علاج الرشح

الرشح

يحدث الرشح (بالإنجليزية: Common Cold) نتيجةً لالتهابٍ فيروسيّ يصيب الأنف والأجزاء العُليا من الجهاز التنفسيّ، وتتسبّب بحدوثه مجموعةٌ من الفيروسات. ويحتاج الرشح عادةً لمدّةٍ تتراوح من سبعة إلى عشرةِ أيّامٍ للشفاء، إلّا أنّه قد يحتاج لمدّةٍ أطول من ذلك لزوال أعراضه عند المُدخّنين. وقد يُصيب الأشخاص البالغين الأصحّاء بمعدّل مرّتين إلى ثلاث مرّاتٍ سنويّاً، إلّا أنّ الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ستّ سنواتٍ يُعَدّون الأكثر عُرضةً للإصابة به.

علاج الرشح

العلاجات الدوائيّة

يُمكن استخدام مجموعة من العلاجات الدوائيّة التي لا تحتاج إلى وصفةٍ طبيّة، ومن هذه الأدوية:

  • مُسكّنات الألم (بالإنجليزية: Painkillers): حيث تعمل بعض الأنواع كمُسكّنات بالإضافة إلى كونها أدوية خافضة للحرارة، ومن الأمثلة عليها الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، والأيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، إلا أنّ استخدامهما معاً ليس ضروريّاً ويُعتبر غير آمنٍ للاستخدام للأطفال. ويُعتَقد أنّ استخدام الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) قد يساعد على تخفيف أعراض الرشح بالرغم من عدم وجود توصيةٍ لاستخدامه في الرّشح عادةً. ومن المهمّ معرفته أنّ الأسبرين لا يُمكن استخدامه للأطفال دون سنّ السادسة عشر.
  • مُضادات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants): حيث تُساعد هذه الأدوية على التنفّس عن طريق إزالة الاحتقان والانتفاخ في الأنف، إلّا أنّها فعّالة عند استخدامها لمدّةٍ قصيرةٍ فقط؛ إذ إنّ استخدامها لمدّةٍ تزيد عن الأسبوع قد يزيد احتقان الأنف سوءاً. ويُمكن استخدامها عن طريق الفم، أو مباشرةً إلى الأنف على شكل قطراتٍ أو بخاخٍ أنفيّ. ومن الجدير بالذكر أنّ استخدامها للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ستّ سنواتٍ غيرُ موصى به، كما لا يُمكن استخدامها للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن اثني عشر عاماً إلا باستشارة الطبيب أو الصيدلانيّ.
ومن المهمّ معرفته أنّ استخدام بعض الأدوية والعلاجات غير موصى به لعلاج الرشح بسبب آثارها الجانبيّة بالإضافة إلى عدم وجود أدلّةٍ كافيةٍ على فاعليّتها، ومن هذه الأدوية مضادّات الهستامين (بالإنجليزية: Antihistamines)، وأدوية السّعال، والمُضادّات الحيويّة (بالإنجليزية: Antibiotics) -وذلك لأنّها فعّالة في مواجهة الالتهابات البكتيريّة فقط، بينما يُعتبر الرشح التهاباً فيروسيّاً وليس بكتيريّاً- والعلاجات البدلية والمُكمّلة (بالإنجليزية: Complementary and Alternative Medicine) مثل نبتة الإشيناسيا (بالإنجليزية: Echinacea) والأدوية العُشبيّة الصينيّة.

