ما هو علاج جدري الماء عند الأطفال

ما هو علاج جدري الماء عند الأطفال
ما هو علاج جدري الماء عند الأطفال

جدري الماء

يُعدّ جدري الماء من أكثر الأمراض المعدية التي تصيب الأطفال شيوعاً، وينتج من الإصابة بعدوى من الفيروس النطاقي الحماقي (بالإنجليزية: varicella zoster virus)، ويمتاز هذا المرض بظهور طفح جلدي أحمر اللون ويثير الحكة بشكل كبير، وغالباً ما تكون العدوى بسيطة، خصوصاً عند الأطفال، وتختفي في فترة وجيزة دون أن تسبب أي مضاعفات خطيرة، إلّا أنّه وفي بعض الحالات قد تسبب الإصابة بالتهابات أخرى في الجسم كالتهاب الرئة مثلاً، ولا تحتاج معظم حالات الإصابة بجدري الماء إلى أية أدوية محددة، بل يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض ريثما تتنهي دورة المرض، ولكن إذا كان المصاب يعاني من نقص في المناعة، أو يخضع للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي للسرطان، أو إذا كانت امرأة حاملاً، عندها تجب مراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب.

وقد شهدت أعداد المصابين بهذا المرض انخفاضاً كبيراً، وذلك بفضل استخدام مطعوم جدري الماء، وينتقل هذا الفيروس من شخص لآخر عبر الرذاذ الصادر من المريض بالسعال أو العطس، وكذلك بمشاركة الملابس أو المناشف أو أغطية الفراش، ويكتسب المصاب بجدري الماء مناعةً تستمر مدى الحياة، ففي معظم الحالات يصاب الشخص به لمرة واحدة فقط، ويمتاز الفيروس النطاقي الحماقي بقدرته على البقاء بشكل خامل في العقد العصبيّة عند بعض الأشخاص، وقد ينشط هذا الفيروس في وقت لاحق، ربما بعد سنوات عديدة، فيسبب حينها الحزام الناري، وقد يصاب أي شخص مهما كان عمره بهذه العدوى، إلّا أنّه غالباً ما يصاب بها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والتاسعة.

علاج جدري الماء

غالباً ما تأتي الإصابة بجدري الماء بشكل بسيط، ويشعر المريض بالتحسّن تدريجيّاً، وغالباً ما يُشفى تماماً دون اللجوء لأي إجراءات علاجية. فلا وجود لعلاج نهائي لجدري الماء، وإنّما ينصح باتخاذ العديد من الإجراءات لتخفيف الأعراض المصاحبة له حتى تنتهي دورة المرض.

ومن الضروريّ جداً اتخاذ التدابير اللازمة لمنع نقل العدوى لشخص آخر، فيُنصح بالتزام الراحة التامة، وعدم الذهاب إلى المدرسة أو العمل، وعدم استخدام الأدوات الشخصيّة للمريض من قبل أشخاص آخرين. ويتم إعطاء مسكنات الألم لتخفيف الألم، وتخفيض الحرارة المصاحبة لجدري الماء، وأبرز الأدوية تلك المحتوية على باراسيتامول، فهذا المركب آمن للأطفال وللحوامل.

يجب على المريض تجنّب تناول المسكنات المحتوية على أيبوبروفين، كما يجب عدم استخدام الأسبرين للأطفال قطعاً، فذلك قد يسبب بعض المضاعفات الخطيرة، مثل فشل الكبد وقد يؤدّي إلى الوفاة. ومن الضروري كذلك منع الحكة المصاحبة لجدري الماء، فالحكة قد تسبب الإصابة بالتهاب الجلد، وقد تؤدي إلى ظهور ندبات مكان البثور، فيُنصح باستخدام الكريمات المرطّبة، بالإضافة إلى تلك المحتوية على مركب الكالامين، وكذلك الأدوية المضادة للهيستامين مثل كلوفينارامين. ويجب اتباع العديد من التدابير للمساعدة على التخفيف من الحكة، فمن الضروري إبقاء أظافر اليدين قصيرة ونظيفة، والاستحمام بالماء البارد، وارتداء ملابس قطنيّة خفيفة.

باعتبار مرضى جدري الماء معرضين للإصابة بالجفاف نتيجة لارتفاع درجة الحرارة وفقدان الشهية، يجب عليهم شرب كميّات كبيرة من الماء والسوائل، مع تجنب تناول المشروبات السكرية والأغذية الحارة أو الحامضة أو الساخنة، فذلك قد يسبب ظهور تقرّحات في الفم. وبإمكان الأم الاستمرار بإرضاع طفلها بشكل طبيعيّ حتى لو كان مصاباً بجدري الماء.

وهنالك بعض الحالات يكون فيها المصاب عرضة للمعاناة من شكل شديد من جدري الماء، كالنساء الحوامل، والبالغين، والأطفال حديثي الولادة، والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة مثل المرضى المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، والمرضى الذين يتناولون مركبات الكورتيكوستيرويد، عندها قد يلجأ الأطباء إلى استخدام الأدوية المضادّة للفيروسات، وذلك لمدة قد تصل إلى أسبوع، ولا تعمل هذه الأدوية على القضاء على الفيروس الحماقي النطاقي بشكل كامل، ولكنها قد تخفف الأعراض بشكل كبير، وتسرّع من عملية الشفاء. كما قد يستخدم الأطباء الغلوبوليونات المناعية للأشخاص المعرضين للإصابة بجدري الماء حتى قبل ظهور الأعراض.

أعراض جدري الماء

تسبب الإصابة بجدري الماء المعاناة من العديد من الأعراض، وقد يشكو المصاب من التعب العام، أو الإعياء، وآلام المفاصل والرأس كذلك، وقد يعاني من ارتفاع درجة حرارة جسمه وفقدان الشهية قبل ظهور الطفح الجلدي بنحو يوم إلى يومين. أمّا الطفح الجلدي فيُعتبر العلامة الفارقة لهذا المرض، فيظهر بداية على شكل بقع صغيرة حمراء اللون مثيرة للحكة على شكل مجموعات على البطن والوجه والظهر، سرعان ما تنتشر على جميع أنحاء الجسم، بما فيها الرأس والقدمين والكفين والفم، وبعد يوم أو يومين تتحول هذه البقع إلى بثور مملوءة بسائل، ويكون الغشاء المحيط بهذه البثور رقيقاً، ولذلك تنفجر وتفتح ويظهر مكانها ما يشبه القرح حتى تغطيها القشور، وعادةً ما تجتمع المراحل الثلاثة للطفح الجلدي في الوقت نفسه.

الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب

لا تلزم معظم حالات جدري الماء مراجعة الطبيب، فهو يختفي وحده، أمّا إذا ما عانى المريض من ارتفاع شديد أو مستمر في درجة
الحرارة أو من انتفاخ أو احمرار شديد في الطفح الجلدي، فقد يكون مصاباً بالتهاب الجلد، بالإضافة إلى آلام شديدة في الرأس أو سعال شديد أو ضيق في النفس، وكذلك إذا عانى من تشنج في الرقبة، فيلزم عندها مراجعة الطبيب للتأكد من عدم الإصابة بمضاعفات لمرض الجدري، مثل التهاب الرئة، أو التهاب السحايا أو غيرها.