أهميّة التوجيه
يحتاج الطفل في جميع مراحل حياته إلى القيادة والتوجيه فليس من الحكمة تركه وحده في هذه الحياة، فقدرات الطفل النفسيّة والعقليّة ليست متطوّرة إلى الدرجة التي يستطيع التمييز الكامل بين الخير والشر وخاصة في المراحل الأولى من الطفولة، فليس غريباً رؤية طفل يضع يده على النار أو على إبريق الشاي الساخن وربما يتمّ تأنيبه ثمّ يعود ويكرّر العمل مرّة أخرى لعدم إدراكه خطورة عمله، وتوجيه الأبوين للطفل حول هذه الأعمال الخطيرة يحميه من الأذى والضرر.
تتعدّد طرق تنبيه الأطفال وتوجيههم حول التصرفات الصحيحة، حيث إنّ هذه الفترة تعتبر من الفترات الحرجة التي تتأثّر نفسيّة الطفل بها في حال تمّ استخدام الطرق غير الصحيحة أوغير المناسبة لسنّه، فيجب اتّباع أسلوب الثواب والعقاب لتحفيز الإجراءات السليمة لدى الطفل وتحبيبه بها، ولكن يجب الانتباه إلى أسلوب العقاب المتّبع بحيث لا يكون مؤذياً ويجلب الآثار السلبيّة والنتيجة العكسيّة بدلاً من النتيجة الإيجابيّة، فلا نريد الوصول إلى طفل انطوائيّ أو يشعر بالجبن والخوف من الناس أوالعكس طفل عنيد متمرد، لذلك لا بد من معرفة طرق العقاب السليمة لتوجيه الأطفال.
طرق عقاب الأطفال
في البداية يجب الابتعاد عن الضرب المبرح أو التسبب بالأذى الجسديّ للطفل لأنّ الطفل لا يتصرف بقصد ، وإنّما يجب اتّباع الطرق البديلة في العقاب من أجل توصيل المعلومة المطلوبة لهذا الطفل وحفظها جيّداً في رأسه، ومن هذه الطرق:
- النظر المباشر في عين الطفل بقوة وبحدّة، فهذه النظرة توحي للطفل بأنّ ما يفعله خاطىء وأنّه يجب التراجع عنها.
- محاورة الطفل والتحدث معه بصوت هادىء وحازم بأنّ هذا لا يجوز، ومحاولة إفهامه موطن الضرر في تصرّفه سواء كان ماديّاً أو معنويّاً ولا يجب القيام به.
- اتّباع أسلوب غرفة العقاب أو الجلوس على كرسي العقاب حيث يتمّ إدخال الطفل إلى غرفة العقاب أو على كرسي العقاب لمدّة معيّنة من الزمن ومنعه من الخروج أو النزول عن الكرسي حتّى تنتهي المدّة، والعمل على زيادة المدّة كلما خرج أو نزل عن الكرسي قبل انتهاء المدّة المقرّرة.
- اتّباع أسلوب الحرمان، ويجب حرمان الطفل من الأمور المحببّة لديه كالألعاب أو حرمانه من اللّعب مع الأطفال أو حرمانه من الخروج في مشوار محبّب لديه، ولكن مع مراعاة عدم التسبّب بصدمة عاطفيّة للطفل.
- اتّباع أسلوب المخاصمة ومقاطعة الطفل وعدم التحدّث معه حتّى يتراجع عن عمله الخاطىء مع اعترافه به.
- الابتعاد عن استخدام أسلوب المقارنة مع أخوته أو غيره من أقرانه، كما يجب الابتعاد عن التشهير بالطفل بين أصدقائه حول التصرف الخاطىء الذي قام به حتّى لا تحدث الغيرة من قِبله تجاه أصدقائه وأخوته أو إصابته بالانتكاسات النفسيّة التي قد تسبّب له الكثير من الأمراض النفسيّة والجسديّة.
- في حال استمرار الطفل بالتصرّف الخاطىء والمعاندة الشديدة وعدم الاهتمام لجميع أساليب العقاب هنا يجب القيام بضربه على يده أو مؤخّرته ضرباً غير مبرح وغير مؤذٍ.