الأطفال هم زينة هذه الدنيا و الأمل و الدافع المتجدد للآباء و الأمهات للمسير بقوة في هذه الحياة الا ان عملية الحمل و الانجاب قد لا تسير على ما يرام فنسمع عن الأطفال الخدج فمن هم الأطفال الخدج و لمإذا سموا بهذا الاسم و هل يعانون من اي مشاكل صحية أو نفسية و كيفية الاهتمام بهم كل هذا ستجدينه معروضاً لدينا .
الخدج باللغة العربية هو النقصان و في الناقة يقال الناقة الخِداج إذا ولدت ناقصه و في البشر هم الأطفال الذين يولدون قبيل موعد ولادتهم – النقصان يكون في فترة الحمل – فيولد الطفل قبل انهاء 37 اسبوعاً من الحمل – قبل دخول الأم شهرها التاسع في الحمل .
و يتميز الأطفال الخدج بكونهم يولدون بوزن اقل من الوزن الطبيعي لنظرائهم في مثل فترة ولادتهم غالباً ما تكون اوزانهم اقل من 2.5 كيلوغرام و احياناً يتسبب نقص الوزن الشديد – اقل من 1.5 كيلو غرام – بوفاة الطفل بعد ساعات من ولادته بسبب الضعف الشديد .
و لكن لمإذا قد يولد الطفل قبيل موعده – قبل انهاءالأشهر التسعه – ؟؟
هناك العديد من الاسباب التي قد تؤدي إلى الولادة المبكرة و التي تعتمد على الأم و صحتها و الوراثة و الجينات إضافةً إلى الأمراض و رحم الأم .
1. الأم و صحتها :
إنّ حفاظ الأم على التغذية السليمة و الحفاظ على تزويد جسمها بالمعادن والفيتامينات يساهم في تزويد الجنين بما يحتاجه من هذه المواد دون حدوث نقص لدى الأم منها.
فالجنين يحصل على كفايته من امه فعلى سبيل المثال يحصل الطفل على ما يلزمة من الحديد عن طريق الحصول على الحديد الموجود في دم الأم ففي حال عدم تدارك الأم للوضع و تغذية نفسها بالمواد التي تحتوي على الحديد سيؤدي ذلك إلى فقر الدم لديها و يعرضها إلى الولادة المبكرة لضعف جسدها .
و يجدر الاشارة إلى أنّ العناية بالأم الحامل و عدم إرهاقها و تجنبها الأمراض المعدية خاصة الحصبة الالمانية يسهم بالعناية بالجنين و يساهم في اتمامه لفترة الحمل و ابعاد شبح الولادة المبكرة عن الأم و طفلها .
2. الأسباب الجينية :
قد تتعرض الأم الحامل إلى عدة عوامل تتسبب في الولادة المبكرة لطفلها منها تعرضها للاشعة بانواعها على رأسها الاشعة السينية او الحمل باكثر من طفل في ذات الوقت – التوأم – الأمر الذي يشكل ارهاقاً على الرحم و توسعاً فيه من ما يجبر الأطبّاء على اتّخاذ قرار الولادة المبكرة .
كما يمكن أن تحدث الولادة المبكرة نتيجة اختلاف فصيلة الدم بين الأم و طفلها – تصبح هذه الظاهرة اوضح عند اختلاف العامل الرايزيسي في الدم – و العامل الرايزيسي هو ما يشار له بالموجب والسالب عند اجراء فحص للدم و تحديد نوعه .
كما أنّ للتشوهات الخلقية دوراً في الولادة المبكرة .
3.المشيمة :
قد تصاب مشيمة الطفل – و هي المنطقة التي تربط جسم الجنين ” الجبل السري ” برحم الأم – ببعض المشاكل و الأمراض او العيوب من ما يبكر من موعد الولادة .
4. عمر الأم :
لعمر الأم اثر كبير على قدرة الحمل فالأم الشابّة في العشرين او الثلاثين من العمر تمتلك جسداً قوياً يساعدها على تحمل مصاعب الحمل على عكس الأم دون ال18 أو الأم فوق ال40 عاماً التين تعانيان من ضعف في الرحم او مشاكل الحمل اكثر من غيرهما .
