كيف نعالج مشكلة السرقة عند الاطفال

كيف نعالج مشكلة السرقة عند الاطفال
كيف نعالج مشكلة السرقة عند الاطفال

يعدّ سلوك السّرقة من السّلوكيات السّلبيّة والذّميمة في مجتماعاتنا، فالسّرقة هي من الجرائم الاجتماعية التي جعل الله تعالى لها حدّاً كي يردع من تسوّل له نفسه سرقة حقوق غيره بدون وجه حقّ، ولكن كلّ الوسائل التي تمّ وضعها لمعالجة آفة السّرقة في المجتمع ومحاربتها كانت موجّهةً لكبار السّن أي البالغين، وما أغفله كثيرٌ من المصلحين الاجتماعيين مشكلة السّرقة عند الأطفال وطريقة معالجتها، فنحن نشهد حالاتٍ متزايدةٍ من هذا النّوع من السّرقة تظهر في مجتمعاتنا، وإنّ واجب المجتمع أن يقوم بدوره لمكافحة هذه الآفة الاجتماعيّة، فما هي أفضل الوسائل لمحاربتها ؟ .

إنّ أفضل معالجةٍ لأي مشكلةٍ تواجه المجتمع البحث عن مسبّباتها، فالسّرقة عند الكبار يكون سببها الحاجة أو الطّمع في ما عند النّاس أو قد يكون سببها مرضٌ نفسيّ وقد رأينا حالاتٍ كثيرةٍ في مجتمعات غريبّة لأناسٍ يملكون الملايين ويمارسون السّرقة وهذا إن دلّ فإنّما يدلّ على مشكلةٍ نفسيّةٍ يعانون منها، أمّا صغار السّن فالحال قد يختلف في بعض جوانبه ويشترك في جوانب أخرى مع حالات السّرقة عند الكبار، فقد يسرق الصّغير قطعة حلوى لأنّه محتاجٌ إليها ويشتهيها مثلاً لأنّه لا يجد أحد يشتريها له، وقد تكون السّرقة عند الأطفال لمجرد التّسلية والعبث الطّفولي حيث لا يدرك الطّفل ماهيّة العمل الذي يقوم به، لذلك رفع الله تعالى التّكليف عن الأطفال فلا يحاسب الطّفل عمّا يفعل حتّى يبلغ الحلم، وبالتّالي تكون معرفة سبب سرقة الأطفال من أهمّ الأمور التي تأخذ بعين الإعتبار عند معالجة هذه الأفعال، فإذا سرق بسبب أنّه يشتهي الشّيء الذي سرقه فمعالجة ذلك تكون عن طريق تلبية رغباته من دون إفراطٍ أو تفريط، أمّا إذا كانت سرقته بسبب التّسلية والعبث فيجب أن ينبّه بأنّ هذا الفعل لا يجوز، وأنّ الله تعالى يعاقب عليه، ذلك بأنّ عقليّة الإنسان تتشكّل منذ صغره، والحكمة الشّهيرة تقول التّعليم في الصّغر كالنّقش في الحجر، فتعاهد الطّفل باستمرار بالتّوجيه والنّصح والإرشاد من الأمور الهامّة التي تسهم في معالجة فعل السّرقة عنده، كما ينبغي زرع الأخلاق الحميدة في نفس الطّفل لكي يتبيّن الصّواب من الخطأ من الأمور .

كما أنّ من الأمور التي تعالج مسألة السّرقة عند الأطفال تقديم النّموذج الصّحيح لهم والقدوة الصّالحة، فحين يرى الطّفل أبويه يسيران على المنهج القويم الصّحيح فإنّه يسعى لتقليدهما في كلّ شيء، فالطّفل هو مرآة والديه، وهو ثمرة التّربية الصّالحة .