مقدمة
يمر الإنسان بالكثير من المراحل في حياته، أول هذه المرحلة وأهمها هي مرحلة الطفولة، هذه المرحلة التي يبدأ فيها الإنسان بالتكون، والبدء بتجميع الأفكار لمواجهة الحياة فيما بعد، لذلك إن ما يتعلمه الطفل والطريقة التي يعيش بها هي التي تحدد مستقبله والطريقة التي سيعيش بها، ولا ننسى أن التعليم في الصغر كالنقش في الصخر، فما يتعلمه الطفل يبقى معه مدي الحياة، لذلك لا بد من تأسيس الطفل تأسيساً صحيحاً، والتعامل معه بكل الطرق السليمة التي تجعله مستقيماً في حياته ويتصرف بشكلٍ جيد. يوجد الكثير من الطرق التي من الممكن ان نتعامل بها مع الأطفال منها طرق سليمة وصحيحة ومنها طرق سيئة جداً، فمن يظن أن ضرب الأطفال يكون مجدياً فهو خاطئ، فالضرب يترك آثاراً سلبية لدى الطفل تجعله يتصرف بطريقة غير صحيحة ويتعامل مع الأمور التي يواجها بعنف وخطأ كبير لذلك لا بد من التعامل مع الأطفال بطرق معينة، ومعاقبتهم بالطرق التي تكون مُجدية بدون ترك أي آثار سلبية عليهم، يجب أن تعلم أن استخدام العقاب بالطريقة الصحيحة يعين الأطفال على حل المشاكل، ولا بأس أن يشعر الطفل بالقليل من الذنب، فالإحساس بالذنب يجعل الطفل يتراجع عن فعل الخطأ، وقليلاً من الذنب لا يؤذي، حاول الابتعاد كلياً عن استخدام الأساليب التقليدية في عقاب الأطفال، تلك الأساليب التي تؤثر سلبياً على نفسية الطفل وتجعله عدوانياً وشرساً في التعامل مع الغير، كُن منطقياً في عقاب الطفل وتأكد بأن الطفل في مراحل تعليمه الأولي، فهو لن يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ إلا من خلالك، وانت بهذه الطريقة تساعده على سلوك الطريق الصحيح في حياته كافة بدءاً بالأمور البسيطة.
أساليب العقاب
النظرة الحادة
في السنوات الأولى من عمر الطفل يكون الطفل فضولياً جداً لمعرفة كل ما حوله، وقد يجعله فضوله أن يقوم باللعب مع أشياء خطيرة، لذلك لا بد أن نقوم بإبعاد كل الأشياء عن طريقه وخصوصاً لو كان يشكل خطراً عليه، وقد تكون نظرة حادة كافية لردعه، فنظرتك الحادة وغضبك الذي يظهر على ملامح وجهك يجعله على دراية بأنه قام بأمر خطأ لا يحبذه الآخرين، ولا يجب فعله مرة أخري.
الحرمان
قد يكون الحرمان أحد أهم أساليب العقاب وأقواها فاعلية، فعند قيامك بحرمان طفلك من شيء محبب له يراجع نفسه ويكون مستعداً لفعل أي شيء كي لا يُحرم من الأشياء التي يحبها، وهذه وسيلة توصل بها رسالة للطفل بأن ما قام بفعله خاطئ ولا يجب تكراره، ويجب الانتباه أثناء القيام بالمعاقبة فلا يجب يكون عقاب الحرمان إلا بعد تكرار الخطأ مرة أو مرتين، ويكون لفترة محدودة مثلاً ليوم أو لساعة؛ لأن الحرمان الطويل قد يؤثر سلباً في نفسية الطفل.
الحبس والإهمال
هذا النوع من العقاب مفيد جداً، ولكن لا يستخدمه الكثير، فعندما يخطئ طفلك اجعله يذهب إلى زاوية معينة من البيت ويقف فيه أو يجلس على كرسي مع الانشغال عنه وإهماله، وفترة هذه العقوبة لا يجب أن تتعدي العشر دقائق ولا تقل عن خمس دقائق، ولا تتحدث إلى الطفل أثناء فترة العقوبة، ولكن تحدث معه بعد انتهاء وقت العقوبة واعرف منه أسباب العقوبة وهل فهم سبب العقوبة، وتأكد بأنه لن يقوم بتكرار خطأه.
التعزيز السلبي
عند زيادة مدة الحرمان أو زيادة التجاهل للطفل، ولم يستجيب بعد الاتفاق الذي تم معه، وتكرر منه حدوث نفس الخطأ بدون أي مبرر بعد أن عدل سلوكه، يتم تقليل مدة الحرمان كنوع من المكافأة للطفل.
