شلل الأطفال
يعتبر مرض شلل الأطفال واحداً من الأمراض التي تصيب الأطفال بطريقة تؤثّر عليهم تأثيراً سلبياً كبيراً، فبحسب الإحصائيات المتعلقة بهذا المرض فإنّ الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن عمر الخامسة هم من يصابون بهذا المرض، وقد كانت أعداد الإصابات بهذا المرض قديماً كثيرة جداً، أمّا من العام ألف وتسعئمة وثمانية وثمانين ميلادية، فقد انخفضت أعداد الإصابات بشكل كبير بسبب الجهود المبذولة على مختلف الأصعدة الطبيّة والتي حالت دون تفشي الحالات المرضية أكثر وأكثر، إلى أن جاء العام ألفين وأربعة عشر والذي لم يعدّ فيه هذا المرض منتشراً في أي من البلدان إلا في ثلاثة بلدان هي: أفغانستان، والباكستان، ونيجيريا، وذلك بعد أن كان هذا المرض منتشراً في ما يقارب المئة وخمسة وعشرين دولة في العالم في العام ألف وتسعمئة وثماينة وثمانين.
مسببات شلل الأطفال وأعراضه
ينتج مرض شلل الأطفال من فيروس شديد العدوى والمفعول يهاجم بشراسة الجهاز العصبيّ ممّا يؤدّي إلى حدوث حالة الشلل في بضع ساعات تقريباً، كما ينتقل هذا الفيروس من شخص إلى شخص آخر من خلال البراز، أو من خلال الطعام والمياه الملوثين بهذا الفيروس بصورة أقل، الأمر الذي يؤدي إلى أن يتكاثر هذا الفيروس في أمعاء الإنسان وينتج المرض.
أعراض المرض الرئيسيّة التي تنتج عن الإصابة بالفيروس تتضمّن الإصابة بالحمى، والإنهاك، والتقيّؤ، وآلام الرأس، وآلام الأطراف، وتصلّب الرقبة، كما أنّ حالة واحدة من مئتي حالة مصابة تتعرّض لخطر الإصابة بالشلل، وقد تؤدّي بعض الإصابات إلى الوفاة ـ لا قدر الله -، إذ تنتج الوفاة نتيجة لتوقّف الأعضاء التنفسية للمصاب عن العمل، وتقدر هذه الحالات بما معدله حوالي خمسة بالمئة إلى عشرة بالمئة تقريباً.
الوقاية من المرض
هناك اليوم لقاحات خاصة بمكافحة هذا المرض بعضها مكونة من فيروس معطل، وبعضها الآخر من فيروس موهن تمّ إضعافة وتطويره من قبل المختصّين، حيث تعطى هذه اللقاحات على جرعات على فترات زمنية متنوّعة، وقد استطاعت هذه اللقاحات الوقاية من هذا المرض، واختفاء الأوبئة بشكل تامّ إلى حدّ ما، كما ويمكن من خلال الاستعانة بحملات الوقاية التي تتضمّن على تكثيف للمطاعيم المعطاة للأطفال مكافحة هذا المرض في حال انتشر في مكان معين من الأماكن.
سيوفر القضاء على مرض شلل الأطفال بشكل نهائي وتام ما مقداره حوالي أربعين إلى خمسين مليار دولار تقريباً، غالبيتها العظمى تنفق في البلدان محدودة الدخل والموارد، كما أنّ النجاح في القضاء على هذا المرض سيعني انتهاء معاناة الأطفال من أعراض هذا المرض، وحفظ أرواحهم التي قد تزهق نتيجة لاستفحاله.