العمرية | الاحتياجات اليوميّة (ميكروجرام/اليوم) |
---|---|
الرُضّع 0-6 أِشهر | 65 |
الرُضّع 7-12 شهر | 80 |
الأطفال 1-3 سنوات | 150 |
الأطفال 4-8 سنوات | 200 |
9-13 سنة | 300 |
14 سنة فأكثر | 400 |
الحامل | 600 |
المُرضع | 500 |
وظائف حمض الفوليك في الجسم
يقوم حمض الفوليك بكلّ من المَهام الآتية:،
- يعمل حمض رباعي الهيدروفوليك المرتبط بالمركّبات أحاديّة الكربون كعامل مساعد للإنزيمات في تفاعلات تكوين الأحماض الأمينيّة والنّيوكليوتيدات، عن طريق منح أو استقبال المركّبات أحاديّة الكربون.
- يعمل في تكوين حمض DNA وتكوين البيورينات، وبالتّالي نموّ وتجدّد الخلايا وتكوين البروتينات.
- متطلب ضروري لتحويل الحمض الأميني هيستيدين إلى حمض الجلوتاميك.
- يعمل أيضاً على منح مجموعات الميثيل لتكوين الحمض الأميني ميثيونين من الحمض الأميني هوموسيستين، الأمر الذي يحتاج أيضاً إلى عمل فيتامين B12، والذي يقوم بتمرير مجموعة ميثيل من ميثيل رباعيّ الهيدروفوليك إلى الهوموسيستين.
- إنّ نقص أيّ من حمض الفوليك أو فيتامين B12 في الحمية الغذائيّة يؤدّي إلى ارتفاع الهوموسيستين في الدّم، ويسبّب نقص فيتامين B12 نقصاً ثانوياً في حمض الفوليك، بسبب تعذّر إعادة تكوين حمض رباعي الفوليك من ميثيل رباعي الهيدروفوليك، ويبقى بذلك حمض الفوليك في صورة الميثيل فوليك غير قادراً على أداء مَهامّه.
- يعمل حمض الفوليك على إنتاج خلايا الدّم الحمراء والبيضاء في نخاع العظم، كما أنّه يعمل كحامل للمركبات أحاديّة الكربون في عمليّة تصنيع الهيم (المكوّن للهيموجلوبين الذي يعطي الدّم لونه الأحمر).
- يعمل حمض الفوليك على إنتاج خلايا الدّم الحمراء والبيضاء في نخاع العظم، كما أنّه يعمل كحامل للمركبات أحاديّة الكربون في عمليّة تصنيع الهيم (المكوّن للهيموجلوبين الذي يعطي الدّم لونه الأحمر).
امتصاص حمض الفوليك
يعتمد امتصاص حمض الفوليك على مصدره، حيث يتمّ امتصاص 50% من الفولات الموجودة بشكل طبيعيّ في الأغذية النّباتية، في حين تصل نسبة امتصاصه إلى 85% من الأغذية المدعّمة به.
المصادر الغذائيّة لحمض الفوليك
تعتبر الكبدة، والخضار الورقيّة الخضراء وخاصة السّبانخ، والهليون، والبروكلي، والبقوليّات الجافّة؛ كالعدس مصادراً غنيّةً بالفولات، كذلك تعتبر الحبوب المدعّمة بحمض الفوليك مصدراً جيّداً، كما أنّ خبز القمح الكامل، والبطاطس تعتبر مصادراً لا بأس بها. ولكنّ حمض الفوليك حسّاس للحرارة والأكسجين، بالتّالي يتمّ فقد حوالي 50% إلى 90% منه خلال التّخزين والطّبخ.
