علاج الزكام

الزّكام

يعدّ الزكام (بالإنجليزية: Common Cold) مرضاً فيروسياً بسيطاً شائع الحدوث، يصيب الأنف، والحلق، والجيوب الأنفية، والقناة التنفسية العلوية، وفي العادة يختفي من تلقاء نفسه خلال أسبوعٍ إلى أسبوعين من الإصابة به. هناك أكثر من مئتي نوعٍ من الفيروسات التي يمكنها أن تتسبّب بإصابة الشخص بالزّكام، لكن الأكثر شيوعاً هو الزكام الناتج عن إصابة الشخص بالراينوفيروس (بالإنجليزية: Rhinovirus)، وهو الفيروس المسؤول عمّا لا يقل عن 50% من حالات الزكام، ومن الفيروسات الأخرى التي تسبب الزكام: فيروس الكورونا (بالإنجليزية: Corona virus)، والفيروس المخلوي التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory Syncytial Virus)، وفيروس الإنفلونزا (باللإنجليزية: Influenza Virus)، وفيروس نظير الإنفلونزا (بالإنجليزية: parainfluenza viruse).

علاج الزّكام

بالنّسبة لعلاج الزّكام، فلا يوجد علاجٌ معينٌ له، بحيث يشفى الشخص المصاب بالزّكام من تلقاء نفسه مع الوقت، لكنّ من شأن بعض العلاجات المنزلية والدوائية التخفيف من الأعراض التّي يعاني منها المريض أثناء محاربة الجسم لهذه العدوى، مع التأكيد على أنّ جميع الأدوية لها أعراضٌ جانبيةٌ، لذا؛ ينصح استخدامها بحذر، أمّا بالنسبة إلى الحوامل، فيجب استشارة الصيدلي أو الطبيب عن مدى أمان الدواء الذي يتناولنه لتخفيف أعراض الزّكام.

العلاجات المنزلية

يمكن للمريض أن يعالج الزّكام عن طريق العلاجات المنزلية، ويشمل ذلك أخذ قسطٍ وفيرٍ من الراحة، إلى جانب شرب الكثير من السوائل، كذلك يمكن أن يقوم الأشخاص الذين يعانون ألماً في الحلق بالغرغرة بالماء المالح.

العلاجات الدّوائية

عند إصابة الأطفال الأكبر سناً والبالغين بالزّكام؛ يمكن تناول الأدوية الشائعة التي يمكن شراؤها دون وصفة طبية كبخاخات الحلق، والأدوية التّي تكون على شكل حلوى لعلاج وتطهير الحلق (بالإنجليزية: Throat Lozenges)، وأدوية السّعال، مع العلم أن هذه الأدوية هي فقط لتخفيف الأعراض وليس لها تأثير على تقليل مدة الإصابة بالزّكام أو منع الإصابة به، أمّا لعلاج احتقان الأنف؛ فيمكن استخدام دواء سودوإيفدرين (بالإنجليزية: Pseudoephedrine)، كما ويمكن استخدام مضادات الهيستامين للتّخفيف من الأعراض التي تصيب الأنف، كما ويمكن استخدام بخاخات الأنف الملحية (بالإنجليزية: Saline Nasal Sprays) لنفس الغرض، ولتخفيض درجة الحرارة، والتخفيف من آلام الجسم، والصداع وآلام الحلق، فيمكن أن يستخدم المريض دواء الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، أو دواء إيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).

علاج الأطفال والرضّع

أما عن علاج الأطفال الرّضع والأطفال الصغار، فيكون علاج الزكام عند هذه الفئة العمرية بالعلاج الدّاعم (بالإنجليزية: supportive treatment)، ومن المهم أن يأخذوا قسطاً وفيراً من الرّاحة، وأن يتمّ تشجيعهم على أخذ السّوائل لمنع حدوث الجفاف، بالإضافة لاستخدام قطرات الأنف، وشفط المخاط من الأنف لتنظيف الممرات الأنفية عند الرّضع، ويمكن إعطاء هذه الفئة العمرية كذلك دواء الأسيتامينوفين والآيبوبروفين لخفض الحرارة وتخفيف الألم، مع التنويه على إعطاء هذه الفئة العمرية الجرعة التي تتناسب مع عمرها ووزنها، ولا يجب إعطاء الصغار الأسبيرين (بالإنجليزية: aspirin) أو الأدوية التي تحتوي عليه؛ لأنها قد تتسبب في حدوث متلازمة نادرة الحدوث تسمى متلازمة راي (بالإنجليزية: Reye’s syndrome)، كما لا يُنصح بإعطاء الصغار الذين تقل أعمارهم عن الأربع سنوات الأدوية المضادة للسّعال بسبب الأعراض الجانبية التي يمكن أن تنتج عن هذه الأدوية والتي يمكن أن تهدّد حياة الطفل.

العلاجات البديلة

هناك بعض الأدوية البديلة التي تستخدم لعلاج أو منع الإصابة بالزّكام، مثل: فيتامين ج (بالإنجليزية: vitamin c)، والزنك، والقنفذية (بالإنجليزية: Echinacea)، والعلاجات العشبية الأخرى؛ إلّا أنّ بعض الدراسات قد أثبتت نتائج مختلطة لفاعلية هذه العلاجات، لذا؛ يفضل استشارة الطبيب في خيارات العلاج المتاحة.

