ما هو نقص الكالسيوم

الكالسيوم

يعتبر الكالسيوم من أكثر المعادن وجوداً في جسم الإنسان، ويشكل قرابة 2% من الوزن الكلي للجسم، ويوجد معظمه في الهيكل العظمي، بينما يوجد الباقي في الأسنان، وبلازما الدم، وأنسجة الجسم اللّينة (بالإنجليزية: soft tissues)، والسوائل الموجودة خارج الخلايا (بالإنجليزية: Extracellular fluids)، إذ يستخدمه الجسم لبناء العظام والأسنان، والعديد من الوظائف المهمّة والضّرورية جداً كإرسال واستقبال الإشارات العصبيّة، والمساعدة على إفراز الهرمونات والإنزيمات، والحفاظ على معدل طبيعي لنبضات القلب، وتخثّر الدم، وانقباض وانبساط العضلات وغيرها، كما أنّ تناول كمياتٍ كافيةٍ من الكالسيوم تقي من الإصابة بهشاشة العظام (بالإنجليزية: osteoporosis) خصوصاً لدى النساء، ومن المهم جداً حصول الأطفال على كامل احتياجاتهم اليومية من الكالسيوم للوقاية من إصابتهم بمرض كساح الأطفال (بالإنجليزية: rickets)، ولنمو عظامهم بشكلٍ طبيعي وكثافةٍ مثاليةٍ.
ومن الجدير بالذكر أن للكالسيوم استخدامات دوائية أخرى، إذ يقوم الطبيب بصرف الكالسيوم بهدف معالجة حالات أخرى، مثل: ارتفاع المغنيسيوم، والفسفور، والبوتاسيوم في الدم، كما توجد أدلةٌ على مساعدة الكالسيوم في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أنّ الكالسيوم وفيتامين د مجتمعَين يقيان من سرطان الثدي لدى النساء.

نقص الكالسيوم

يحدث نقص الكالسيوم عند انخفاض مستوياته في الدم عن المستوى الطبيعي، وعادةً ما يتراوح مستوى الكالسيوم الطبيعي في الدم لدى البالغين من (8.8 – 10.4) مغ/دسل، ويكون الشخص عرضةً لخطر نقص الكالسيوم وما يصاحبه من أعراض عند انخفاض مستواه عن 8.8 مغ/دسل، والجدير بالذكر أنّ الأطفال والمراهقين عادةً ما يمتلكون مستويات أعلى من الكالسيوم، بينما تكون النساء أكثر عرضةً لخطر نقص الكالسيوم من الرجال وخصوصاً عند سن اليأس، ذلك لأنّ نقص هرمون الإستروجين في ذلك السن يسبب ترقق عظام المرأة بشكلٍ أسرع.

نقص الكالسيوم عند الرضع

يتم نقل الكالسيوم من الأم للجنين أثناء فترة الحمل من خلال مضخّات الكالسيوم عبر المشيمة، وتنتج عن هذه العملية مستويات أعلى من الكالسيوم في الدم لدى الجنين مقارنةً بالأم، وعند انقطاع عمليات نقل الكالسيوم عبر المشيمة هذه أي عند الولادة يتطور عند أغلب الرضع نقصٌ في مستويات الكالسيوم في الدم بعد 24 ساعة من الولادة، ليعود للارتفاع لمستوياته الطبيعية عند بلوغه عمر الأسبوعين.

لذلك تعتبر مشكلة نقص الكالسيوم عند الرضع مشكلةً شائعة، وقد يتطور هذا النقص عند بعض الرضع خلال ثلاثة أيام من الولادة أو بعد ذلك، ومن عوامل الخطورة المرتبطة بالنقص والمسببة له هي:

  • إصابة الأم بالسكري.
  • صغر حجم الرضيع بالنسبة لعمره.
  • شرب حليب الأبقار أو حليب رضعٍ يحوي مستويات عالية من الفوسفات.
  • وتعد العصبية، وانقطاع النفس أو تباطؤه، وعدم انتظام دقات القلب من أعراض نقص الكالسيوم عند الرضع.

