كيف يمكن الوقاية من مرض الايدز

الإيدز

ارتبط مرض الإيدز بالجنس والممارسات الجنسية وبشكل كبير جداً، حيث يعتبر هذا المرض أحد نتائج الممارسات الجنسية بين شخص مريض ومصاب بفيروس نقصل المناعة المكتسبة ( HIV ) والمسبب لهذا المرض وبين شخص سليم معافى، حيث أن هذا الفيروس يستهدف نوعاً من خلايا الدم البيضاء مما يؤدي إلى دمارها وتلفها في نهاية المطاف، لهذا فالإيدز يعني تدمير الجهاز المناعي لجسم الإنسان. يتواجد هذا الفيروس في سوائل الجسم المختلفة والتي من أبرزها السوائل والإفرازات الجنسية والتي تفرزها الأعضاء التناسلية عند كل من المرأة والرجل بالإضافة إلى تواجده في الدم وفي اللبن الذي تفرزه الأنثى أثناء الرضاعة بالإضافة إلى سائل المذي. وهذا الفيروس ينتقل من المصاب إلى السليم عن طريق انتقال أحد السوائل السابقة من جسد المصاب إلى جسد الشخص السليم مما يسبب إصابة السليم بهذا الفيروس ، فمن أبرز الأمور الأخرى التي قد تسبب انتقالاً لفيروس الإيدز غير الالتقاء الجنسي هي الرضاعة الطبيعية حيث ينتقل اللبن من الأم المصابة إلى الابن غير المصاب أثناء هذه العملية بالإضافة إلى استعمال أدوات الشخص المصاب، فمن الممكن أن تحتوي هذه الأدوات على قطرات من دم المصاب والتي تحتوي على هذا الفيروس. كما أن عملية نقل الدم من المصاب إلى السليم تؤدي أيضاً وبشكل كبير إلى الإصابة بهذا الفيروس، وأخيراً فمن الممكن أن ينتقل الفيروس المسبب للإيدز من الأم التي تحمل هذا الفيروس إلى الابن غير المصاب أثناء فترة الحمل. هذا ويتواجد فيروس الإيدز في العديد من سوائل الجسم الأخرى مثل العرق واللعاب والبول والدمع غير أن هذه السوائل لا تنقل مرض الإيدز من شخص مصاب إلى شخص سليم، فالسوائل القادرة على ينتقل الفيروس عبرها هي السوائل الجنسية عند كلا الجنسين والدم والحليب المتواجد عند الأم فقط، بالإضافة إلى ذلك فإن فيروس الإيدز لا ينتقل عبر العديد من الطرق الأخرى مثل أحواض الاستحمام أو المراحيض أو المناشف أو عن طريق الحشرات أو عن طريق الأكل أو عن طريق التقبيل أو عن طريق العناق أو المصافحة بالأيدي أو العطس أو السعال.

طرق الوقاية من مرض الإيدز

تكثر الإصابة بمرض الإيدز عند الأشخاص الذين تتعدد علاقاتهم الجنسية بشكل غير واعٍ، فكلما زادت العلاقات الجنسية خاصة مع المشبوهين ازدادت مسبة الإصابة لهذا المرض وكلما قلت أو انحصرت على الشريك فقط كلما كان ذلك أفضل في الوقاية من هذا المرض، فالشريك معروف أنه آمن، لهذا فالحب بين الشريكين والتفاهم بينهم والمودة والمصارحة قد تكون أسباباً غير مباشرة للوقاية من خطر التعرض لهذا المرض، لأنها تجعل الشريكين مقتنعين تماماً بأن ابتعادهما عن بعضهما ومحاولتهما لإشباع رغباتهما بعيداً عن بعضهما البعض فإن ذلك يؤدي إلى زيادة انتشار هذا المرض.

أيضاً وفي حالة الممارسة الجنسية فإنه ينبغي أخذ الحيطة والحذر، حيث يتوجب أن يكون هذا الجنس آمناً قدر الإمكان، إذ ينبغي أن يستعمل الواقي الذكري أثناء الممارسة الجنسية، حيث أنه يقلل من احتمالية انتقال الفيروس المسبب لمرض الإيدز من الشخص المصاب إلى الشخص السليم.

