ما هي أسباب نقص الحديد في الدم

الحديد

يُعتبر الحديد أحد المعادن المهمّة التي توجد في كل خليّة من خلايا جسم الإنسان، ولذا يُعَد معدناً مهمّاً يحتاجه الجسم في أداء وظائفه الحيوية المختلفة، فعلى سبيل المثال يُشكِّل الحديد جزءاً من الهيموجلوبين (بالإنجليزية: hemoglobin) والذي يحمل الأكسجين من الرئتين إلى كافّة أنحاء الجسم. ويساعد الحديد العضلات على تخزين الأكسجين والاستفادة منه، كما أنّ العديد من الإنزيمات التي تساعد الجسم على هضم الطعام وتدخل في العديد من التفاعلات المهمّة تحتوي على الحديد، وعندما ينقص الحديد من الجسم فإنّ العديد من وظائف الجسم تتأثّر بذلك.

نقص الحديد

فقر الدم الناجم عن نقص الحديد (بالإنجليزية: Iron deficiency anemia) هو نوع شائع من فقر الدم، وهو حالة يفتقر فيها الدم إلى عدد كافٍ من خلايا الدم الحمراء السليمة والتي تستطيع حمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، كما يوحي الاسم فإن فقر الدم الناجم عن نقص الحديد يرجع إلى عدم كفاية الحديد، وبدون الكمية الكافية من الحديد فإنّه لا يمكن للجسم إنتاج ما يكفي من المادة التي تمكّن الهيموجلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin) من حمل الأكسجين، ونتيجة لذلك يتسبّب نقص الحديد بأعراض متعدّدة كالتعب، والإعياء، وقُصر النفس.

أسباب نقص الحديد في الدم

في حال كان الشخص لا يتناول كميّة كافية من الغذاء الذي يحتوي على الحديد، أو إن كان قد تعرّض لنزيف جعله يفقد كميّة كبيرة من الدم، فإن ذلك قد يؤدّي إلى تثبيط قدرة الجسم على إنتاج الهيموجلوبين، وبالتالي التعرّض لخطر الإصابة بفقر الدم (بالإنجليزية: Anemia). وهنالك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى نقص الحديد، بعضها له علاقة بعدم تناول المصادر الكافية، والبعض الآخر يعود لعدم قدرة الجسم على امتصاص الحديد من الغذاء المهضوم، وأخيراً قد تكون الأسباب متعلّقة بحالات صحيّة معينة، حيث يشمل نقص الحديد الأسباب الآتية:

فقدان الدم

حيث إنّ فقدان الدم يعني فقدان كميّة من الحديد، إذ يتكوّن الدم من كريات الدم الحمراء التي يُعَد الحديد أحد مكوّناتها، ولهذا فإن النساء اللواتي يفقدن الكثير من الدم خلال الدورة الشهرية معرّضات أكثر من غيرهن لخطر حدوث فقر الدم بسبب نقص الحديد، وكذلك الأشخاص الذين يفقدون الدم ببطء وبشكل مزمن لوجود مرض معيّن؛ كوجود قرحة هضمية، أو فتق حجابي، أو الإصابة بسرطان القولون، أو وجود ورم في القولون، أو المستقيم. وكذلك يمكن أن ينجم نزيف الجهاز الهضمي عن الاستخدام المنتظم لبعض مسكنات الألم – وخاصة الأسبيرين – الذي قد يتسبّب بحدوث نزيف إذا ما تمّ استخدامه بطريقة خاطئة.

نقص الحديد في الحمية

يأخذ الجسم الحديد من الغذاء الذي يتم تناوله، لذا فإنّ تناول كميّة قليلة من الحديد قد تؤدّي مع مرور الوقت إلى حدوث نقص في الحديد، وبالمقابل فإنّ هناك العديد من الأغذية التي تحتوي على الحديد؛ كاللحم، والبيض، والأوراق النباتية الخضراء، والأغذية المدعّمة بالحديد.

عدم القدرة على امتصاص الحديد

يتم امتصاص الحديد من الغذاء المهضوم في الأمعاء الدقيقة، لذا فإنّ وجود بعض الاعتلالات في الأمعاء الدقيقة قد يسبب مشكلة في الهضم، ومن هذه المشاكل مرض الاضطرابات الهضمية (بالإنجليزية: Celiac disease) والذي يؤثر في قدرة الأمعاء الدقيقة على امتصاص العناصر الغذائيّة من الغذاء المهضوم، وبالتالي قد يؤدّي إلى حدوث فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وكذلك في الحالات التي يتم فيها استئصال جزء من الأمعاء الدقيقة، إذ تتأثّر كفاءة الأمعاء الدقيقة في امتصاص الحديد والعناصر الغذائية الأخرى.