العلاجات غير الدوائيّة

  • الراحة وتناول السوائل: إذ يحتاج الجسم الراحة وتناول الكثير من السوائل حتى يتمكّن من مقاومة الفيروس، كما أنّ الحصول على السوائل ضروريٌّ حتى يتمكّن الجسم من تعويض ما يتم فقده في إنتاج الإفرازات الأنفيّة التي تزداد خلال فترة الرشح.
  • تناول الأغذية التي تُساعد على الشفاء: ومن الأمثلة على المواد التي تُساعد على التخفيف من السّعال وآلام الحلق تناوُل الزنجبيل وشُربه بعد تقطيعه إلى شرائح صغيرة ووضعها في الماء الساخن لبضع دقائق، كما أنّ استخدام العسل وإضافته للشاي، وتناوُل الشوربات المالحة مثل شوربة الدجاج يُساعد على ذلك أيضاً. كما يجب تجنّب تناول المواد التي تحتوي على الكافيين (بالإنجليزية: Caffeine) مثل القهوة؛ إذ إنّ الكافيين قد يتداخل ويتعارض مع بعض الأدوية والعلاجات، كما أنّه قد يزيد من احتماليّة فقدان السوائل من الجسم.
  • استخدام خمائر البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics): إذ إنّ للبكتيريا النافعة الموجودة في القناة الهضميّة تأثيراً كبيراً في صحّة الجسم بشكلٍ عام، حيث وجدت بعض الدراسات أنّه كلّما زاد تركيز هذه البكتيريا النافعة في القناة الهضميّة زادت سهولة مكافحة الأمراض. لذا فإنّ استخدام المُكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على هذه الخمائر، بالإضافة إلى تناول كميّات كبيرة من اللبن قد يُخفّف من حدّة الأعراض ويقلّل من احتماليّة الإصابة بالرشح مستقبلاً.
  • استخدام الغرغرة بالماء المالح والحلويات التي تحتوي على المنثول (بالإنجليزية: Menthol).
  • التدليك باستخدام موادّ خاصة: حيث يساعد تدليك الصدر والظهر بهذه المواد عند الأطفال على التنفّس بشكلٍ أفضل، لكن لا يجب استخدامها قريباً من فتحات الأنف؛ إذ إنّها قد تتسبّب في حدوث تهيّجٍ مما قد يؤدّي إلى صعوبةٍ في التنفس.
  • استخدام قطرات من الماء والملح في الأنف: حيث إنّ استخدامها قد يُساعد على إزالة انسداد الأنف عند الأطفال.
  • استخدام المُكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على بعض الفيتانينات والمعادن: مثل تلك التي تحتوي على معدن الزنك؛ إذ توجد بعض الأدلّة التي تُؤكد أنّ استخدامها خلال أوّل يومٍ من حدوث الرشح قد يُساعد على التسريع في عمليّة الشفاء والتقليل من حدّة الأعراض. أمّا بالنسبة للمكملات التي تحتوي على فيتامين ج (بالإنجليزية: Vitamin C)، فالأدلة قليلةٌ على فائدتها إذا تم استخدامها عند بدء الرشح.

أعراض الرشح

تختلف الأعراض المُصاحبة للرشح من شخصٍ إلى آخر، وقد تحتاج هذه الأعراض مدّةً تتراوح من يومٍ إلى ثلاثة أيّام للظهور بعد التعرّض للفيروس. ومن الأعراض التي قد تحدث نتيجةً للرشح:

  • احتقانٌ وسيلانٌ في الأنف، وقد تُصبح الإفرازات الأنفيّة أكثر سماكةً ويميل لونها إلى اللون الأخضر أو الأصفر بمرور الوقت، إلا أنّ ذلك لا يُعتبر مؤشراً على حدوث التهابٍ بكتيريّ.
  • احتقان الحلق (بالإنجليزية: Sore Throat)، وقد يُرافقه ألم.
  • السُعال (بالإنجليزية: Cough).
  • آلامٌ بسيطة في الجسم والرأس وتوعّكٌ عام في الجسم.
  • العُطاس (بالإنجليزية: Sneezing).
  • ارتفاعٌ طفيفٌ في درجة حرارة الجسم.

الوقاية من الرشح

يُمكن اتّباع بعض الخطوات والإجراءات التي قد تُساعد على منع حدوث الرشح والوقاية منه، علماً بأنّه لا يوجد مطعومٌ يُمكن استخدامه للوقاية من الرشح. ومن أهمّ الإجراءات للوقاية من الفيروس في موسم الإصابة به:

  • غسل اليديْن: حيث إنّ غسل اليدين بالماء والصابون يُعتبر من أفضل الطرق لمنع انتشار الجراثيم، أمّا استخدام الجل والبخاخات المُضادّة للبكتيريا فلا يُلجَأ إليها إلا في حال عدم توافر الماء والصابون.
  • تجنّب الاحتكاك مع الأشخاص المُصابين: إذ يجب تجنّب الاحتكاك مع الشخص الذي تبدو عليه أعراض المرض. كما ويجب على الأشخاص المُصابين عدم الذهاب إلى مكان العمل أو المدرسة عند الإصابة؛ وذلك لأنّ الجراثيم تنقل بسرعةٍ وسهولةٍ كبيرة في الأماكن الضيّقة كالمكاتب وغيرها.
  • تغطية الفم عند السّعال أو العُطاس: وذلك لمنع انتشار الجراثيم من قِبل الشخص المُصاب ومنع نشر العدوى للآخرين في البيئة المُحيطة.