قال الله تعالى في كتابه الكريم “وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا “، أكرم الله الإنسان على سائر المخلوقات، وحلل له الزواج الشرعي من أجل التكاثر وإعمار الأرض .
تحمل المرأة بالجنين في رحمها تسعة أشهر، إلى حين إكتمال نموه، ومن ثم خروجه إلى الدنيا، ويمر الحمل بعدة خطوات، وعدة مراحل.
كيف يحدث الحمل ؟ وكيف يعيش الجنين في الرحم منذ بداية خلقه إلى حين الولادة؟
هيأ الله جسم المرأة بشكل يتلائم مع الحمل، ووفر جميع سبل الراحة والعناية للجنين، فكما نعلم أن الجنين يعيش في الرحم، والذي لا يملكه الرجال، تبدأ حياة الجنين من بويضة داخل الرحم، حيث تقوم الغدة النخامية بإفراز هرمون تحفيز الإباضة “FSH”، والذي يحفز البويضات من أجل النمو، فتبدأ البويضات بالنمو إلى حين الوصول إلى حجم 12_14 ملم، بعد ذلك تبدأ البويضات بإفراز هرمون الأستروجين، والذي يحفز الرحم على نمو غشاء الرحم “بطانة الرحم”، وهي الوسيلة التي تغذي الجنين وتحميه، بعد أن يتكون غشاء الرحم، تفرز الغدة النخامية هرمون ” FSH” مرة أخرى من أجل تحفيز البويضة على الخروج من حويصلة “جراف”، بعد أن تخرج البويضة، إلى الرحم تلتصق بغشاء الرحم، وتنتظر حدوث الإخصاب، ويحدث الإخصاب من خلال الجماع الشرعي بين الرجل والمرأة، فتدخل الحيوانات المنوية إلى الرحم، محاولة الإتحاد مع البويضة، بعد أن يتحد الحيوان المنوي مع البويضة، تغلف البويضة نفسها بغلاف، بحيث لا تستقبل أي حيوان منوي آخر، وتسمى البويضة المخصبة ” الزيجوت” .
الزيجوت هي أول مرحلة لتكون الجنين، تبدأ الزيجوت في التغذية من غشاء الرحم، ويستمر غشاء الرحم في النمو إلى أن يصبح سميكاً بصورة تمكنه من نمو الجنين بداخله .
تحتوي البويضة المخصبة ” الزيجوت ” على جميع الصفات الوراثية للجنين، والتي يرثها عن والديه، وسرعان ما تبدأ عملية الانقسام الداخلي، داخل البويضة، فتنقسم البويضة إلى إثنتين، والإثنتين إلى أربعة … وهكذا، ويحدث هذا في الأسبوع الأول من الحمل .
تسمى الحالة السابقة بالحمل الطبيعي، ولكن بعض الأشخاص لا يستطيعون الحمل بصورة طبيعية ويعود ذلك إلى أسباب مختلفة، فيتجهون إلى العلميات الجراحية من أجل حصول الحمل، مثل عملية التلقيح المخبري، والتي يتم فيها أخذ عينة من السائل المنوي من الذكر، والحصول على حيوان منوي، ومن ثم أخذ بويضة من داخل الرحم، وتتم عملية التلقيح خارج الرحم، وبعد ذلك تعاد البويضة إلى الرحم، لتلتصق بجدار الرحم، وغالباً ما يتم تلقيح أكثر من بويضة ؛ خشية أن تفشل عملية التلقيح مع بويضة فيكون هناك فرصة أخرى، والأغلب يستطيعون تحديد جنس الجنين في مثل هذه العمليات .