النحافة المفرطة
تمثل النحافة مشكلةً واقعيةً لا تقل درجةً أهميتها عن مشكلة السمنة؛ حيث إنّه لا يمكن وضع حلٍ لها بسهولة، فالأمر يحتاج إلى معرفة السبب الحقيقي ورائها والذي من الممكن أن يكون نفسياً، أو صحياً، أو هرمونياً، وهي مشكلةً تواجه كل من الرجال والنساء على حدٍ سواء، وتؤثرعلى النشاط اليوميّ لهما، فالشخص المصاب بالنحافة المفرطة لا يتكمن من مزاولة نشاطه اليوميّ أو الذهنيّ مثل غيره، كما وتؤثّر النحافة المفرطة على التواصل مع الآخرين نتيجة للتعليقات الساذجة التي يمكن سماعها ممّا يدخل الشخص المصاب بها في موقفٍ محرجٍ نتيجةً لشكل جسمه النحيف جداً، ولكن يوجد حلول لهذه المشكلة فقد تعددت طرق التسمين التي تعتمد على طرقٍ طبيعيةٍ وفي نفس الوقت صحيّة تمدّ الجسم بجميع الفيتامينات والعناصر الغذائية التي يمكن أن تساعد في التخلص من هذه المشكلة.
الوزن المثالي
يعتمد الوزن المثالي للجسم على عدّة عواملٍ أهمها العمر، الطول، نسبة الدهون والعضلات، الجنس، وكثافة العظام، فمن أهم طرق قياس الوزن المثالي:
- معادلة مؤشّر كتلة الجسم، والتي تستند على العلاقة بين الوزن والطول.
- نسبة محيط الخصر مع الورك، حيث لا تقتصر هذه الطريقة على قياس الوزن المثالي فحسب، بل تشير أيضاً إن كانت هناك نسبة دهون مرتفعة بالجسم، وبالتالي مؤشر لاحتمالية الإصابة ببعض الأمراض.
- نسبة محيط الخصر مع الطول، حيث اكتشف العلماء بأنّ استخدام هذه الطريقة يساعد على التنبؤ باحتمالية إصابة الجسم بأمراض القلب أو الجلطات أو بمرض السكري مقارنةً باستخدام معادلة مؤشر كتلة الجسم.
- النسبة المئويّة للدّهون في الجسم، والتي تشير إلى نسبة الدهون الأساسية والدّهون المخزّنة في الجسم.
طرق تسمين الجسم طبيعياً
إضافة بعض الأطعمة إلى النظام الغذائي يمكن أن يكون فعّالاً جدّاً لزيادة الوزن بطريقةٍ صحيّة، وأهم هذه الأطعمة:
- الحليب: فقد تم استهلاك الحليب منذ عقودٍ لزياد الوزن وزيادة الكتلة العضلية؛ فهو مصدرٌ غنيٌّ بالبروتينات والكربوهيدرات والدهون، كما أنّه يحتوي على الكالسيوم والفيتامينات المهمة في زيادة الوزن، فشرب كوبٍ أو كوبين يومياً من الحليب يساهم في زيادة الوزن خاصة إذا تم ممارسة رفع الأثقال في نفس الفترة.
- المكسرات: فهي الخيار الأمثل لزيادة الوزن سريعاً؛ نظراً لغناها بالسعرات الحراريّة، فتناول اللوز بكميةٍ بحجم قبضة اليد قادر على تزويد الجسم بنسبة بروتينات ودهون مفيدة عالية.
- اللحوم الحمراء : إذ تعتبر اللحوم الحمراء أفضل الأطعمة في زيادة الكتلة العضليّة في الجسم لاحتوائها على نسبةٍ عاليةٍ من البروتين، كما أنّها تحتوي على حمض الليوسين، وهو أحد الأحماض الأمينية التي تساعد على بناء العضلات وبالتالي زيادة الوزن.
- البطاطا : فهي مصدر غنيٌّ بالنشويات الصحيّة والعناصر الغذائيّة المهمة والألياف التي تعزز من كمية السعرات الحراريّة الموجودة فيها والتي بدورها تساهم في زيادة محتوى الجلوكوجين في العضلات وبالتالي زيادة في الوزن.
- سمك السلمون: يحتوي سمك السلمون على الحمض الدهني”أوميغا 3 “والعديد من البروتينات والدهون المفيدة التي تعزز من صحة الجسم وبنائه.
- الفواكه المجففة: من المعروف أنّ الفواكه المجففة تحتوي على نسبٍ عاليةٍ من السكريات، والألياف، ومضادات الأكسدة القادرة على إضافة سعرات حرارية عالية للجسم.
- البيض: حيث إنّ البيض أغنى الأطعمة وأكثرها إفادةً في بناء عضلات الجسم؛ لاحتوائه على البروتينات والدهون المفيدة الغنيّة.
- الأرز: فهو مصدرٌ غنيٌّ بالكربوهيدرات سهلة الهضم، فتناول صحن كبير منه مع مصدر غذائي غنيّ بالبروتين بالأسبوع يساهم في عملية زيادة الوزن.
- الأفوكادو: من المعروف بأنّ الأفوكادو من أكثر الفاكهة غنىً بالدهون المفيدة، بالإضافة إلى احتوائها على الفيتامينات والمعادن المهمة؛ إذ إنّه من الممكن إضافتها إلى العديد من الأطباق أو تناولها بمفردها.