الحمل

بدون أخذ مكمّلات الحديد فإن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يمكن أن يحدث لدى العديد من النساء في فترة الحمل، لأن أجسامهنّ تحتاج إلى الحفاظ على مخزون الحديد لازدياد الحاجة إليه، نظراً لزيادة حجم الدم أثناء فترة الحمل، وحاجة الجنين لتزويده بالهيموجلوبين اللازم لنموّه. وهنالك العديد من العوامل التي تزيد من خطر حدوث نقص الحديد، إذ تزداد احتمالية نقص الحديد لدى الإناث، والأشخاص النباتيين، والذين يقومون بالتبرّع بالدّم باستمرار، والأطفال، والرضّع.

أعراض نقص الحديد في الدم

تختلف علامات وأعراض نقص الحديد تبعاً لشدة فقر الدم، ومدى سرعة تطوره، وتعتمد على العمر والحالة الصحية كذلك؛ ففي بعض الحالات لا يشعر المرء بأيّة أعراض، وفي حالات أخرى قد تتأثّر صحّة الإنسان وإنتاجيّته، وقدرته على ممارسة الأنشطة اليوميّة، وفيما يلي بعض هذه الأعراض الأكثر شيوعاً:

  • تعب غير عادي: الشعور بالتعب الشديد هو واحد من الأعراض الأكثر شيوعاً عند نقص الحديد، ويشكو من هذا العرض أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد، ويرجع ذلك إلى انخفاض كميّة الأكسجين التي تصل أنسجة الجسم، وبالتالي لا يتم تزويدها بالطاقة اللازمة لأداء نشاطها الحيوي.
  • الشحوب: قد يظهر الشحوب على الجسم بشكل عام، أو قد يكون في مناطق محددة مثل الوجه، أو الجفن الداخلي السفلي، أو الأظافر، ويُعَد الشحوب علامة تدل على أنّ الجسم يعاني من نقص متوسط أو شديد في الحديد. ويعود سبب الشحوب إلى نقص الهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء، حيث إنّه يُعطي الدم لونه الأحمر، ولذلك فإنّ الدم يُصبح أقل حمرة عند حدوث نقص الحديد، مما يجعل الجلد يبدو أقل نضارة، بحيث لا تبدو البشرة ورديةً لدى الأشخاص الذين يُعانون من نقص الحديد.
  • ضيق التنفّس: كما ذُكِر سابقاً فإن نقص الحديد مرتبط بانخفاض مستوى الهيموجلوبين في الدم، ما يؤدّي إلى جعل الجسم غير قادر على نقل الأكسجين إلى العضلات، والأنسجة بكفاءة، ويظهر ضيق النفس على شكل صعوبة في التنفّس الاعتيادي عند ممارسة الأنشطة اليومية كصعود الدرج، أو المشي.
  • الصداع والدوار: يعتبر الصداع، والدوار أحد الأعراض التي قد تدل على نقص الحديد في الدم، حيث إنّ قلّة الهيموجلوبين ترتبط بعدم وصول كميّة كافية من الأكسجين للدماغ، وذلك يتسبب في تضخّم الأوعية الدموية والشعور بالضغط.
  • خفقان القلب: في حالة نقص الحديد يحتاج القلب إلى العمل بشكل أكبر وأقوى لينقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم، وهذا قد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، أو حتى حدوث لغط القلب (بالإنجليزية: Heart Murmurs)، أو تضخّم عضلة القلب، أو حدوث فشل القلب (بالإنجليزية: Heart Failure).
  • جفاف وتلف الشعر والجلد: يحدث الجفاف والتلف للشعر والأظافر نتيجة قلّة الأكسجين الذي يصلها عبر الدورة الدمويّة، وفي الحالات الشديدة من نقص الحديد في الدم يصل الأمر إلى حدوث تساقط في الشعر.
  • تورّم وتقرّح الفم واللسان: يمكن أن يكون اللسان المتقرّح، أو المتورم، أو الشقوق التي تكون في زوايا الفم علامات دالّة على فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، حيث إنّ انخفاض الهيموجلوبين يتسبب بشحوب اللسان، وانخفاض الميوغلوبين (بالإنجليزية: Myoglobin) يتسبب بظهور التقرّحات، وبعض التورّمات، إذ إنّ الميوغلوبين يوجد في خلايا الدم الحمراء التي تدعم وتُعزّز عمل العضلات والتي منها ما يدخل في تشكيل اللسان.
  • متلازمة تململ الساق: الأشخاص الذين يُعانون من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد لديهم فرصة أكبر للتعرض لمتلازمة تململ الساق (بالإنجليزية: Restless leg syndrome)، حيث تتولد عن هذه المتلازمة رغبة قوية بتحريك الساقين أثناء الراحة، وغالباً ما تحدث في الليل، وقد وُجِد أنّ أكثر من 25% من الذين يُعانون من هذه المتلازمة لديهم نقص في الحديد كذلك، وكلّما زاد هذا النقص كانت الأعراض التي يواجهها الشخص أسوأ.