أسباب نقص الكالسيوم

يمكن لأسباب عدة أن تسبب نقص الكالسيوم، ويزداد خطر الإصابة به مع التقدم في العمر، ومن هذه الأسباب:

  • عدم تناول كمياتٍ كافيةٍ من الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم، خصوصاً في مرحلة الطفولة.
  • سوء التغذية، أو سوء امتصاص.
  • مستويات منخفضة من فيتامين د في الجسم، إذ يعمل فيتامين د على زيادة امتصاص الكالسيوم.
  • يمكن لبعض الأدوية أن تتعارض من الكالسيوم وتسبب قلة امتصاصه كالفينيتوين (بالإنجليزية: Phenytoin)، والفينوباربيتال (بالإنجليزية: Phenobarbital)، والرِّيفامبين (بالإنجليزية: Rifampin)، والكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: corticosteroids)، والأدوية التي تستخدم لعلاج حالات ارتفاع الكالسيوم.
  • عدم تحملٍ غذائي (بالإنجليزية: Food intolerance)، أو حساسية تجاه الأطعمة الغنية بالكالسيوم، كعدم تحمل اللاكتوز وحساسية الحليب، إذ لا يستطيع الأشخاص المصابين بحساسية الحليب أو عدم تحمل اللاكتوز تناول الحليب الغني بالكالسيوم وكافة منتجاته، مما يجعلهم عرضةً لخطر نقصه.
  • تغييرات هرمونية، خصوصاً لدى النساء في سن اليأس.
  • قصور في الغدد جارات الدرقية، إذ يفتقر المصابين به لهرمونات الغدة الجار درقية، الذي ينظم مستويات الكالسيوم في الدم.
  • أسباب وراثية.

أعراض نقص الكالسيوم

لا تظهر أعراض نقص الكالسيوم بشكلٍ فوريٍ في العادة، إلا أنه قد يسبب أعراضاً خطيرةً مع الوقت، فعدم تناول كميات كافية من الكالسيوم يؤدي إلى موازنة الجسم لمستوياته في الدم من العظام، مما يتسبب مع الوقت في خسارة الكالسيوم من العظام وهشاشتها، ومن هذه الأعراض ما يأتي:

  • هشاشة في العظام (بالإنجليزية: osteoporosis): إذ يؤدي نقص الكالسيوم وخاصة عند النساء والأطفال إلى ظهور مشاكل صحية خطيرة، منها التعرض لآلام العظام والإصابة بالتشنجات وتخلخل العظام وسهولة انكسارها.
  • مشاكل في الأسنان كتعرضها للنخر.
  • أعراض عصبية كالارتباك أو التشوش، وهلوسات، وفقدان في الذاكرة، وخدران ووخزٌ في الأطراف.
  • وخزٌ في الوجه.
  • تشنج العضلات (بالإنجليزية: muscle spasm).
  • أظافر هشة وضعيفة، ونمو شعرٍ بطيء.
  • اكتئاب.
  • دوارٌ وخفةٌ في الرأس.
  • تباطؤٌ في نبضات القلب.

علاج نقص الكالسيوم

يمكن علاج نقص الكالسيوم بسهولةٍ عن طريق زيادة تناول الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم؛ كالحليب ومشتقاته، وسمك السردين، والخضروات الورقية ذات اللون الأخضر الغامق كالسبانخ، والعصائر، وفول الصويا، وحبوب أو رقائق الإفطار أو ما تعرف (corn flakes) المدعمة بالكالسيوم، والخبز المدعّم بالكالسيوم، ويمكن أن يلجأ الطبيب إلى ضبط مستويات الكالسيوم من خلال وصف حقن الكالسيوم بطريقة منتظمة، وذلك إن لم تَفِ تغييرات النظام الغذائي، ومكملات الكالسيوم الغذائية بالغرض، كما أنّ الحرص على التعرض لأشعة الشمس بشكلٍ منتظم من شأنه أن يرفع من مستويات فيتامين د، والذي يزيد بدوره من امتصاص الكالسيوم.