يعتبر الحديد أحد المكونات الأساسية في الجسم والذي يدخل في تركيب جميع الكائنات الحية، فهو يعمل في الجسم على إنتاج بروتين الهيموغلوبين الذي يوجد في خلايا الدم الحمراء وبروتين الميوغلوبين الذي يوجد في العضلات، ويعمل هذان البروتينان على نقل وتخزين الأكسجين الذي يتم استنشاقه من الرئتين إلى مختلف خلايا الجسم، كما أنّ عنصر الحديد يدخل أيضاً في تركيب العديد من البروتينات والأنزيمات في الجسم، ولذلك فإنّ نقص الحديد في الجسم يؤثر على صحة الجسم بشكل ملاحظ جداً إذ إنّه يسبب العديد من الأمراض والتي من أشهرها فقر الدّم أو الأنيميا والتي تقل فيها عدد خلايا الدّم الحمراء في الجسم والتي تقوم على نقل الأكسجين، ولذلك تقل كمية الأكسجين التي تصل إلى مختلف خلايا الجسم.
ويوجد لنقص الحديد في الجسم علامات واضحة تظهر على الشخص المصاب بحيث تؤثر على حياته بشكل عام وتحدّ من نشاطه فمن الأعراض التي يتسبب بها نقص الحديد في الجسم هي التعب والإرهاق بشكل ملاحظ وهذا بسبب نقص إنتاج الأكسجين في الجسم بالإضافة إلى الضعف العام في العضلات ووجود آلام فيها أيضاً وشحوب لون الجلد بسبب نقص كريات الدّم الحمراء فيه وانخفاض كمية الدّم في الجسم، بالإضافة إلى الشعور بالدوار وهو ما ينتج بسبب نقص إمداد الدماغ بالأكسجين اللازم لكي يقوم بوظائفه، بالإضافة إلى وجود صعوبة في التركيز وصعوبة في التنفس ووجود تقصف في الأظافر والشعور بالبرد وخاصة في الأطراف وعدم انتظام في نبضات القلب كما أنّه قد يتسبب أيضاً بالشعور بالتهاب باللسان.
وفي أحوال نادرة قد يتسبّب نقص الحديد إلى شعور بعصر البلع نتيجة مشكلة في عضلات المريء وفي أحوال نادرة أخرى أيضاً قد يتسبب نقص الحديد إلى الإحساس باشتهاء إلى مواد غير الطعام كالرمل أو الأوراق أو الثلج، وفي العادة يتم التأكد من نقص الحديد في الجسم عن طريق إجراء بعض الفحوصات في الدّم والتي يتم من خلالها ملاحظة نقص كريات الدّم الحمراء وانخفاض مستوى الهيموغلوبين، بالإضافة إلى انخفاض مستوى الحديد في الجسم ومن ثم وفي حال التأكّد من نقص الحديد يتم البحث عن المسبّب الرئيسي لنقص الحديد في الجسم والذي قد يكون بسبب خلل في النظام الغذائي بعدم تناول كمية كافية من الأطعمة التي تحتوي على الحديد أو بسبب فقدان الدّم في الجهاز الهضمي أو بسبّب سرطان الرّحم، أو بسبب الإصابة ببعض الإصابات الطفيلية كالأميبا والبلهارسيا والتي تعتبر السبب الأكبر لنقص الحديد في العالم.