مقدمة
الأطفال هم سرُّ الحياة وهم الجمال الحقيقي على هذه الأرض، أسماهم الله سبحانه بزينة الحياة الدنيا، ولم يكن في الأمر أي مبالغةٍ على الإطلاق، فالناظر لحياة الشخص الذي يجلس وحيداً في بيته مع زوجته بدون أولاد، ستجده يشفق عليهم تلقائياً، ويتمنى لو أنّ الله أمدّهم بطفل واحد يجعل الحياة بالنسبة إليهم أفضل، وأحسن من أي شيء آخر، ولا يمكن أن تتخيل أنك تجلس وحيداً بينما يغزو الشيب شعرك، وما زلت غير قادر على تكوين أسرة أو إنجاب الأطفال، فالتفكير في مثل هذه الأمور محبطٌ حقاً، وإن كان عليك أن تفكر في بعض الأحيان، أن تربية الأطفال متعبة جداً، وتتطلب منك جهداً، وتعباً مبالغ فيهما، وكان لا بدّ من التوصل إلى طريقة حقيقية تساعدك في الوصول بالحياة إلى منتهى الجمال، ولا عجب أن الطفل الذي يتربى في بيئة خالية من المشكلات هو دائماً من أفضل الشخصيات التي تحظى باهتمام العالم ككل، لأنّ التربية هي الأساس، والتربية تنشأ من المنزل، والذي من المفترض أن يكون خالياً من التعقيدات، والمشكلات، وأي أمر قد يضغط على الأسرة بشكل عام.
كيف أربّي طفلي
تربية الأطفال ليست بسيطة كما أسلفنا بالحديث، ولكن وجودهم في حياتنا يعني أننا نعيش أفضل حالاتنا على الإطلاق، فلا سبيل للعيش وحيداً، لأن الجنة لا يمكن أن تعيش بها بدون أن يكون هناك من يؤنس وحدتك، ويخفف عنك آلامك وأوجاعك وقت التعب والضيق، فعندما تكبر تنظر حولك لتجد أنك بلا هدف، وبعدها تنظر إلى الطفل الذي كبر فجأة، وأصبح رجلاً يعتمد عليه في كثير من الأمور، يأتي بجانبك ويقبل يديك، ويخبرك أنك أفضل أب، وأنكِ أفضل أم على الإطلاق، فهذا الشعور بحد ذاته يستحق أن تتحمل كل المتاعب التي شعرت بها بالسابق، فقد بدأت نتائجها تظهر، وبدأت حياتك تتحسن، لأنّ هناك من بدأ بتحمّل المسؤولية بدلاً عنك، ومستعدّ للقيام بأي شيءٍ من أجل رد الجميل الذي لطالما قدمه الأبوين بشكلٍ عام، بمختلف ظروف الحياة.
طرق تربية الطفل
لتربية الأطفال أشكال كبيرة، تميل معظم الأمهات إلى اختيار الطريقة التي تناسب الأسرة، وتناسب الطفل بشكل عام، فهناك أطفال من الممكن أن تتّبع معهم اللين، وتجد النتيجة المثالية، بينما لا بدّ من استخدام الشدة في بعض الأحيان لتحصل على النتيجة الذهبية، التي تربّي أجيالاً بدون أخطاء بالمطلق.
ولكي تربّي أبنائك تربية فاضلة عليك اتباع التالي:
- كوني سيدتي بنظر أولادك الحنان والرقة، ولا تعامليهم من منطلق أنهم معاقبون، ولا يحق لهم الحياة، فالطفل خلق وفيّ فطرته الشقاوة واللعب بشكلٍ مفرط، فيجب أن تتعاملي معه على هذا الأساس، ولكن حاولي أن تجعلي لكل مقام مقال، بمعنى أن تعلّمي الطفل الوقت المناسب للعبِه، والوقت المناسب للجد، ويجب ألّا تحمّليه مسؤولية قد تكهل عاتقه، ولكن كوني حنونة عليه، واتركيه يساعدك إن أحب ذلك، فهذا يعلمه نوعاً من الاهتمام بالشكل العام، وبترتيبه الداخلي أيضاً.
- على صعيد العلم، يجب أن تقنعي الطفل بالحسنى أنه لا يجوز له أن يهمل تعليمه، ويجب أن يعرف أيضاً أن العلم هو السبيل الوحيد من أجل الوصول إلى الحياة المثالية في المستقبل، فلا حياة بدون علم، وإن شعرتِ أنّه يتملّص منك وقت الدراسة، فلا تجبريه لفعل ذلك، بل حاولي أن تنظري إلى نقاط الضعف، وتحاولي أن تعالجيها، لأنّ الطفل في الأساس لا يحب الالتزام بأي شيء، ويحب أن يكون وقته مفتوحاً بالكامل بالنسبة له، يختار فيه النشاط الذي يلائمه ولكن في الحقيقة فإن ترك الطفل على راحته في أغلب الأوقات قد يعرضك للمشكلات، خاصة إن كان الطفل من النوع الذي يحمل طاقةً كبيرة.
