الجلوكوز والإنسولين
يحتوي الدم على أحد أنواع السكريات، والذي يُسمّى سكر الجلوكوز، وتُعدّ النشويات المصدر الأساسي لهذا النوع من السكريات. ويعمل سكر الجلوكوز كمصدر رئيسيّ للطاقة التي يحتاجها جسم الإنسان.
ويحتوي جسم الإنسان على هرمون يسمى هرمون الإنسولين، ويعمل الإنسولين والذي يتم إفرازه عن طريق البنكرياس على تنظيم مستوى سكر الجلوكوز في الدم حتى يبقى ضمن الحد المناسب بحيث لا يتجاوز الحدود الطبيعية ولا يقل عنها، وفي حال حدوث أي خلل في إفراز الإنسولين أو الاستجابة له تبدأ أعراض مرض السكري.
مرض السكري
يُعرّف مرض السكري بأنّه تراكم سكر الجلوكوز في الدم بمستويات أعلى من الطبيعي بسبب مجموعة من الأسباب، وزيادة مستوى سكر الجلوكوز في الدم تؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحيّة.
أنواع مرض السكري وانتشارها بين الأطفال
السكري المزمن وينقسم إلى نوعين هما:
- السكري من النوع الأول: وفيه يهاجم جهاز المناعة خلايا البنكرياس التي تُفرز الإنسولين (تُسمّى خلايا بيتا)، مما يؤدي إلى توقف إنتاج الإنسولين في الجسم، وبالتالي لا تعود خلايا الجسم قادرة على امتصاص سكر الجلوكوز بسبب غياب الإنسولين، وهذا يؤدي إلى تراكمه في الدم.
- السكري من النوع الثاني: وفيه يفقد الجسم قدرته على الاستجابة لهرمون الإنسولين (ما يُسمّى بمقاومة الإنسولين) وينتج عنه تراكم سكر الجلوكوز في الدم، ومع مرور الوقت تنخفض كمية الإنسولين التي يفرزها البنكرياس أيضاً، ممّا يزيد تراكم السكر.
- من الجدير بالذكر أن نوع السكري الأكثر شيوعاً بين الأطفال كان في السابق النوع الأول حتى إنّه كان يُسمّى بسكري الأطفال، حيث كان الاعتقاد السائد أنّ هذا هو النوع الوحيد من السكري الذي يصيب الأطفال، إلا أنه وفي الآونة الأخيرة بدأ السكري من النوع الثاني بزيادة انتشاره بين الأطفال واليافعين.
أعراض الإصابة بمرض السكري عند الأطفال
هناك مجموعة من الأعراض والمؤشرات التي تشير لإصابة طفلكِ بالسكري، ومن أهمّها وأكثرها شيوعاً الآتي:
- زيادة العطش وكثرة التبول لدى الطفل، حيث يؤدي تراكم السكر في الدم إلى سحب السوائل من أنسجة الجسم، ممّا يتسبب بالشعور بالعطش، وبالتالي كثرة التبول. في بعض الحالات قد يؤدي ذلك إلى إصابة الأطفال المدرَّبين على استخدام المرحاض بالتبول اللاإرادي.
- الجوع الشديد بسبب عدم قدرة أنسجة الجسم على استخدام السكر المتراكم في الدم، وبالتالي تعاني الأنسجة من نقص في الطاقة.
- التعب والخمول.
- الانزعاج وتغيّر السلوك لدى الطفل؛ فقد يعاني الطفل من اضطرابات في المزاج، وقد تؤثر إصابته بالسكري سلبياً في أدائه الدراسيّ.
- قد تصبح رائحة نفس الطفل مشابهة لرائحة الفاكهة؛ نتيجةً لتراكم الأجسام الكيتونية.
- اضطراب الرؤية.
- التهابات فطرية، خاصة لدى الإناث.
مضاعفات مرض السكري
قد يسبب مرض السكري مجموعة من المضاعفات إلا أنّ هذه المضاعفات غير شائعة ضمن فئة الأطفال واليافعين. وتُعدّ كلّاً من المتابعة الحثيثة والسيطرة على مستوى السكر في الدم خلال مرحلة الطفولة من الأمور التي تساعد على منع أو تأخير حدوث المضاعفات لدى المريض.
في حال عدم التمكن من السيطرة على مستوى السكر ضمن الحد الطبيعي يكون المريض عرضةً لإحدى المضاعفات الآتية:
عوامل الخطورة
هناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسكري لدى الأطفال ومنها:
- زيادة الوزن تحديداً في منطقة البطن، حيث ترتبط زيادة الأنسجة الدهنية بازدياد مقاومة الجسم للإنسولين.
- الخمول وقلة النشاط البدني.
- الوراثة: حيث يزيد خطر إصابة الطفل بالسكري في حال وجود تاريخ مرضيّ للعائلة.
- العِرق: يزداد معدل الإصابة بالسكري بين الناس الأمريكيين من أصل إفريقي، أو اللاتينيين، أو الأمريكيين الأصليين، أو الأمريكيين الآسيويين، أو سكان جزر المحيط الهادئ. وسبب انتشار مرض السكري بين هذه الأعراق غير معروف إلى الآن.
- العمر والجنس: حيث تصاب المراهقات الفتيات بشكل أكبر من المراهقين الفتيان.
- الوزن عند الولادة وإصابة الأم بسكري الحمل، حيث وُجد أنّ الوزن القليل للطفل عند ولادته، أو إصابة الأم بسكري الحمل يُزيدان من احتماليّة إصابة الطفل بالسكري من النوع الثاني.
علاج مرض السكري لدى الأطفال
يُعدّ كلّاً من الدعم والتشجيع من قبل أفراد الأسرة من أهم مقوّمات علاج مرض السكري لدى الأطفال واليافعين، حيث توفّر البيئة الداعمة شعوراً إيجابيّاً لدى الطفل المصاب بالسكري، وتعزّز التزامه ببرنامج العلاج.
يُعدّ علاج مرض السكري لدى الأطفال أمراً متعدّد الجوانب، حيث يحتاج الطفل المريض إلى مراقبة مستوى السكر في الدم يوميّاً، بالإضافة إلى حقن الإنسولين مع الانتباه عند الحاجة إلى تغيير الجرعة. وتُعدّ التمارين الرياضية من الأمور التي تساعد أيضاً بشكل فعّال على السيطرة على مستوى السكر في الدم. ويحتاج الطفل المصاب بالسكري إلى نصائح وتعليمات تتعلّق بتغيير نمط الحياة بما يضمن له أفضل النتائج العلاجيّة الممكنة.
من الأمور المصاحبة لعلاج السكري لدى الأطفال خطر هبوط مستوى السكر في الدم، وهو نزول مستوى سكر الجلوكوز في الدم إلى ما دون المستوى الطبيعيّ، وقد يُعدّ هذا الأمر مصدر إزعاج وقلق للمريض ولمقدّمي الرعاية الصحية له، إلا أنّ التقبّل والدعم والتشجيع من الأمور التي تساعد المريض على تجاوز أي مشاعر سلبية.