تطعيم شلل الأطفال

تطعيم شلل الأطفال
تطعيم شلل الأطفال

شلل الأطفال

يُعتبر شلل الأطفال (بالإنجليزية: Poliomyelitis) أحد الأمراض التي تُسبّبها الإصابة بالعدوى الفيروسية، ويعيش الفيروس المُسبّب لهذا المرض في الحلق والأمعاء الدقيقة. ويهاجم الفيروس الجهاز العصبي المركزي والنخاع الشوكي، ويتسبب في إرخاء العضلات والشلل. وفي الحقيقة أدى استحداث اللقاح المضاد لشلل الأطفال إلى القضاء نهائياً على المرض في الولايات المتحدة بعد أن كان من أهم الأسباب المؤدية إلى الوفاة فيها.

التطعيم ضد شلل الأطفال

يُعدّ لقاح شلل الأطفال (بالإنجليزية: Polio Vaccine) أحد اللقاحات التي يجب أن يتلقاها الأطفال على جرعات وفقاً لجداول التلقيح المدرجة في بلادهم، ويحتوي هذا اللقاح على كميةٍ قليلة من الفيروس المُسبّب لشلل الأطفال، وذلك لإعطاء جهاز المناعة في الجسم القدرة على مقاومته، مما يؤدي إلى تقليل احتمالية الإصابة بالمرض، وتجدر الإشارة إلى أنّ إعطاء هذا المطعوم لا يُجدي نفعاً في الأشخاص المصابين بالعدوى المسببة لشلل الأطفال. وهناك نوعان من لقاح شلل الأطفال الموجودة في العالم، وهما:

  • اللقاح الموَهَّن (بالإنجليزية: Live attenuated vaccine)، ويُعطى عن طريق الفم ويُسمّى اختصاراً OPV.
  • اللّقاح الخامل (بالإنجليزية: Inactivated vaccine) ويُعطى عن طريق حقن في العضلات، ويُسمّى اختصاراً IPV.

تاريخ لقاح شلل الأطفال

بدأت أولى محاولات تصنيع لقاح شلل الأطفال على يد العالم برودي في عام 1936، فقد حاول برودي إنتاج لقاح شلل أطفال معقم بمادة الفورمالدهيد، وقام بتجريب اكتشافه على نوع من القرود، وبعد ذلك قام بتطعيم 3,000 طفل باللقاح نفسه ولكن النتائج التي حصل عليها كانت ضعيفة. وأفاد العالم كولمر أنه قام بتطوير لقاح لشلل الأطفال في العام نفسه، وتجربته على عدة آلاف من الأطفال، إلا أن اللقاح تسبب في إصابة عدد من الحالات بشلل الأطفال بعضها انتهى بالموت. واكتشف العالم جوناس سالك أول لقاح خاملٍ ضد شلل الأطفال ويتم إعطاؤه عن طريق الحقن العضلية وأجرى أول اختبار عليه في عام 1953، وبدأ استخدام لقاح شلل الأطفال الذي اكتشفه سالك في الولايات المتحدة في إبريل من عام 1955. أما بالنسبة للقاح شلل الأطفال الموهَّن، فقد استطاع ألبرت سابين في عام 1956 تحضير لقاح يتم إعطاؤه على شكل قطرات عن طريق الفم. وبذلك شكّل منع انتقال فيروس شلل الأطفال بين البشر عن طريق التطعيم خطوة حاسمة في القضاء على مرض شلل الأطفال على مستوى العالم.

طريقة إعطاء لقاح شلل الأطفال

غالباً ما يتمّ إعطاء لقاح الأطفال الخامل، ويجب إعطاؤه في المراحل الأولى من العمر. وينبغي تطعيم الأطفال بأربع جرعات من لقاح شلل الأطفال العضلي في الأعمار التالية:

  • جرعة في الشهر الثاني.
  • جرعة في الشهر الرابع.
  • جرعة خلال الفترة الممتدة بين الشهر السادس والثامن عشر.
  • جرعة مدعمة في الفترة العمرية ما بين 4-6 سنوات.

