الرضاعة
بعد مرحلة حمل دامت تسعة أشهر، وبعد معاناة المخاض المؤلمة، يخرج الطفل للحياة ليبدأ مع اللحظات الأولى من ولادته الحصول على العناية الكاملة من الأبوين وخصوصاً من الأم. إنّ حليب الأم هو الغذاء الأول الذي يتلقّاه الطفل فهو خير غذاء له وذلك للأسباب التالية:
- يحتوي على المواد الغذائية الأساسية والرئيسية التي يحتاجها الطفل في الأشهر الأولى من نموه.
- سريع الهضم لا يسببّ مشاكل معويّة إذا ما قورن بغيره من أنواع الحليب.
- يحتوي على أجسام مناعية تقي الطفل من الإصابة ببعض الأمراض خصوصاً في الفترة الأولى من ولادته.
- أكثر سلامة للطفل كما أنّه لا يحتاج لتحضير وتعقيم ويتميز بدرجة حرارة ثابتة مناسبة للطفل.
- وجود كمية كافية من الماء بحليب الأم وهذا يحمي الطفل من الجفاف والعطش.
بعد مضيّ الأربعة أشهر الأولى من عمر الطفل يصبح حليب الأم وحده غير كافياً لتلبية حاجات جسم الطفل من العناصر الغذائية، لذا تبدأ حينها إدخال الأطعمة في تغذية الطفل لكي يحصل على كافة ما يحتاج جسمه من العناصر الغذائية، وهذه المرحلة تدعى بمرحلة الفطام الجزئي وذلك بسبب إدخال وجبات غذائية تحلّ مكان وجبات الرضاعة الطبيعية ممّا لمساعدتا على جعل الطفل يستسيغ الطعام ويتقبله ويبدأ شيئاً فشيئاً بالتخلي عن الرضاعة.
إنّ أمر تعلّق الطفل بثدي أمه أمراً طبيعياً ولكن بعد بلوغ الطفل عمر السنتين لا بدّ من فطامه فهو الآن لا يستفيد من حليب أمه ولا يقدّم له أي فائدة غذائية، بينما الاستمرار في الرضاعة لما بعد السنتين يحرم الطفل من الوجبات التي يجب أن يتناولها بدل الرضاعة وبالتالي حرمانه من العناصر الغذائية الضرورية له، بعد عمر السنتين تبدأ الأم بمرحلة الفطام وهي مرحلة تخلي الطفل عن حليب الأم والاعتماد بشكل كلي على أخذ حاجاته الغذائية من الطعام.
طرق الفطام
من غير الصحيح أن يحرم الطفل من حليب الأم بشكل مفاجئ وغير مدروس، على الأم أن تعي حالة الطفل النفسية الناتجة عن فطامه لذا عليها اتباع ما يلي:
* البدء بتعويد الطفل على الطعام منذ الشهر الرابع وإحلال الوجبات الغذائية مرة بعد مرة مكان وجبات الرضاعة.
- الحرص على بقاء الطفل في حالة من الشبع حتى لا يتذكر الطفل صدر أمه فيطلب الرضاعة.
- صرف نظر الطفل في هذه المرحلة عن الأم وذلك بمحاولة شد انتباهه نحو الأشياء التي حوله مع الحرص على تأمين كافة المتطلبات التي تجعل من طفلك مرتاحاً بشكل دائم.
- كانت جدّاتنا يلجأن عند فطام الطفل إلى وضع مادة تسمّى المرّة على الثدي قبل الرضاعة حتى يتذوق الطفل المادة فينصرف عن الرضاعة تماماً، إلّا أنّ استخدام مثل هذه الأعشاب أثبتت ضررها على صحة الطفل لذا من الأفضل عدم استخدامها.