التربية
إن تربية الأطفال من المسائل الهامّة والغاية في الصعوبة لأنّها بحاجة إلى وعي ودراية بأساليب التربية الصحيحة التي تساعد على إنشاء أجيال واعية وقادرة على مواجهة تحديات العصر، والتربية السليمة بحاجة إلى فهم أكبر للأطفال، واحتياجاتهم الأخلاقية والروحية ورغباتهم المختلفة ، والكثير من الآباء لا يشعرون بالأخطاء التي يقعون بها نتيجة عدم فهمهم الصحيح لأساليب التربية الصحيحة لذلك يجب عليهم دائماً متابعة كل ما هو جديد في عالم التربية، ويمرّ الأطفال خلال مراحل نموّهم بتغيرات كبيرة في شخصيتهم فمرحلة الطفولة هي المرحلة التي تتكوّن فيها شخصية الطفل وتبقى تأثيرات هذه المرحلة تنعكس على سلوكيات الطفل، وفي مرحلة الشباب تكون معالم الشخصية قد اكتملت لذلك فإنّ مسؤوليّة التربية في هذه المرحلة ملقاة على عاتق الآباء، وهي من حقوق الأبناء على آبائهم ليصنعوا جيلاً صالحاً منتمياً للدين والمجتمع.
أساليب التربية السليمة
تربية الأطفال على القيم والدين
يجب على الآباء غرس القيم والأخلاق في في شخصية الأبناء، وذلك بتعليمهم أمور دينهم بطرق سهلة وبسيطة حتى يستطيع الأطفال إدراكها، وتأديب الأطفال وتعليمهم الأخلاق الحسنة، والدين هو أصل الأخلاق الحسنة والراقية ومنبع القيم الراقية لذلك يجب التركيز على خلق جيل متديّن ملتزم بتعاليم الإسلام ويفتخر بانتمائه إليه، فيجب تعليم الأطفال شعائر الدين مثل الصلاة، والصيام، والصدقة وباقي الشعائر في عمر مبكرة لتتهذب نفوسهم، ولبناء شخصيتهم بطريقة صحيحة.
تعويد الأطفال العادات الحسنة
يجب أن نعود أطفالنا منذ الصغر على اتّباع العادات الحسنة والتي يجب أن تكون جزءاً من مكوّنات شخصيتهم، مثل المحافظة على المواعيد، والصدق، والمحافظة على النظافة، واحترام الآخرين، والمطالعة، هذه العادات تكبر مع الطفل وتكون له شخصية ناجحة وإيجابية.
إظهار الحب والحنان للطفل
يحتاج الأطفال إلى الشعور بالحب والحنان لبناء شخصيتهم بشكل صحيح، وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وتطوّر قدراتهم العقليّة، والأطفال الذين لا يتلقون العطف والحنان يصابون بالمشاكل النفسية التي تؤثر على شخصيتهم مستقبلاً، وأثبتت الدراسات أن عدم تغذية الطفل بالحبّ والاهتمام يزيد من شعوره بالقلق والسلوك العدوانيّ، ويجب التوازن والاعتدال في إعطاء الطفل الحب والحنان لأنّ الزيادة الكبيرة تؤثّر على شخصية الطفل وتخلق منه شخصيّة غير مبالية، بمعنى أن لا يؤثر التعبير عن الحب للأبناء على قرارات التربية السليمة.
احترام شخصية الطفل
إن معاملة الطفل باحترام يزيد من ثقته بنفسه، وينمّي مواهبه، ويشعره بالراحة، ويُنمّي الشعور القياديّ لديه، في حين أنّ معاملة الطفل
بعدم احترام واستخفاف يؤثر على نفسيته، ويُشعره بالقلق والتوتّر، ويؤدّي إلى شعوره بالنقص لذلك يجب مراعاة مشاعر الطفل وأحاسيسه لتجنّب إصابته بالعُقد والاضطرابات النفسيّة.