من المشكلات المؤرقة التي تصيب الأطفال نتيجة لعدوى فيروسية أو لسبب وراثي جيني مرض شلل الأطفال، ويًعرف هذا المرض بأنه مرض معدٍ، يعزى سبب الإصابة إلى فيروس يدعى البوليو (poliovirus ) ويسبب الإصابة بهذا الفيروس إلى الشلل أو الموت، وقد انحصرت مُعدلات الإصابة بهذا الفيروس بالسنوات الأخيرة، نتيجة لإعطاء المطاعيم الدورية، ولكن خطره لا زال يهدد العديد من الدول النامية،
وتحدث الإصابة بمثل هذا الفيروس، نتيجة للعدوى التي تنتقل من شخص إلى آخر بوسائل عدة، كالطعام والشراب الملوثين والمخاط والبراز والبلغم من الفم الناقل للفيروس، وفور دخول الفيروس للفم أو الأنف فأنه ينتشر بشكل سريع عبر الحلق والأمعاء ثم ينتقل في الدم ليصيب أجزاء مختلفةً من الجسم، وتسمى هذه الفترة بحضانة الفيروس، والتي تستغرق من أسبوع إلى أسبوعين.
ويتفرع الفيروس بعد دخوله إلى الجسم إلى ثلاث مسارات وهي:
1- تطور المرض: وفيها لا يظهر المريض أعراضً ظاهرة، وتكون أعراض أولية ومنها: الحمى والتقيؤ والشعور بالتعب وألام مصاحبة للحلق، وتستمر هذه الأعراض لمدة يومين أو اقل.
2- غير الشللي: ويصاحب هذه الحالة أعراض تبدو أكثر فتكا من سابقتها، وهي نفس الأعراض السريرية، ولكنها أكثر شدة، إضافة إلى الم في العنق واليدين والقدمين والظهر، وقد يصاحبها التهاب السحايا أو تشنج العضلات.
3- الشللي: يصيب هذا النوع النخاع ألشوكي أو الدماغ أو رما يصيب كليهما، ومن الأعراض التي تصاحب هذا النوع كفقدان رد الفعل الانعكاسي وتشنج في العضلات، ورخاوة في الأعضاء الطرفية.
ومن المشكلات التي تصاحب شلل الأطفال، متلازمة ما بعد شلل الأطفال، والتي تُعرف على إنها مجموعة من الأعراض أو العلامات التي من المحتمل ظهورها بعد فترة طويلة من الإصابة بالمرض، تحديدا بعد 25-35 عام من الإصابة بالأعراض السابقة ولكنها تصاحبها أعراض أخرى ومنها: كضعف العضلات بشكل عام في الحسم أو ضمورها، وضعف المفاصل والتعب عند بذل أي مجهود، وصعوبات التنفس والبلع، والمشاكل المصاحبة للنوم مثل الإختناق.
ومن المضاعفات الشائعة لمرض شلل الأطفال: الإلتهابات في المسالك البولية أو التهاب الرئة، ومشاكل الأمعاء، والتهاب في عضلة القلب وقصورها ، أو حدوث إعاقة دائمة أو مؤقتة، وقد يلجئ المصاب إلى الوفاة في بعض الحالات نتيجة إلى خلل ما في عمل الرئتين، أو تطور متلازمة ما بعد شلل الأطفال والتي تظهر في مرحلة متأخرة كما سلف ذكره.
وتبدأ الخطورة لدى الأطفال بالإضمحلال ، إذا تناول الطفل المطعوم في مراحل مبكرة من الطفولة، وإذا ما حدث اختلاط مع حاملي العدوى.
وتعطى مثل هذه المطاعيم لتفعيل جهاز المناعة عند الطفل، حيث لديه القدرة في تكوين أجسام مضادة قادرة على مقاومة مسببات المرض والقضاء عليه قبل تفشي مثل هذه الفيروسات التي تفتك بالطفل.