- الجبن: بالإضافة إلى مذاقها اللذيذ فهي تحتوي على سعرّاتٍ حراريّة عالية، فهي مليئة بالدهون والبروتينات التي يساعد تسمن الجسم.
نصائح لتسمين الجسم
يمكن للشّخص النّحيف أن يزيد وزنه ليس فقط بالاعتماد على الأغذية، إنّما باتّباع سلوكيّات تشجّع الجسم على تخزين السّعرات الحراريّة، وأهمّ هذه الطّرق:
- رفع عدد الوجبات : وذلك من خلال رفع عدد الوجبات اليوميّة إلى أكثر من ثلاث وجبات، فتناول وجبات صغيرة كثيرة أفضل من ثلاث وجبات كبيرة، وبإضافة الفواكه المجففة والبذور والجبن وغيرها، مما يزيد من السعرّات الحراريّة وبالتالي زيادةً أكثر في الوزن.
- تناول المزيد من البروتين: يحتاج كل عضو من أعضاء الجسم دون استثناء إلى البروتين، لذلك عند الرّغبة بزيادة الوزن من المهمّ التّركيز على تناول كمّيةٍ كبيرة من البروتينات، حيث تعتبر اللّحوم والأسماك والدجاج والبيض مصدراً مُهمّاً وأساسيّاً لها.
- ممارسة رياضة الأثقال: فممارسة رياضة رفع الأثقال أسبوعياً يساعد على تشكيل عضلات الجسم وبنائها، بالإضافة إلى ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يومياً فإنّه يزيد من الشهية وبالتالي زيادة استهلاك المزيد من الطعام.
- شرب السوائل: شرب العصائر الطازجة أو الحليب أو المرطبات بين الوجبات يزيد من استهلاك السعرات الحرارية وبالتالي زيادة اكتساب الوزن.
أعشاب طبيعيّة لتسمين الجسم
كما أنّ هناك العديد من الأطعمة التي تزيد الوزن، فإنّ للأعشاب دوراً فعّالاً في زيادة الوزن أيضاً، ومن هذه الأعشاب:
- البابونج: تشتهر عشبة البابونج بفتح الشهية، وبالتالي فإنّ المداومة على استعمالها يعمل على زيادة الوزن بشكلٍ ملحوظ.
- الجنطيانا: استخدمت جذور نبات الجنطيانا منذ عقودٍ في علاج المصابين بالنحافة الشديدة، فهي تسمح بامتصاص المواد الغذائية بشكل صحيح.
- الهندباء: تستعمل هذه العشبة كثيراً من قبل النساء اللاتي يرغبنّ في زيادة وزنهنّ، فهي فاتحة للشهية كما وإنّها مفيدة للنساء الحوامل.
- الزنجبيل: حيث يعدّ الزنجبيل من أكثر النباتات قدرةً على علاج مشاكل المعدة وعسر الهضم، فهي تعالج فقدان الشهية وتضيف مذاقاً جيداً للطعام.
- عرق السوس: فهو فعالٌ في المساعدة على اكتساب الوزن، ومثاليٌّ لأولئك الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة.
وصفات طبيعيّة لتسمين الجسم
المكسرات مع الطحينية والزبادي
حيث تعمل هذه الوصفة بشكلٍ رائعٍ في تسمين الجسم، وذلك من خلال طحن كل من الحمص، السمسم، الفستق، والفول السوداني ومزجه بحلاوة طحينية مع كوب لبن كامل الدسم وتناول هذا الشراب يوميّاً بين الوجبات.
الحلبة والعسل
وذلك بإحضار وعاءٍ به مقدار كوب ونصف من الماء، ثم إضافة ملعقة من الحلبة، وترك المزيج على النار حتّى يغلي لمدة دقيقتين، ثم نضيف إليه ملعقة من العسل وملعقة من السكر، ويفضل تناوله ثلاث مرات باليوم .
اليانسون مع الحليب وفاكهة التين المجفف
من خلال وضع كوب من الحليب كامل الدسم في وعاءٍ على النار، ثم إضافة ملعقة من اليانسون المطحون، بعدها نضيف خمس ثمرات من فاكهة التين المجفف ونتركه على النار لمدة خمس دقائق، ثم بعد ذلك نضع عليه غطاء ونتركه لمدة نصف ساعة، ثم يتم تناوله.
أسباب النّحافة الزّائدة
للنحافة أسباب عدّة أهمها:
- العادات الغذائيّة غير السليمة.
- الأسباب الوراثيّة.
- الإصابة بأمراض الغدّة الدرقية.
- مرض السكري.
- قرحة المعدة والتهاب القولون وتشمّع الكبد.
- الأمراض السرطانيّة مثل سرطان الرئة، وسرطان الكبد، وسرطان الدم، سرطان المريء.
- الاضطرابات النفسيّة والعصبيّة.
نصيحة لعلاج النحافة طبياً
- على النحيف أن يراجع الطبيب للتأكّد من عدم وجود أيّ أمراض تؤثر على وزنه كفقر الدم مثلاً وغيره، وفي حال وجودها يتطلب علاج فوري، ثم مراجعة أخصائي التغذية لمعرفة السعرات الحرارية اللازمة لكل جسم.