تغذية الطفل في الشهر الثالث
يوفِّر حليب الأم أو بدائله الصناعية التغذية الكاملة للطفل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حياته، وتختلف الشهية والاحتياجات الغذائية لكل طفل من يوم لآخر ومن شهر لآخر؛ بحيث كلما نما الطفل، فإنَّ احتياجاته الغذائية تتغير؛ فتقل عدد الرضعات وتزيد كمية الحليب المستهلكة في كلِّ رضعة، وتزداد فترات نومه في الليل، ومن الجدير بالذكر أنَّ الجهاز الهضمي للطفل في هذه المرحلة لا يزال في حالة نمو وتطور؛ لذلك يجب تجنُّب إدخال الطعام إلى غذاء الطفل في هذه المرحلة، وأن يكون الاعتماد بشكل كامل على الحليب.
علامات الجوع عند الطفل
تستطيع الأم معرفة وقت جوع الطفل عن طريق ملاحظة مجموعة من العلامات، وفي ما يأتي نذكر بعضاً منها:
- يميل الطفل نحو الثدي أو زجاجة الحليب.
- يمص يديه أو أصابعه.
- يفتح فمه، ويخرج لسانه أويمص شفتيه.
- يبكي؛ حيثُ إن البكاء قد يكون علامة على الجوع، ولكن إذا انتظرت الأم حتى يشعر الطفل بالضيق الشديد لإطعامه؛ فقد يكون من الصعب تهدئته.
علامات التغذية الجيّدة للطفل
ويمكن أن تطمئنَّ الأم إلى أنّ الطفل يتغذى بشكل جيد من خلال ملاحظة العلامات الآتية:
- يبدو في حالة تأهب، وحيوية، ونشاط.
- يزداد وزنه.
- ينمو وتتطوّر قدراته.
- يرضع من ست إلى ثماني مرات يومياً.
علامات التغذية السيئة للطفل
يظهر على الطفل مجموعة من العلامات تدلُّ على أنَّه لا يتغذى بما فيه الكفاية؛ حيثُ يلُاحَظ على الطفل ما يأتي:
- لا يشعر بالراحة حتى بعد الرضاعة.
- يصرخ باستمرار ويشعر بالانزعاج.
- ومن الجديرٌ بالذكر أنَّ العديد من الأطفال يبصقون كمية صغيرة بعد تناول الطعام أو أثناء التجشؤ، ولكن لا ينبغي أن يتقيّأ الطفل بعد الرضاعة؛ حيثُ إنَّ هذا يمكن أن يكون راجعاً إلى الإفراط في التغذية، ولكنَّ التقيؤ بعد كل رضاعة قد يكون علامة على الحساسية، أو مشكلة في الجهاز الهضمي، أو غيرها من المشاكل التي تحتاج إلى عناية طبية.
تغذية الطفل بالرضاعة الطبيعية
يحتاج الطفل في الشهر الثالث من (7-9) رضعات يومياً كل ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات ونصف، ومن الجدير بالذكر أنَّ إنتاج حليب الأم يزيد أو ينقص بشكل طبيعي بناءً على حاجة الطفل، ويمكن ملاحظة مجموعة من العلامات تساعد الأمّ على معرفة أنَّ الطفل يحصل على ما يكفيه من الرضاعة الطبيعية، ونذكر منها ما يأتي:
- يصبح الثدي أكثر ليونة بعد الإرضاع؛ لأنَّ الطفل يُفرّغ محتواه من الحليب.
- يبدو الطفل مرتاحاً ومسترخياً بعد الرضاعة.
- يستمر الطفل في اكتساب الوزن؛ حيثُ إنَّ الزيادة الطبيعية في وزن الطفل تكون من (170 – 226) غراماً في الأسبوع الواحد خلال الأشهر الأربعة الأولى.
- يغيّر الطفل ما لا يقل عن ست حفاضات يومياً.