أيضاً ينبغي الانتباه وعدم استعمال الأدوات المستعملة من قبل كشفرات وأدوات الحلاقة مثلاً وغيرها العديد من الأدوات المختلفة والتي تنقل وبشكل كبير جداً هذا الفيروس من الشخص المصاب إلى الشخص المصيب. كما وينبغي أن لا تستعمل الأدوات التي قد تكثر عليها مثل هذه الفيروسات مثل أدوات رسم الوشوم، والتي تحمل وبشكل كبير هذا الفيروس. بالإضافة إلى ضرورة أن يأخذ العاملون في المجال الصحي الحيطة والحذر اللازمين لضمان عدم انتقال فيروس الإيدز من المصابين إليهم، وذلك يكون عن طريق ارتداء القفازات والأقنعة وكافة الأدوات التي تحمي جسم الإنسان من أن ينتقل إليه دم شخص قد يكون حاملاً لهذا المرض كما ويجب الانتباه إلى أنه لا يجوز أن ينقل دم من شخص إلى آخر إلا بعد أن بتم فحصه جيداً ليس من الإيدز فقط بل من كافة الأمراض الأخرى المختلفة والمتنوعة التي من الممكن لها أن تنتقل عن طريق الدم من شخص إلى شخص آخر، وأخيراً يتوجب ان تمتنع الأم المصابة بهذا الفيروس عن إرضاع ابنها رضاعة طبيعية لأن الرضاعة الطبيعية قد تنقل هذه المرض، فالفيروس يتواجد في حليب الأم ويكون قابلاً للنقل وإصابة شخص آخر سليم.

أعراض مرض الإيدز ومراحل تطوره في جسم الإنسان

أعراض الإيدز مختلفة ومتنوعة وقد تظهر الأعراض التي تشبه الإنفلونزا على الإنسان المريض والمصاب بهذا المرض بمجرد إصابته بالعدوى وهذه الأعراض تشمل: ارتفاع في درجة حرارة الجسم بالإضافة إلى صداع وطفح جلدي مع ألم في المفاصل والعضلات بالإضافة إلى ألم في الحلق وحدوث التقرحات الفموية أو التقرحات على الأعضاء التناسلية هذا عدا عن حدوث التورمات في الغدد الليمفاوية مع الإسهال والتعرق الليلي. وهذه الأعراض تظهر خلال المرحلة الأولى من مراحل الإصابة وتطور هذا المرض في جسم الإنسان، إذ إنه بعد ذلك يدخل الفيروس في مرحلة التخفي والهدوء والكمون والتي قد تمتد من فترة 6 أشهر إلى العديد من السنوات والتي قد تصل إلى فترة 10 سنوات، وفي هذه الفترة يأخذ الفيروس بالتكاثر والتطور حيث يصيب خلال هذه الفترة الخلايا الليمفاوية مع عدم ظهور أية أعراض على الجسم نهائياً، ولكن هذا لا يعني أن المصاب في هذه الفترة لن يكون قادراً على نقل الفيروس إلى شخص آخر غير مصاب، بل على العكس فإنه قدرته على العدوى وإصابة الآخرين السليمين تكون ممتازة وجيدة. أما المرحلة الثالثة والأخيرة وهي مرحلة قد تمتد ما بين السنة والسنتين ومن الممكن أن تنتهي هذه المرحلة بالوفاة وتتميز هذه الفترة بالعديد من الأعراض التي تميزها عن غيرها منها الحمى والنقص في الوزن والتعرق الليلي والسل والسرطانات مثل سرطان الكابوري والأمراض التي قد تصيب الجهاز العصبي للإنسان بالإضافة إلى الأعراض الأخرى والتي تشمل أيضاً التقرحات التي تحدث في فم الإنسان وحلقه.

تشخيص وعلاج الإيدز

تشخيص مرض الإيدز يكون ابتداءً عن طريق عمل اختبارات للدم، وهي اختبارات لا تستهدف البحث عن الفيروس بحد ذاته، إنما يقصد من هذه الاختبارات أن يكون البحث عن الأجسام التي يكونها جسم الإنسان والتي تعمل بشكل مضاد للفيروس وهذه الأجسام تبدأ في الظهور والتكون في مدة تتراوح ما بين 6 إلى 12 أسبوعاً منذ أن يتعرض الإنسان للعدوى وفي حال عمل هذا التحليل ينبغي أن يتم عمل فحص آخر وهو فحص تأكيدي وتكون نتيجته نتيجة قطعية.

للأسف الشديد فإنه لم يتوصل إلى الآن إلى علاج نهائي لهذا المرض المدمر، ولكن هناك العديد من العلاجات التي تستخدم متضافرة في تثبيط عمل هذا الفيروس مثل المثبطات الإنزيمية والتي تعمل على إيقاف وتعطيل عملية التكاثر لهذا الفيروس، بالإضافة إلى استعمال مضادات الفيروسات الأخرى والمستعملة بشكل عام للفيروسات.

يجدر القول في النهاية أن القناعة بالشريك الآمن وحبه والتفاعل المستمر معه هو من أهم وسائل الوقاية من هذا المرض، كما أن المصاب في هذا المرض لا يجب أن يعامل كالمنبوذ، فكل ابن آدم خطاء، هذا إن ثبت أنه قد أصيب بهذا المرض من علاقة محرمة فعلاً.