هذه بعض الأمور التي من الممكن أن تكون ذات نتيجة جيدة لعقاب الأطفال بعيداً عن التسبب لهم بأذي نفسي أو جسدي، وهناك أساليب يمكن استخدامها لجعل الطفل مستجيباً بسرعة بدون وسائل العقاب، وهو أسلوب اللغة الإيجابية ويعتمد هذا الأسلوب على الابتعاد عن السلبية في تعاملنا مع الطفل، مثلاً لو لم تفعل كذا لن أحبك، وإن لم تكف عن فعل كذا ستذهب للنار أو يعذبك الله، ابتعد عن طريقة الطريقة واستبدلها بالطريقة الإيجابية وستجد الفرق، فبدلاً من أن تقول له لن أحبك قل له افعل كذا كي أحبك وأعطيك قبلة أشتري لك هدية، واجعل كل انجاز لطفلك مرتبط بأمر كقبلة أو هدية أو فسحة، ولا بُد أن نتبع ديننا الحنيف في تربية الأطفال كي نكون على الطريق الصحيح.
نصائح وارشادات
- ابدأ بتعلم طفلك كيف يجعل حياته منظمة، وكيف يفرق بين ما هو خطأ وما هو صواب.
- قم بمدح طفلك عند قيامه بأمور جيدة، حتى لا يشعر بأنك لا تنتبه إلا لتصرفاته السيئة، فهذا قد يجعله يتصرف دائماً بالسوء كي يشد انتباهك.
- لا تصدر تهديدات قوية لطفلك بعقوبة لا يمكنك فعلها حتى لا تفقد مصداقيتك أمامه.
- كن صريحاً عندما تقوم بالشرح لطفلك أخطائه وعواقبها، واستخدم أسلوباً مناسباً له ولسنه.
- يجب أن تكون العقوبة مناسبة للخطأ الذي ارتكبه الطفل، فبعض الأخطاء تحتاج إلى التذكير بالتصرف الحسن، وبعض الأخطاء تحتاج إلى عقوبة لحفظ الانضباط.
- لا بد أن تكون العقوبة متناسبة مع سن الطفل، فالأطفال الأصغر سناً قد ينسون سبب العقوبة خلال دقائق، وليس من المنطق أن يُعاقب طفل أقل من سنتين بما يُعاقب به طفل يبلغ عشرة سنين.
- عندما يقوم طفلك بأشياء لا تريده أن ينفذها، أخبره بهدوء أن يتوقف عن هذا التصرف، بدلاً من أن تصرخ بلهجة قاسية، إذا كان الطفل عنيداً، استخدم نفس الأسلوب كي تخبره بهدوء بضرورة أن يتوقف عن تصرفاته، واشرح له لماذا لا توافقه على تصرفاته وما الأذى الذي قد يلحق به لو لم يتوقف.
- اجعل كل من حول طفلك ويتعاملون معه بشكلٍ مباشر أن يتعاملوا مع طفلك بنفس اسلوبك الذي تتعامل معه فيه عندما يخطئ، فلا يصح أن تقوم انت بالعقاب وغيرك يشجع الطفل على ان لا يستجيب لك فهنا ستحصل مشكلة كبيرة تجعلك تفقد السيطرة على ابنك لوجود من يقف بجانبه ويشجعه على تصرفاته الخاطئة ويجعله يظن بأنها صحيحة.
من الأفضل أن يقوم الأب والأم بتربية طفلهم كي يتعلم أساليبهم في الحياة ويكونون قدوته، فالكثير من الأهل يعتمدون على حضانات الأطفال في تربية أبنائهم، ويبقون لفترة طويلة من اليوم لدي مُربيات لديهن عادات وطباع تختلف عن الأب والأم، هذا يجعل الطفل يكتسب أساليب رُبما تكون خاطئة وليس من السهل أن يكف عنها، ويجعل الأهل يفقدون السيطرة على طفلهم؛ لأنهم بعيدون عنه أغلب الوقت ولا يعلمونه ما هو خاطئ وما هو صواب.
لا تستخدم العنف أبداً ضد طفلك، واعلم أنه إن قام بخطأ ما فهو لم يكن يعلم أنه خطأ، أنت عليك أن توضح له ذلك فهو يتعلم منك وأنت من يرشده لمعرفة الصواب والخطأ، وابتعد كلياً عن أساليب الضرب والشتم والصراخ هذه الأساليب للجهلاء الذين لا يدرون أن طفلهم سيصبح لديه مرضاً نفسياً نتيجة التعامل معه بهذه الأساليب.