بعض أنواع الإلتهابات و الجراثيم :
قد تصاب الأم ببعض الالتهابات الجرثومية في الرحم خلال فترة الحمل من ما ينعكس سلباً على قوة الرحم و قدرته على تحمل مصاعب الحمل الأمر الذي قد ينتهي بالولادة المبكرة .
و لكن لمإذا يجب ان يمكث الطفل الخديج في المستشفى و ما هي فترة بقائه فيه ؟؟
عادةً ما يقيم الأطفال الخدج في وحدة عناية خاصة بهم في المستشفى و ذلك لمرافبة اوضاعهم الصحية لان الطفل الخديج لم تتح له الفرصة لبناء اجهزة جسمة الداخلية بصورة كاملة فيعاني من نقص نمو في الجهاز الهضمي او التنفسي او تنظيم حرارة الجسد و تنظيم بنض القلب و ضغط الدم في الجسم .
و لتجنب خسارة الطفل الخديج يتم وضعه في حاضنات تؤمن له درجة حرارة مناسبة لجسدة كما يتم تزويدها إذا دعت الحاجة بأجهزة مراقبة نبضات القلب و اجهزة للمساعدة على التنفس .
و يعمل الاطباء على اجراء العديد من الفحوصات للأطفال الخدج للتأكد من سلامتهم .
و تعتمد الفترة التي يمكث فيها الطفل في الحاضة على نمو الاجهزة الداخلية فالاطباء لن يسمحوا للاهل باخراج ابنهم في حال شكل الأمر خطورة على حياته .
كيف تتعامل الأم مع الطفل الخديج ؟؟
إنّ الطفل الخديج يحتاج إلى عناية اكبر من المولود الطبيعي و تنقسم العناية به إلى قسمين :
1. العناية في الطفل الخديج في المستشفى :
تبدأ هذه المرحلة بادخال الطفل إلى الحاضنة حيث يبدأ الاطباء و الممرضات بعملية الاشراف على الجنين الأمر الذي قد يزعج الأم التي ترغب بشوق لاحتضان الطفل و هنا نقول للام ان طفلك يحتاج لك اكثر من الاطباء .
إنّ تلامس الأم و الطفل يوطد العلاقه فيما بينهما لذلك يجب أن لا تترك الأم مسؤولية العناية بالطفل للممرضات و الاطباء حيث يمكنها المكوث إلى جوار طفلها و ملامسته بيديها ان كان الاحتضان صعباً كما يمكنها التعلم على كيفية الحركة وسط الاجهزة المحيطة بالطفل لتجنب اذيته .
كما أنّ الطفل الخديج يحتاج إلى الغذاء الصحي المناسب لاستكمال نموه فإذا سمح لك الاطباء بإرضاع الطفل قومي بذلك و ان كان صعباً يمكنك الاستعانه بالممرضات لتعليمك كيفية سحب الحليب و وضعه في زجاجات الارضاع و أساليب تعقيم الزجاجات .
2. مرحلة العناية المنزلية :
بعد خروج الطفل من الحاضنة و اصطحابة إلى المنزل يمكن للام إجراء العديد من الأمور للعناية بصحته اهمها تجنب الاختلاط بالزوار و تعريضه لهم خاصة اولئك المصابين بالأمراض التنفسية لما لذلك من تأثير سلبي على صحة جهازة التنفسي .
تعقيم اليدين جيداً قبل ملامسة الطفل لتجنب نقل الأمراض و الجراثيم له .
مراقبة تنفس الطفل و ضربات قلبه و اسلوب غذائه لتجنب اي مشاكل في نقص نمو الاجهزة لديه .
طفلي الخديج صغير الحجم :
لا تخافي من حجم الطفل الصغير عند ولادته فالأمر طبيعي جداً و سيبقى الطفل أقل حجماً من أقرانه حتى يصل إلى سن السنتين تقريباً حيث يبدأ بالإقتراب من حجم الأطفال في مثل سنه .
و النصيحة الأهم في التعامل مع الطفل الخديج لا تنسي طرح أي اسئلة أو ملاحظات لديك على الطبيب المختص فهو الأقدر على مساعدتك .