طرق انتقال الزّكام

ينتشر الّزكام عن طريق الاتصال المباشر مع إفرازات المصاب من الأسطح الملوثة أو عن طريق استنشاق الفيروس المحمول جواً بعد عطس أو سعال المريض، وغالباً ما يحدث انتقال الفيروس من شخص إلى شخص عندما يلمس المريض أنفه ثم يلمس شخصاً أو شيئاً ما آخر، كما ويمكن أن تعيش فيروسات الزكام على الأشياء؛ كالأقلام، والكتب، والهواتف، ولوحات المفاتيح الحاسوبية، وأكواب القهوة لعدة ساعات، وبالتّالي يمكن الإصابة بالعدوى عن طريق مسك هذه الأشياء.

أعراض الزّكام

عادةً ما تظهر أعراض نزلات البرد بعد يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض للفيروس المسبّب للزكام، كما أنّ الأعراض والعلامات المرضية يمكن أن تختلف من شخصٍ لآخر، وقد تشمل ما يلي:

  • سيلان أو انسداد الأنف.
  • التهاب الحلق.
  • سعال.
  • احتقان الأنف.
  • ألم طفيف في الجسم.
  • صداع خفيف.
  • العطس.
  • ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
  • الشعور بالتوعك.
  • يمكن أن تصبح الإفرازات الأنفية صفراء أو خضراء اللّون، وهذا ليس مؤشراً على العدوى البكتيرية.

أمّا العلامات المرضية التّي يجب مراجعة الطبيب عند ملاحظتها في حال كان المريض بالغاً، فهي كالآتي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 38.5 درجة سيلسيوس.
  • ضيق في التّنفس.
  • أزيز (بالإنجليزية: Wheezing).
  • التهاب الحلق الشديد.
  • الصداع.
  • ألم الجيوب الأنفية.

بالنسبة للأطفال بشكلٍ عام، فإصابة الطفل بالزكام أمر شائع الحدوث، ولا يستلزم مراجعة الطبيب لطلب الرعاية الطبية، لكن عند ملاحظة وجود العلامات المرضية الآتية، فيجب مراجعة الطّبيب:

  • ارتفاع درجة حرارة جسم الطّفل حديث الولادة إلى حد 12 أسبوع لأكثر من 38 درجة سيلسيوس.
  • ارتفاع درجة حرارة مستمرة، أو ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل في أي عمر لأكثر من يومين متتالين.
  • الأعراض التّي تزداد سوءاً أو تفشل في التّحسن.
  • أعراض شديدة، مثل الصّداع أو السّعال.
  • الأزيز.
  • ألم الأذن.
  • نعاس غير عادي.
  • فقدان الشهية.

مضاعفات الزّكام

من المضاعفات التّي يمكن أن تنتج نتيجة الإصابة بالزكام ما يأتي:

  • التهاب الأذن الوسطى، ويحدث ذلك عندما يدخل الفيروس أو البكتيريا إلى الفراغ الواقع خلف طبلة الأذن، ومن الأعراض والعلامات المرضيّة التّي تظهر على المريض المصاب بالتهاب الأذن الوسطى: ألم في الأذن، وفي حالات معينة نزول إفرازات خضراء أو صفراء اللون من الأنف أو ارتفاع درجة الحرارة مرة أخرى من بعد الإصابة بالزكام.
  • الربو؛ حيث يمكن أن يحفّز الزكام الإصابة بنوبة ربو.
  • التهاب حاد في الجيوب الأنفية؛ فعند إصابة الأطفال أو البالغين بالزكام الذي يطول ولا يتم الشفاء منه بسرعة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى وصول العدوى إلى الجيوب الأنفية.
  • الإصابة بأنواع أخرى ثانوية من العدوى، ويمكن أن يشمل ذلك: التهاب الحلق البكتيري، وذات الرئة (بالإنجليزية: Pneumonia)، والتهاب القصيبات الهوائية عند الأطفال، مع العلم أن هذه الالتهابات تحتاج إلى مراجعة الطبيب وتلقي العلاج الّلازم.

الوقاية من الزّكام

ليس هناك لقاح ضد الفيروسات التي تسبب الزكام، ولكن هناك بعض الاحتياطات التي يمكن الأخذ بها للتّقليل من انتشار هذه الفيروسات، مثل:

  • غسل اليدين جيداً بالماء والصّابون، وتعليم الأطفال أهمية غسل اليدين، وفي حال عدم توفر الماء والصابون ينصح باستخدام مطهر اليد الكحولي.
  • تطهير وتنظيف المطبخ وأسطح الحمّام باستخدام المطهّر، وخصوصاً عندما يكون شخص ما في العائلة مصاباً بالزكام، كما وينصح بغسل ألعاب الأطفال بشكل دوريّ.
  • استخدام المحارم عند العطس، والسعال، ثم رميها وغسل اليدين بعد ذلك على الفور.
  • تعليم الأطفال على العطس أو السعال في منحنى الكوع عندما لا يكون لديهم محارم، فبهذه الطريقة يتم تغطية أفواههم دون استخدام أيديهم.
  • عدم مشاركة الأدوات الشّخصية كأواني الشرب مع أفراد الأسرة الآخرين؛ خاصةً مع الأشخاص المصابين بالزّكام.
  • تجّنب الاتصال الوثيق مع أي شخص مصاب بالزّكام.