كيفية حماية حقوق الطفل

كيفية حماية حقوق الطفل
كيفية حماية حقوق الطفل

الأطفال هم المستقبل والمستقبل هم الأطفال، تلك هي الكلمة التقليدية التي تنتشر بين من ينادون على الدوام بحماية الأطفال وإعطائهم حقوقهم المهضومة، ومع كل صرخة بهذا الشعار يتشرد طفل، ومع كل ندوة تعقد يتخللها الـ Coffee break والـ Lunch Break يموت الأطفال جوعاً، كل ذلك بسبب النفسيات الكريهة التي تهيمن على هذا العالم في هذا الوقت، كم من الأطفال حول العالم بعانون من ويلات الحروب والنزاعات التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وكم من الأطفال وأخص الأفارقة يعانون من الجوع وانتشار الأوبئة بسبب تسلط القوى الاستعمارية عليهم فيما مضى ونهبهم ثرواتهم ومقدراتهم، وهم الآن يتصدقون عليهم بالفتات، وكم من الأطفال محرومون من التعليم بحجة إعالة أسرهم ومحرومون من اللعب، زج الكبار بهم في مستنقع الدنائة والخسة والوضاعة وسلبوا منهم أحلامهم وطفولتهم، ولا ألوم هنا الأهل الذين لا ناقة لهم ولا جمل، بل ألوم الحكومات التي تسمح بعمالة الأطفال، حيث تعد هذه الظاهرة منتشرة إلى حد بعيد ومقزز…. نعم وبكل تأكيد في مجتمعاتنا المتخلفة، أما عن تقصير الآباء في رعاية أبنائهم فحدث ولا حرج، وهو يبدأ بكثرة الإنجاب مع معرفتهم المسبقة بعدم قدرتهم على الاعتناء بهم والقيام بواجباتهم، فيكدسون الأطفال في دنيا الغلبة فيها للقوي ذو السلطة والمال، وليست للكائنات الملائكية. هذا عدا عن فساد الآباء الذين لا يعرفون أدنى حقوق أبنائهم عليهم. فربما يشتم الأبوان بعضهم بعضاً وربما يتضاربان وربما وربما، والأطفال ….. لهم الله.

احترام وصون حقوق الطفل يكون بدرجة أولى بالاختيار الصالح لشريك أو شريكة الحياة، على أساس الأهلية والكفاءة فليس كل من عنًّ على باله أن يصبح أباً يجوز له أن يصبح أباً، وليست كل من التهبت في قلبها مشاعر الأمومة حق لها ان تكون أماً، إذ يجب دراسة الموضوع من كافة زواياه وأطرافه وكم أحترم تلك التجارب في بعض الدول التي تلزم المتقدمين للزواج بدورات تأهيلية تؤهلهم لما هم مقبلون عليه، وكانت النتائج مذهلة حيث أن هذه الدول أظهرت تراجعاً ملحوظاً في معدلات الطلاق، وفي استقرار الأسر.

ثم وبعدها إلزامية التعليم، طبعاً أنا لا أتحدث عن دولنا العربية العزيزة التي لا يوجد فيها طفل واحد متسرب من مدرسته إلى الإشارات الضوئية أو الكراجات ليبيع ما قدر له أن يبيعه، بل أتحدث عن الدول الأخرى التي تعاني من هذه المشكلة المستفحلة، إذ إن نسب الأمية في بلادنا منخفضة إلى أدنا المستويات عبر التاريخ الإنساني وليس على مستوى البشرية اليوم فحسب، فلنهنأ بما نحن فيه !!!!!!!

حتى نحمي الأطفال ونعطيهم حقوقهم، يتوجب أن نضع نصب أعيننا نحن وحكوماتنا “كوزيت” هذا العصر تلك الطفلة الملائكية التي لا أتذكر من تلك الليلة التي رأيتها فيها إلا ملامحها الأسطورية وذلك الشعر الذهبي المطلية أطرافه بسواد المعيشة وغبار الأيام التي قذفتها في مجتمع من الوحوش، “كوزيت” هذه كانت تبيع العصير أمام مسرح أقيمت فيه حفلة غنائية لمطرب إنساني من الطراز الرفيع يغني للحب والحياة، ولأنه يغني للحب والحياة، فإن أقل تذكرة لحضور حفلته كانت أضعاف ما ستبيعه “كوزيت” في تلك الليلة الصيفية المفعمة بالحب وحب الحياة.

“كوزيت” أحبت الحياة أكثر مني ومن ذلك المغني ومن كل الحضور …..