الشخصية ومكوّناتها
تتبلور شخصية الإنسان منذ طفولته وكما اللبنة هي أساس بناء البيت، فإنّ مرحلة الطفولة وزرع الثقة فيها هي الأساس في تكون شخصية الإنسان وجعله شخصاً واعياً مثقفاً بارزاً وفعالاً في مجتمعه، ويعتمد ذلك كله على مقدار ثقته بنفسه وقدرته على الوقوف ومواجهة تحديات الأيام القادمة له في جميع مراحل حياته وأماكن تواجده.
الثقة في النفس
لتعزيز الثقة في النفس للأطفال أهمية كبرى وإيجابيات لا تحصى على المستوى العائلي والمجتمع، فكلما كان الطفل واثقاً في نفسه زادت انتاجيته وتفاعله ممن حوله من الأطفال والأصدقاء والبيئة المدرسية ومعلماته وربما أثر ذلك التأثير الإيجابي على مستواه العلمي وتجربته في الحياة العملية أيضاً، فواثق اليوم هو قائد الغد، ولا يمكن للطفل الذي اكتسب ثقته في نفسه وثقة أهله وفخرهم به صغيراً أن يزعزه شيء فيما بعد.
كيف أعزز ثقة ابني بنفسه
لكي يكون ابني فرداً فعالاً علي أن اعزز من ثقته في نفسه واعزز ثقته في أهله والبيئة من حوله، فكيف السبيل إلى ذلك؟ لكل أم أسلوبها في تعزيز طفلها واكسابه الثقة بالمقدار المناسب الذي يشبع نفسه وتجعله يصل إلى القدرة على الانفصال عن الوالدين أو عن الأخوة والمحيطين والاعتماد على نفسه وخصوصاً في مراحله الدراسية الأولى ولكن هنا لكم بعضاً من الأساليب والاقتراحات التي تساعدك:
- في البداية إن رأيت أنّ شخصيته تختلف عن إخوته أو أقرانه وليست بالمستوى المطلوب حاولي قدر الإمكان أن تبتعدي عن المقارنة بينه وبين إخوته أو أقرانه من الأطفال؛ لأنّ ذلك يدمر الطفل بشكل جوهري تدريجي دون أن تشعري، ويسبب الكراهية بمن تقارينهم به!
- حاولي أن تقربيه منك ومن أبيه، وخصّصا وقتاً للحوار في موضوع معين كل يوم، اشعريه أن له رأي يُسمع وستوسعين لديه آفاق الحديث في ذهنه وتفتحين له أبواب الخطاب مما يساعده في بناء ثقته في نفسه بشكل كبير.
- حاولي قدر الإمكان أن تلقي عليه مسؤوليات على قدر استطاعته، وتوكيله بمهمات صغيرة، كأن يساعد أخيه الأصغر في ترتيب الغرفة أو شراء بعض الحاجيات أو مساعدة أبيه.. اجعليه قائداً في بيته مما يجعله يتخذ وضعية القائد محاولاً السيطرة على أموره خارج البيت.
- اثني عليه كثيراً ان نجح في المهام والمسؤوليات التي وكلتيه بها، فالطفل يرى أنه نجح في تخطي العقبات في عيون أمه قبل الجميع واشعريه أنك فخورة به دوماً حتى وأن أخطأ.
- إن أخطأ في شيء لا تذميه أمام أحد وحاولي أن يفهم موقع الخطأ الذي وقع فيه، فالطفل ربما يخطىء في النهاية ولكن لا يعلم أين هو الجزء الخاطىء وإلّا لما وقع فيه!
- علّميه أنه “يستطيع” فعل أي شيء ممكن أن يخطر في باله وأن لا شيء مستحيل.
- ازرعي فيه المبادىء الإسلامية السمحة والأخلاق الحسنة، فتجعلي كل من يراه يثني عليه ممّا يرفع من معنوياته وثقته بنفسه.
في النهاية انت من تضعين اللبنة فوق اللبنة في بناء شخصية ابنك وزرع الثقة في نفسه لتحصدي ما تتمنّين في أن يكون ابنك ما عليه في المستقبل قائداً ناجحاً وفرداً فعالاً، يحمل المسؤولية ويريحك وأبيه في أيامك القادمة.