يمكن إعطاء لقاح شلل الأطفال العضلي بالتزامن مع اللقاحات الأخرى. وأمّا بالنسبة للبالغين فلا يُعطى المطعوم إلا للمسافرين إلى المناطق التي لا يزال فيها شلل الأطفال منتشراً، وكذلك للعاملين في مختبرات لقاح شلل الأطفال، وللطاقم الطبيّ الذي يرعى المصابين بشلل الأطفال. وللبالغين يتم إعضاء الجرعة الأولى في أي وقت، ثم إعطاء الجرعة الثانية بعد شهر أو شهرين من إعطاء الجرعة الأولى، في حين يتم إعطاء الجرعة الثالثة بعد ستة إلى 12 شهر من إعطاء الجرعة الثانية.

المخاطر المرتبطة على أخذ لقاح شلل الأطفال

يعد لقاح شلل الأطفال آمناً بشكلٍ عام. وتتمثل المخاطر الرئيسية للقاح شلل الأطفال الفموي في ظهور حالات شلل الأطفال المرتبطة بأخذ اللقاحات. أمّا بالنسبة للقاح شلل الأطفال الذي يُعطى بالحقن العضلي، فيصاب بعض الأشخاص بعد أخذه باحمرارٍ وألم في موضع إعطاء الحقنة

أعراض الإصابة بشلل الأطفال

يوجد شكلان من أشكال الإصابة بفيروس شلل الأطفال، أحدهما لا يؤدي إلى شلل المصاب، وتكون أعراضه شبيهة بأعراض الإصابة بالإنفلونزا، وتشمل:

  • الحمّى.
  • التهاب الحلق.
  • الصداع.
  • التقيؤ.
  • التعب العام والإعياء.
  • آلام في الظهر، والرقبة، والذراعين، والساقين.

أما الشكل الثاني للإصابة بالفيروس- والذي يعتبر الشكل الأكثر خطورة- فتندُر الإصابة به. وتُشبه العلامات والأعراض الأولية للإصابة بهذا الشكل من المرض تلك التي ترافق الشكل الذي لا يؤدي إلى الشلل، مثل الصداع وارتفاع درجة الحرارة، ولكن سرعان ما تظهر أعراض أخرى في غضون أسبوع، وتشمل:

  • فقدان ردود الفعل التلقائية للجسم.
  • آلام عضلية شديدة وضعف في العضلات.
  • الشلل الرخو (بالإنجليزية: Flaccid paralysis).

متلازمة ما بعد الإصابة بشلل الأطفال

يمكن تعريف متلازمة ما بعد الإصابة بشلل الأطفال على أنّها مجموعة العلامات والأعراض التي تؤثر في بعض الأشخاص بعد سنوات من الإصابة بشلل الأطفال. وتشمل هذه الأعراض ما يأتي:

  • زيادة آلام العضلات والمفاصل وضعفها.
  • الإعياء والتعب.
  • ضمور العضلات (الإنجليزية: Atrophy).
  • صعوبة في التنفس أو البلع.
  • صعوبة تحمل درجات الحرارة المنخفضة.
  • اضطرابات التنفس أثناء النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم (بالإنجليزية: Sleep Apnea).

علاج شلل الأطفال

لم يتمكن العلماء حتى الآن من التوصل إلى أي علاج للإصابة بفيروس شلل الأطفال، ولذلك فإنّ التشخيص المبكر، وتقديم العلاجات الداعمة مثل الراحة في الفراش، وتناول مسكنات الألم، والحصول على التغذية الجيدة، والعلاج الطبيعي يمكن أن يساعد على التقليل من أعراض شلل الأطفال طويلة الأمد. ويمكن أن يحتاج بعض المرضى المصابين للحصول على عناية خاصة، فقد يحتاج بعضهم إلى الأجهزة المساعدة على التنفس، والوجبات الغذائية الخاصة عند وجود صعوبة في البلع، في حين يحتاج آخرون إلى الجبائر الخاصة بالساق لتقليل الآلام الناشئة في الأطراف، وتشوهها، وتشنج العضلات.