تغذية الطفل بحليب الأطفال الصناعي
إذا كان الطفل يرضع حليب الأطفال الصناعي فإنّه يحتاج في هذه المرحلة العمرية إلى 74 مل لكل 0.45 كغ من وزنه يومياً، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الأرقام ليست قواعد ثابتة؛ فهي تعطي متوسط احتياجات الطفل والتي تختلف اعتماداً على احتياجاته؛ فتزيد في بعض الأيام وتنقص في أيام أخرى، فإذا كان الطفل جائعاً فإنّه ينهي الحليب بسرعة وينظر حوله للحصول على المزيد، وفي هذه الحالة يمكن إعطاء الطفل (30-60) ملاً إضافياً من الحليب في الرضعة الواحدة، ولكن يجب الانتباه إلى عدم إرضاع الطفل أكثر من 945 مل من الحليب الصناعي في اليوم الواحد؛ وذلك لأنَّ الأطفال الذين يرضعون الحليب الصناعي يميلون إلى أن يصبحوا أكثر وزناً من أقرانهم بسبب الإفراط في إرضاعهم، ولتجنُّب الإفراط في الرضاعة يجب أن يخرج الحليب ببطء من الزجاجة على شكل نقاط ولا ينسكب بسرعة.
فوائد الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية هي أفضل تغذية للمواليد الجدد؛ حيثُ توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالرضاعة الطبيعية والاعتماد عليها بشكل كامل للأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، بعدها يتم إدخال الأطعمة الصلبة مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعية خلال السنة أو السنتين الأولى من حياة الطفل، فالرضاعة الطبيعية الحصرية في الأشهر الستة الأولى لها العديد من الفوائد للأم وللطفل معاً، ومن هذه الفوائد ما يأتي:
- يُعتبَر حليب الأم الغذاء المثالي للطفل؛ وذلك لأنَّه سهل الهضم، كما أنَّه مصدر مهم للطاقة والعناصر الغذائية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (6 – 23) شهراً؛ فحليب الأم يوفر كامل احتياجات الطفل حتى عمر الستة أشهر، وأكثر من نصف احتياجات الطفل من الطاقة بين (6 – 12) شهراً، وثلث احتياجات الطاقة بين (12- 24) شهراً.
- يحتوي على الأجسام المضادة التي تساعد في حماية الطفل من مجموعة واسعة من الأمراض المعدية؛ بما في ذلك الإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي، والعدوى التي تصيب الجهاز الهضمي.
- تقلل خطر الإصابة ببعض الأمراض؛ إذ تُبيّن الأبحاث أنَّ الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية كانوا أقل عرضة للإصابة ببعض الأمراض، بما في ذلك السكري، وارتفاع الكولسترول، والربو، والحساسية.
- تقلّل الرضاعة الطبيعية من احتمالية إصابة الطفل بالوزن الزائد أو السمنة.
- تساعد الرضاعة الطبيعية على حرق السعرات الحرارية، وانكماش الرحم عند الأم؛ لذلك فالأمهات اللواتي يعتمدن على الرضاعة الطبيعية يسترجعن الوزن والشكل الطبيعي لأجسادهن بشكل أسرع.
- تقلِّل من خطر الإصابة بسرطان المبيض وسرطان الثدي.
- تُلبّي الرضاعة الطبيعية مجموعة من الاحتياجات العاطفية للأم والرضيع؛ حيث إنَّ الاتصال المباشر بين الأم والرضيع يعزّز من التواصل العاطفي بينهما، كما يساعد الأم الجديدة على الشعور بالثقة في قدرتها على رعاية المولود الجديد وتوفير التغذية الكاملة له.
- تُعتبر الرضاعة الطبيعية وسيلة طبيعية لمنع الحمل؛ حيثُ إنَّ لها تأثيراً هرمونياً يؤدي إلى منع حدوث الحمل عند الكثير من النساء.