أعراض نقص حمض الفوليك
يؤثّر نقص حمض الفوليك على تصنيع أحماض DNA وRNA، وبالتّالي يُقلّل من صنع البروتينات وانقسام الخلايا، ويؤثر ذلك بشكلٍ واضحٍ على الخلايا سريعة التّجدد والانقسام، مثل: كريات الدّم الحمراء، وكريات الدّم البيضاء، والخلايا الظهاريّة في الجهاز الهضميّ، والمهبل، وعنق الرّحم،، لذلك فإنّ من أعراض نقص حمض الفوليك ما يأتي:،
- فقر الدّم ضخم الأرومات وكبير الكريات المحتوية على كميّاتٍ عالية من صبغة الهيموجلوبين.
- تلف في خلايا الجهاز الهضمي، الذي يؤدّي إلى سوء امتصاص العناصر الغذائيّة.
- الضّعف العام.
- الاكتئاب.
- اعتلال الأعصاب.
نقص حمض الفوليك
يحصل نقص حمض الفوليك في الجسم بسبب كلّ ممّا يأتي:،
- يحصل نقص حمض الفوليك بسبب قلّة تناوله، حيث يوجد النّقص في الأطفال الذين يتمّ إرضاعهم حليب الماعز، والذي يعتبر محتواه من الفولات مُنخفضاً، كما يمكن أن يسبّب سوء الامتصاص نقصاً في الفولات.
- ارتفاع حاجة الجسم له كما في حالات الانقسام السّريع للخلايا مثل: الحمل بتوأم أو بثلاثة توائم، وفي مرض السّرطان، وفي الأمراض التي تسبّب تضرّراً في الجلد مثل جدري الماء، والحصبة، والحروق.
- خسارة الدمّ وتضرّر الجهاز الهضمي، كما أنّ حمض الفوليك هو أكثر الفيتامينات تفاعلاً مع الأدوية، ممّا قد يؤدّي إلى نقص ثانويّ به. *تعمل بعض الأدوية مثل أدوية السّرطان التي تحمل تركيباً مشابهاً للفولات على احتلال مكانه في الإنزيمات والتّعارض مع عمله، حيث تحتاج الخلايا السّرطانية كما الخلايا الطبيعيّة للفولات لتنقسم، وللأسف يؤثّر هذا النّوع من أدوية السّرطان على الخلايا الطبيعيّة، كما يؤثّر على الخلايا السّرطانية، مسبّباً نقصاً ثانويّاً في الفولات.
- يمكن أن يؤثّر الأسبيرين على حالة الفولات في الجسم، الأمر الذي يعتبر ذا أهميّة فقط لدى من يتناوله بشكل دائم ومنتظم.
- تعمل حبوب منع الحمل والتّدخين على الإضرار بحالة الفولات في الجسم.
- يحتاج الفولات إلى وسط حامضيّ لامتصاصه، وأيّ حالة تُقلّل من حموضة المعدة تُقلّل من امتصاصه، ويمكن أن تؤدّي إلى نقصه، مثل: الإفراز القليل لحمض الهيدروكلوريك الذي يحصل مع تقدّم العمر، واستعمال مضادّات الحموضة بشكلٍ مستمرٍّ.
سُميّة حمض الفوليك
يعتبر الحدّ الأعلى الذي لا يجب تجاوزه يوميّاً من حمض الفوليك هو 1000 ميكروجرام، وبشكل عام، لا يشكل حمض الفوليك الموجود بشكل طبيعي في الأغذية خطر سُميّة، ولكن قد يؤدّي تناول كميّاتٍ عاليةٍ منه من الأغذية المدعّمة به ومن المكمّلات الغذائيّة إلى رفعه إلى مستويات ضارّة، حيث في حالات نقص الفيتامين B12، تمنع الكميّات العالية من حمض الفوليك ظهور فقر الدّم ضخم الأرومات كبير الكريات، والذي يُعتبر المؤشّر الأول لنقص الفيتامين B12. ويشكلّ ذلك خطراً لأنّ نقص فيتامين B12 يسبّب تضرّراً في الأعصاب، قد يصل لمراحل لا رجعة فيها إذا تأخّر علاجه، وتعمل الكميّات العالية من الفولات على إخفاء نقص الفيتامين B12، مسبّبةً زيادةً غير مكشوفة في الاعتلال العصبيّ.