ما هو سبب الخوف من الناس

الخوف من النّاس

تنبع سعادة الإنسان وراحته من قدرته على التكيّف مع البيئة المحيطة والأشخاص، ولِيُشبع حاجاته عليه أن يتفاعل إيجابيّاً في علاقاته، أمّا الأشخاص الذين يعانون من الخوف من النّاس فستكون لديهم مشكلات في التكيّف، ممّا يؤدّي إلى عدم شعورهم بالسّعادة، وممارسة حياتهم اليوميّة بشكل طبيعيّ، وأداء مهمّاتهم كما يجب.

المصطلحات العلميّة لشعور الخوف من الناس

أسباب الرُّهاب الاجتماعيّ

اجتهد الأطبّاء في تفسير هذه المشاعر، فتوصّلوا إلى أنّ هناك مجموعةً من أسباب الرُّهاب الاجتماعيّ من النّاس، وهي:

  • الأسباب الوراثيّة: فهناك استعداد وراثيّ أكبر لدى الأشخاص الذين يعاني آباؤهم من هذه الحالة.
  • الأسباب المتعلّقة بالدّماغ: حيث يكون هناك خلل في مراكز الاستجابة تجاه الخوف في الدّماغ.
  • الأسباب البيئيّة: تظهر نتيجةً لما تعلّمه الشّخص من البيئة، ومراقبة الأشخاص الآخرين.

أسباب الرّهاب الاجتماعيّ البيئيّة

هناك مجموعةٌ من الأسباب البيئيّة التي يتعرّض لها المُصاب في طفولته، وتكون من مسبّبات حصول الخلل الاجتماعيّ عامّةً، والخجل الاجتماعيّ خاصّةً، ومنها:

  • الشّعور بعدم الأمان: فالأمان العاطفيّ من الحاجات الأساسيّة للطفل، إذ لا بدّ له من الشّعور بالحبّ والحنان والتقدير من المحيطين به، وإذا لم تُلبَّ هذه الحاجة فسيشعر الطّفل بعدم الأمان، وبالتّالي انعدام ثقته بنفسه، ومن أسباب الشّعور بعدم الأمان:
  • الخوف من المدرسة: حيث يخاف الأطفال عادةً من اليوم الأوّل من المدرسة؛ لخوفهم من المجهول، أو عدم تقبّل الأطفال الآخرين لهم، وتؤدّي هذه النّزعة إلى ظهور مشكلاتٍ اجتماعيّةٍ، ومنها عندما يرفض الطفل المشاركة الصفيّة، أو المشاركة في النّشاطات، أو التفاعل مع المعلّمين.
  • النّمذجة: حيثُ يتعلّم الأطفال التصرّف عن طريق التّقليد، فإذا كان أحد الوالدين أو الشخص المحبّب للطفل يعاني من عدم الثقة بالنّفس أو الانسحاب أو الخجل المُبالَغ فيه، فإنّ الطفل سيتعلّم سلوكيّاته ويقلّده.

أعراض الرُّهاب الاجتماعيّ

الأعراض الجسديّة

تظهر أعراض جسديّة على الأشخاص المصابين بالرّهاب الاجتماعيّ عند تعرّضهم إلى مواقف اجتماعيّةٍ، ومنها:

  • احمرار الوجه.
  • التعرّق المُفرط.
  • الرّجفة.
  • سرعة ضربات القلب.
  • الغثيان.
  • صعوبة في الكلام.
  • الشّعور بالدُّوار.

الأعراض النفسيّة

هناك أعراض نفسيّة يشعر بها المصاب عند التعرّض إلى مواقف اجتماعيّة، مثل:

أعراض التجنّب أو الانسحاب الاجتماعيّ

من أعراض التجنّب أو الانسحاب الاجتماعيّ:

  • تجنُّب طرح الأسئلة.
  • تجنُّب حضور مقابلات العمل.
  • تجنُّب التسوّق.
  • تجنُّب تناول الطعام في الأماكن العامّة.

مضاعفات حالة الرُّهاب الاجتماعيّ

إذا تمكنّ الرُّهاب الاجتماعيّ أو الخوف من النّاس لدى الشّخص، فإنّه قد يؤدّي إلى المشكلات الآتية:

  • تقدير متدنٍّ للذّات.
  • الحساسيّة الزائدة تجاه التعرّض للنّقد السلبيّ.
  • ضعف في المهارات الاجتماعيّة.
  • الإدمان على المخدّرات والكحول.
  • محاولة الانتحار.
  • الحديث السلبيّ مع النّفس.
  • العُزلة، وصعوبة تكوين العلاقات الاجتماعيّة
  • انخفاض الإنجاز الأكاديميّ والوظيفيّ.

العلاج

توجد عدّة طرقٍ تخلّص الشخص الذي يعاني من الرُّهاب الاجتماعيّ من هذه الحالة، وهي:

المساعدة الذاتيّة للتخلّص من الحالة

هناك بعض الأمور التي يستطيع الشخص القيام بها منزلياّ للتخلّص من الرُّهاب الاجتماعيّ، مثل:

تعديل أسلوب الحياة

حيث من الممكن تحسين أسلوب الحياة عن طريق:

  • تناول غذاءٍ صحيٍّ متوازنٍ.
  • الابتعاد عن الكحول أو المخدّرات.
  • ممارسة الرّياضة بانتظامٍ.
  • التّواصل مع الأشخاص الذين يُشعِرون المصابَ بالرّاحة.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • الانضمام إلى مجموعات الدّعم؛ سواءً المباشرة أو مجموعات الدّعم عن طريق الإنترنت.

الممارسة التدريجيّة لتفعيل العلاج

من الممكن أن يصبح العلاج أكثر فعاليّة عن طريق:

  • تناول الطعام مع أحد الأشخاص المقرّبين في مكانٍ عامٍّ.
  • تقديم المديح للآخرين.
  • التّواصل مع صديقٍ؛ للتّحضير لمشاريع أو أنشطةٍ معاً.
  • البدء بإلقاء التحيّة على الآخرين، والتّواصل البصريّ معهم.
  • طلب المساعدة من عمّال المتاجر؛ للمساعدة في البحث عن الطلب المنشود.
  • التّواصل مع الآخرين، وسؤالهم عن أحوالهم وحياتهم.

التّحضير للمواقف الاجتماعيّة

يكون ذلك عن طريق:

  • التّحضير للمحادثات، كأن يقرأ الفرد قصّةً قصيرةً أو نكتةً؛ ليحدّث بها الأشخاص الآخرين.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء.
  • عدم الخوف من المواقف التي قد تسبّب الحرج، والنظر إليها على أنّها ستمرّ، وأنّ كلّ شيءٍ سيكون بخيرٍ.
  • التّركيز على الصّفات الإيجابيّة لدى الشّخص.
  • وضع أهدافٍ واقعيّةٍ.