- طفلك بحاجة لأن تكوني قريبة منه وأن لا يغيب عن ناظريك فمن الممكن أن يكون بصحةٍ جيدةٍ في الوقت الحالي، ولكن بعد ساعة من الممكن أن تنقلب صحته ويمرض فجأة، فعليك أن تكوني واعية بما يحدث مع طفلك، وحافظي على صحته، واجعليها محور اهتمامك بشكل أو بآخر، ولا تكثري من استخدامك للأدوية، وخاصّة المضادات الحيوية فهي تؤثّر في جهازه المناعي، ومن أهم الأمور التي تساعدك في الحفاظ على صحة الطفل، هي التعرّف على حالة الطقس، وعلى هذا الأساس اعملي على أن يرتدي الملابس المناسبة، وأيضاً لا يخرج للهواء بعد الاستحمام، والكثير من الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار حتى لا تتغلبي في تربيتك للأطفال.
- أطفالك هم نور حياتك، فيجب أن تشعري بأنك قد أحسنتِ التصرف من خلال تربيتك لهم، فالطفل إن اعتاد على سماع الكلام الذي ينطلق من الأم، فإنّ ذلك سيساعدك في المستقبل لتكوني أما مثالية، فالطفل الذي تربَ على يد امرأةٍ عظيمةٍ، فإنه لن يخذلها بالتأكيد عندما يكبر، وسيلاحظ الناس الطريقة العصرية التي قمتِ باستخدامها لتربية الطفل، وهي الكلام اللين، والمداعبة، والتعامل مع الطفل عن طريق الحوار، وهي من أحدث الطرق لاكتشاف ما يفكر به الطفل، فإن خصصت بعض الوقت للطفل لتتحدثي معه، فإنّه سيشعر أنه شخصية مهمة في البيت، وبذلك سيعمل على الجلوس معك، ويعتاد على ذلك، وسيحاول أن يكون بجانبك دوماً، ويخبرك بكل الأمور التي تفضلين سماعها من الطفل قبل أن يمر الوقت عليها.
- تربية الطفل تختلف من فترة لأخرى، فيجب أن تكوني على استعداد لاستقبال مراحل عمره الأكثر إرهاقاً، وهي فترة المراهقة، التي يتغير فيها الطفل بالكامل، وتبدأ المعايير والمبادئ بالتغير، هنا يجب أن تكوني بجانب ابنك أو ابنتك، وتنظري باهتمام لحياتهما، وتأكّدي أن مرحلة المراهقة هي أهم مرحلة في حياته، حيث تبنى فيها العقائد والطرق المعينة في التفكير، ومن الطبيعي أن تكوني على اطلاع بها، وتقوّميها إن كان بها أي اعوجاج، لأنه بعد هذه المرحلة لا يمكن السيطرة على الطفل بعد اليوم، فهو لم يعد طفلاً حقاً، وإنما يستعد لاستقبال مرحلة الشباب، والأجدر بك كأم أن تمر عليه مرحلة المراهقة بأقل المشكلات والتعقيدات، وكافة الأمور التي تسيطر على حياته في المستقبل.
- من الضروري أن يعتاد الطفل على الاهتمام بك، وبحاجاتك، فلا تتردي في أن تملي عليه بعض الأوامر التي من شأنها أن تساعدك في حياتك، وأن توفر عليك القليل من الوقت والجهد، فالطفل يحب أن يبدو جيداً في التعامل داخل البيت، فيمكنك أن توكلي إليه بعض المهام البسيطة كترتيب المقاعد، أو مسح الخزائن أو غيرها، فهذا سيجعله يشعر أنه جزء من البيت، ويمكنك ملاحظة ذلك بعد أن ينتهي من المهمة التي طلبتها منه، فيمكنك أن تري السعادة مرسومة على وجهه، ومستعد للقيام بأي عمل آخر إن تطلب الأمر، ولكن لا تتعاملي مع الطفل كخادم، فالأشياء التي لا يحب عملها اتركيها جانباً، ولا تطلبي منه تنفيذها مطلقاً، وحبّبي طفلك في البيت، وأخبريه أن البيت هو عنوان الأسرة، ويجب أن يلتزم بالتواجد في بيته خلال أوقات معينة، حتى بعد أن يكبر، فهذا سيعوده على التأقلم على حياة المنزل، وستجديه متواجداً خلال فترات الأعياد أو الطعام أو غيرها، وهذا ما تريدينه حقاً من أبنائك، أن يكونوا بجانبك وقت الحاجة بدون أن يتم الضغط عليهم للقيام بذلك.