بكاء الطفل
إنّ للبكاء فوائد عظيمة قد يخفى الجميع عنها، وخاصّة للأطفال والرضّع، حيث يعود البكاء بالكثير من الآثار الإيجابيّة على كل من الأطفال بشكل عامّ والرضّع بشكل خاصّ. يذكر ابن القيّم في كتابه مفتاح دار السّعادة المنافع والفوائد من كثرة بكاء الأطفال، وفيما يلي بعض هذه الفوائد:
- تخليص الدماغ من الرطوبة الزائدة، ممّا يمنع حدوث مخاطر ويُساعد على تقوية الدّماغ.
- توسيع مجاري النفس، وفتح العروق.
- تقوية الأعصاب.
فوائد البكاء
هُناك فوائد أخرى للبكاء ذكرتها العديد من الدراسات الطبيّة والعلميّة:
- وقاية ومعالجة الكثير من الأمراض والمَشاكل تحديداً المشاكل النفسيّة؛ فمن خلالها يستطيع الطفل إخراج جميع الشحنات السلبيّة الموجودة داخله، والتي بدورها تُسبّب المشاكل الجسدية والعضوية، وأبرزها اضطراب معدّل ضغط الدم، وتحديداً ارتفاعه.
- القضاء على المواد الضّارة والسّامة المتراكمة في العين، وتنظيفها وتخليصها من الجراثيم والبكتيريا، وغالباً ما يتمّ إفراز الدموع عند الشعور بالانفعال.
- تنظيم معدّل ضربات القلب وزيادة سرعتها، وبالتالي تنشيط الدورة الدمورية وزيادة تدفّقها في أنحاء الجسم.
- توسيع الرئتين وبالتالي تمرين عضلات الحجاب الحاجز والعضلات الصدرية، وتقويتها ودعمها.
- التخفيف من الحزن الذي يشعر به الطفل.
فائدة وضرر البكاء للرضيع
يعدّ بكاء الأطفال الرضّع في بعض الأحيان مفيداً لهم، وقد وضّحت الكثير من الدراسات الحديثة أن ترك الطفل الرضيع يبكي حتّى ينام ليس له أي أضرار وتأثيرات سلبية على الصحّة النفسيّة للرضيع أو الوالدين، وقد أضاف بعض الباحثين أنّ أسلوب البكاء يُساعد على تجاوز بعض مشاكل النوم التي قد يواجهها بعض الرضّع، كما يُساعد في تقليل احتماليّة إصابة الأم بالاكتئاب؛ لذلك يجب على الأمهات عدم إرضاء الطفل عند بدئه بالبكاء على الفور، ولكن يجب عدم تركه يبكي لفترةٍ طويلة من الزمن؛ فقد يبكي الطفل الرضيع لحاجاته للطعام.
وضّحت بعض الدراسات آثار ترك الطفل يبكي على المستوى النفسيّ والصحيّ من ناحية تربويّة، حيث حذّر بعض الاختصاصيين من ترك الطفل الرضيع يبكي حتىّ لا يؤثّر ذلك بشكل سلبي على أمنه النفسيّ، وفقد بيّنت أنّ الرضيع الذي تقوم الأم بحمله ورعايته سيصبح في المستقبل على علاقة قويّة ومتينة بها أكثر من الأم التي لا تسارع إلى حَمل الطفل ورعايته فور بكائه، كما أنّ ترك الطفل يبكي لفترةٍ طويلة من الزّمن يؤدّي إلى ارتفاع معدّل هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتّر، ويبقى مُعدّل هذا الهرمون مُرتفعاً عند بقاء الطّفل في حالة توتّر؛ لذا وضّحت هذه الدراسات أهميّة حمل الطفل مباشرةً عند بدئه بالبكاء.
أسباب بكاء الطفل
يعدّ البكاء الوسيلة الوحيدة للطفل للتّواصل مع النّاس الآخرين والتّعبير عن الأمور التي تزعجه، فقد يكون جائعاً ويَحتاج لتناول الطعام، أو يشعر بالبرد أو الحر، أو ينام بطريقةٍ غير مريحة، أو يحتاج لاستبدال الحفاظ، أو مصاباً بالمغص؛ لذا يجب معرفة السبب الذي يدفعه للبكاء، لعلاج المشكلة.
في بعض الأحيان يكون بكاء الطفل ناتجاً عن وجود خللٍ في توازن الهرمونات أو البكتيريا في الجسم، أو إصابة الرضيع بتحسّس من البروتينات الموجودة في الحليب البقريّ المجففّ، أو بفقدانه القدرة على تحمّل اللاكتوز، أو بسبب ارتداد الحمض المعويّ، وفي هذه الحالات يجب الإسراع في الذهاب إلى الطبيب لحلّ المشكلة.