مراحل نمو الإنسان
يمرّ الإنسان بمراحل حياتية كثيرة، فقد كان في صلب الرجل، وانتقل إلى رحم المرأة ويُعرف باسم النطفة؛ والنطفة هي قطرة ممزوجة من ماءين. يمرّ الإنسان بعد هذه المرحلة بمراحل نموٍّ عديدة، وهي تشمل تغيّرات كثيرة من الناحية الجسميّة والفسيولوجيّة كالطول، والوزن، والحجم، ومن الناحية الشكلية، والعقليّة، والسلوكيّة، والاجتماعيّة.
صُنّفت مراحل النمو إلى عدّة مراحل، ولعلّ أبرزها مرحلة الطفولة التي تعتبر أهم مرحلة من مراحل حياة الإنسان من حيث تكوينه، وتنشئته، ويُعتبر عامل البيئة أحد أهم العوامل التي تؤثّر في حياة الطفل مستقبلاً.
مراحل النموّ عند الأطفال
تعتبر طريقة هافجهرست التي تقوم بتحديد مطالب النمو من الأساليب الحديثة، وقسّم هافجهرست مراحل النمو حسب الفئات العمريّة، وتشمل مرحلة الطفولة مرحلتين هما:
مرحلة الطفولة المبكرة
أُطلق عليها اسم مرحلة الحضانة منذ بداية الحياة إلى سنّ السادسة، ويجب في هذه المرحلة على الطفل أن ينجز الآتي: أن يبدأ بالزحف على ركبتيه، ويمشي على أقدامه، وأن يتناول الطعام لوحده، وأن ينطق بعض الكلمات في البداية دون تلعثم؛ أي أن يكون نطق الحروف سليماً ومفهوماً، وأن يفرّق بين حاجات وأساسيات كلٍّ من الذكر والأنثى.
وفي هذه المرحلة يتمكّن الطفل من استعمال الوظائف الفيسولوجية بشكل سليم كعمليّة الهضم دون القيء، والتنفّس بشكل سليم دون حدوث اضطراب، وأن يُلم ويدرك ما يدور حوله من مفاهيم ومعارف ومصطلحات يكتسبها من البيئة التي يعيش فيها، وأن يشعر بالحنان الذي تمنحه له أمه، وأن يتفهّم معنى احترام كبير السن، وأن يعلم ما هي الأمور الصائبة التي يجب أن يفعلها، وأن يبتعد عن الأمور الخاطئة التي يشعر بأنه سيعاقب إن فعلها، وهي تنبع من الحاسة الأخلاقيّة والشعور بالضمير.
مرحلة الطفولة المتوسّطة
تبدأ من سنّ السابعة إلى سن الثانية عشرة من العمر، ويجب في هذه المرحلة على الطفل أن ينجز الآتي: أداء التمارين الرياضية المختلفة كالركض، والقفز، والتمارين الرياضية الصباحية، وتنمية المفاهيم الإدراكية لدى الذكر والأنثى، وأن يُعاشر الطفل من هو بمثل عمره باعتباره في المراحل الأولى للدراسة، وإدراكه للدور الجنسي المناسب، وتعلّم الأساسيات الدراسية؛ كالقراءة، والكتابة، والحساب، والكلام بشكلٍ سليم، والتعبير عن حاجاته، وتوسعة مداركه حول البيئة المحيطة به باعتباره انتقل لمرحلة أوسع قليلاً كإدراكه لمعنى الأمن، والأمانة، والبيع، والشراء، والوظيفة، والعمل، وتعلّمه لمفاهيم جديدة حول الحاسة الأخلاقية، وشعوره بالضمير نحوَ أمور دينيّة، وأخلاقيّة، وجماليّة، واقتصاديّة، وتنمية تواصله الاجتماعي مع الأبوين، والأخوة، وتجاه المؤسّسات؛ كالمدرسة، وأداء الصلاة في المسجد أو الكنيسة.