يحتاج الطفل بعد ولادته إلى كمية كافية من الغذاء لينمو جسده وعقله بالشكل السليم ، حيث تنتقل طريقة التغذية عنده من التغذية عبر المشيمة كما كان في الرحم، إلى التغذية عن طريق الفم، ويكون المصدر الوحيد لهذا الغذاء في المرحلة الأولى بالتحديد هو الرضاعة.
الرّضاعة
وفّر الله سبحانه وتعالى الطريقة الطبيعية لهذه الرضاعة عن طريق الأم، حيث تنشط الغدد والقنوات الخاصة بإنتاج الحليب وإيصاله إلى خارج جسمها بعد الولادة مباشرة، وهي أفضل طريقة على الإطلاق لتغذية الطفل في مراحل عمره الأولى، ولا ينصح أبداً باللجوء إلى الطرق الأخرى طالما أمكن الأم إرضاعه رضاعة طبيعية، ولكن هذا ليس متاحاً دائماً للأمهات، فقد تواجه الأم بعض الصعوبات خلال عملية الإرضاع، أو قد تضطر للابتعاد عن طفلها لفترات طويلة كساعات العمل، وفي أي من هذه الأحوال أو غيرها، فهي تحتاج لتعويد الطفل على الغذاء الجديد، الذي يكون في طبيعة الحال حليباً صناعياً، فكيف تعوّد الأم طفلها على هذا الغذاء الجديد؟
الرضاعة الصناعية
لا بدّ في البداية من اختيار النوع الصحيح للحليب، فقد يكون نوع الحليب سبباً أساسياً في سهولة تعوّد الطفل أو صعوبة ذلك. معظم الأطفال لا يجدون مشكلة في أي نوع من الحليب، ولكن قد يكون لدى الطفل حساسية من بروتين اللبن، وفي هذه الحالة الجئي إلى أنواع الحليب المشتقة من فول الصويا، ويُنصَح باختيار الحليب الذي يحتوي على مقادير كافية من الحديد، حيث يكون المخزون الطبيعي للحديد لدى الطفل حديث الولادة قليلاً جداً.
طرق تعويد الطفل على الرّضاعة الصناعية
انتبهي في فترة التعويد على الالتزام بما يلي:
- لا ترغمي الطفل على إنهاء الكمية، سيرفض الطفل إكمال الرضعة في حال الشبع، ولا بأس في ذلك.
- يبدأ المواليد بمقدار 30 ملليتر تقريباً لكل رضعة، وتصل الكمية إلى ثلاثة أضعافها بعد أسبوع واحد فقط.
- تأكدي أن الحرارة مناسبة حتى لا تؤذي الطفل وتجعليه يرفض الرضعة، وذلك عن طريق التنقيط من الزجاجة على ذراعك بالداخل، لكن دون أن تلمسي حلمة الزجاجة.
- استخدمي أنواع اللبن المجففة فهي أقرب في تركيبها إلى لبن الأم، كما أنها تكون معقمة بخلاف اللبن الجاهز (البقري مثلاً)، وهي سهلة الاستعمال.
- احرصي على النظافة الدائمة لزجاجة الحليب وحلمتها والماء المستخدَم حتى لا تتسببي بأذى لطفلك، لكن تجنبي المبالغة الشديدة في تعقيمها، فهذا من دوره تقليل مناعة طفلك.
- استشيري طبيبك في عدد وكمية الجرعات حتى لا تتسبّبي بالسمنة لطفلك.
- حاولي قدر الإمكان تجهيز الرضعة مباشرة قبل شربها، لا تلجئي لتجهيزها قبل الرضاعة بوقت إلا عند الاضطرار، وعند انتهاء الطفل من الرضاعة يفضّل التخلّص من الكمية الزائدة وعدم الاحتفاظ بها. ستتعودين مع الأيام ما هو حجم الجرعة المناسب الذي يجعلك لا تضطرين للتخلص من الحليب دون داعي.
- لا تستعجلي، قد تضطرين لتجربة أكثر من نوع من الحليب لمعرفة ما يناسب ويعجب طفلك.
أخيراً، رغم أن الرضاعة الطبيعية تعدّ أفضل وأولى، إلا أن الرضاعة الصناعية، في حال الاضطرار لها، ستسهّل عليكِ الأمر؛ إذ يستطيع القيام بها أي شخص غير الأم، كما أن الطفل يرضع مرّات أقل خلال اليوم، مما يتيح لك وقتاً إضافياً لإتمام أعمالك الأخرى.