تقوّس الساقين
هناك بعض الأطفال الذين يولدون وهم يعانون من مشاكل خطيرة أو مشاكل بسيطة، وفي هذا المقال تفصيل عن مرض تقوّس الساقين؛ وهو مرض بسيط قد يعاني منه الأطفال عند الولادة، فيولد البعض وهم يعانون من تقوّس الساقين. يعرّف هذا المرض بأنه تشوّه جسدي في الساقين يتميّز ببعد الركبتين عند الوقوف ووضع القدمين بمحاذاة بعضهما البعض، وهو مرض معروف ومنتشر عند العديد من الأطفال، ويظهر بشكل أكثر عندما يبدأ الطفل بالمشي، فتظهر الساقان متقوّستين، والركبتان مبتعدتين عن بعضهما البعض، ومعظم حالات تقوّس الساقين تكون طبيعية إلى عمر السنتين، وقد تعود القدمين إلى طبيعتها، ولكن إذا لم تعد الساقان إلى وضعهما بعد هذا العمر يجب مراجعة الطبيب فوراً لتقييم الحالة، كما يجب الحذر من محاولة تصحيح وضع الركبتين في حالة الحركة، ويجب على الأم الانتباه إلى نمو طفلها للتأكّد من عدم وجود نقص في هرمون النمو.
في الوضع الطبيعي تقريباً جميع الأطفال يولدون مع تقوس القدمين، حيث يكون باطن القدمين متوجهات وجهاً لوجه، وتكون عظمة الساق وعظمة الفخذ منحنيات إلى الخارج، ويوجد أيضاً فراغ في مفصل الركبة. خلال السنة الأولى من حياة الطفل يقترب مفصل الرّكبة من بعضه فيجبر عظمة الفخذ للانحدار إلى الأسفل وإلى الداخل مقتربةً إلى الركبة، وذلك يُسبّب استقامة عظمة الساق وتوجّه باطن القدمين إلى الأسفل. وخلال هذه الفترة تبدأ العظام بالتصلّب وتحوّلها من غضروفية إلى عظمية، وتصبح أصلبَ فيتمكّن الطفل من الوقوف على قدميه والمشي عليهما.
أسباب تقوّس الساقين
هناك العديد من الأسباب التي تكمن وراء ظهور التقوّس في الساقين منها ما يأتي:
- مرض بلونت: أو ما يعرف بعظمة الساق الكبيرة المُنفحجة، وهو تقوّس يصيب هذه العظمة أسفل الركبة، ويزيد الوضع سوءاً مع تقدّم عمر الطفل عندما يبدأ بالمشي على القدمين. و من الممكن أن لا تبدو أعراض المرض حتى سن البلوغ، و تؤدي إلى مشاكل في مفصل الركبة و باقي مفاصل الأرجل.
- مرض الكساح: وهو مرض ناتج عن عدم حصول الجسم على كميّات كافية من فيتامين D، ويؤدي ذلك لتليّن وإضعاف العظام ممّا يتسبّب بتقوّسهما.
- مرض باجيه: وهو مرض متعلق بعمليات الأيض في الجسم، فيؤثر ذلك سلباً على عملية الهدم والبناء في العظم، فتنتج العظام ليست قويةً كما يجب، ومع مرور الوقت يؤدي ذلك إلى تقوسهما.
- التقزّم: إن أكثر أنواع التقزّم شهرةً هو التقزم المودون، وهو خلل في نمو الأرجل يؤدي ذلك إلى التقوّس أيضاً.
- كسور العظام التي لم تشفَ بالطريقة الصحيحة.
- التسمّم بعنصريّ الرّصاص والفلورايد.
- إكثار الأم الحامل من شرب المشروبات الغازية وخاصة في الشهور الأولى من الحمل، وشرب الطفل لهذه المشروبات بعد الولادة.
- نقص فيتامين D وعدم التعرض للشّمس بشكل كافٍ لأخذ هذا الفيتامين، وهو الفيتامين الذي يساعد العظام على امتصاص الكالسيوم، واستخدامه في النمو وزيادة قوة العظام.
- وجود أمراض في الكبد أو الكلية التي تؤثّر على تركيز كل من الكالسيوم، وفيتامين D في الجسم.
- نقص في تغذية الطفل والاعتماد فقط على الحليب.
- قد يكون مرض تقوّس الساقين بسبب إخراج الطفل بشكل خطأ من قبل الطبيب عند الولادة فتكون عظامه ليّنة، وقد يتسبّب شدّ الأطراف بإيذاء الطفل بشكل كبير.
علاج تقوّس الساقين
يعتمد علاج هذا المرض على سببه وعلى قابلية المريض للعلاج، وغير ذلك من الأمور التي يجب على الطبيب مراعاتها، حيث لا ينصح بالبدء بأي نوع من العلاجات في المراحل المبكرة من عمر الطفل أي ما قبل العامين، إلا إذا كان هناك مُسبّب واضح له، فتتم معالجة المسبب الأساسي له، مثل تزويد الطفل بفيتامين D إذا كان نتيجة لمرض الكساح. لكن إذا استمر التقوّس أو ازداد سوءاً فيجب على الطبيب استخدام إحدى هذه الطرق العلاجية:
- الأحذية الخاصة، والقوالب.
- أجهزة تقويم الأرجل الداعمة التي تُستخدم ليلاً لتقوم بسحب الأرجل إلى الأسفل.
- العمليات الجراحية في حال لم تنفع الطرق السابقة أو كانت التشوهات صعبة.
الوقاية من تقوّس الساقين
ليس هنالك طرقاً معروفةً للوقاية من هذا المرض، ولكن في بعض الأحيان يجب عمل إجراءات وقائية لمُسبّبات هذا المرض وأهمها نقص فيتامين D:
- يجب الانتباه منذ فترات الحمل والحرص على تناول الغذاء الكافي بشكل جيّد، وتناول الفواكه والخضروات، وتناول الكبد البقري، والأسماك، والبيض، والتركيز على الأغذية التي تحتوي على فيتامين D، وعلى الكالسيوم مثل الألبان، والأجبان، والحليب؛ لأنّ ذلك كله سيعود بالإيجابية على صحة الطفل.
- يجب على الأم أن تقوم بتعويد الطفل على تناول الطعام المهروس منذ عمر ستة أشهر، وتعمل على إعطائه العصائر الطبيعية الغنية بفيتامين C وخاصة عصير البرتقال، ويجب الانتباه عند الولادة بعدم شد أطراف الطفل بشكل كبير، وتعريض الطفل لأشعة الشمس لفترات مناسبة.