الإجهاض
يُعرَّف الإجهاض (بالإنجليزية: Abortion) على أنّه عمليّة إنهاء الحمل في وقتٍ مبكّرٍ من حدوثه، وكلّما كانت فترة الحمل مبكّرةً زادت خيارات الإجهاض المُتاحة وقَلَّت احتماليّة الإصابة بمشاكلَ صحيّةٍ، ومن المهمّ جداً استشارة أصحاب الخبرة مثل الأطبّاء في ما يخصّ موضوع الإجهاض، ويُعتبر الثلث الأول من الحمل (بالإنجليزية: First Trimester) أكثر الأوقات أماناً لعمليّة الإجهاض.
طرق الإجهاض
تعتمد الطّريقة المستخدمة للإجهاض على مدّة حدوث الحمل وتقدّمه، لكن يُنصح بإجراء تصويرٍ بالموجات فوق الصّوتيّة قبل إجراء الإجهاض للتّأكد من أنّ الجنين في مكانه الصّحيح (ليس خارجاً من الرّحم)، وللتّأكد من مدّة الحمل بشكلٍ دقيقٍ أيضاً.
طرق الإجهاض المُستخدمة في الثلث الأوّل من الحمل
في الثلث الأول من الحمل، يمكن إجراء الإجهاض الجراحيّ أو الإجهاض باستخدام الأدوية، لكنّ من المهمّ معرفة أنّ الإجهاض باستخدام الأدوية يمكن أن يتمّ فقط خلال تسعة أسابيع من الحمل، ومن الطرق المُستخدمة للإجهاض في الثلث الأول من الحمل:
- دواء ميثوتريكسيت (بالإنجليزية: Methotrexate) مع ميسوبروستول (بالإنجليزية: Mseoprostol)؛ حيث تُستخدم هذه الطريقة الدوائيّة للإجهاض فقط خلال سبعة أسابيع من الحمل.
- دواء ميفيبريستون (بالإنجليزية: Mifeprestone) مع ميسوبروستول (بالإنجليزية: Mseoprostol)؛ حيث يمكن استخدام هذه الطريقة خلال السبعة إلى التسعة أسابيع من الحمل.
- الشفط الهوائيّ اليدويّ (بالإنجليزية: Manual Vacuum Aspiration)، تُستخدم هذه الطريقة في وقتٍ مبكّرٍ؛ حيث يُمكن استخدامها بعد ثلاثٍ إلى اثني عشر أسبوعاً من آخر دورةٍ شهريّةٍ، وتحتاج هذه الطريقة إلى تخديرٍ موضعيّ فقط على عنق الرحم والمهبل؛ إذ يقوم الطبيب بإدخال منظارٍ عبر المهبل ثمّ يتمّ إدخال أنبوبٍ رفيعٍ إلى داخل الرحم عبر عنق الرحم ويتمّ إرفاق محقنةٍ طبيّةٍ يدويّةٍ بهدف شفط الأنسجة من الرّحم؛ الأمر الذي يؤدّي إلى انقباض الرّحم، وتقلّ هذه الانقباضات عند إزالة الأنبوب وسحبه.
- الكحت (بالإنجليزية: Aspiration)، وتُسمّى أيضاً الكحت باستخدام الشفط (بالإنجليزية: Suction Curettage)، أو التوسيع والكحت (بالإنجليزية: Dilation and Curettage)، ويُستخدم هذا الإجراء الجراحيّ للإجهاض وإنهاء الحمل خلال ستّة عشر أسبوعاً من آخر دورةٍ شهريّةٍ، ويتمّ فيه وضع مخدّر موضعي لعنق الرّحم، ثمّ يتمّ تثبيت عنق الرّحم باستخدام أداةٍ جراحيّةٍ تتكوّن من مقبضين طويلين ومشبكٍ في نهايته لتوسيعه باستخدام قضبانٍ متنوّعةٍ في الحجم، كما ويُمكن وضع القضبان قبل العمليّة بعدّة أيّامٍ، وعند الوصول للاتساع المطلوب لعنق الرحم يتمّ إدخال أنبوبٍ بلاستيكي طويل مُتّصل بإداةٍ للشفط داخل الرّحم لسحب وشفط الجنين والمشيمة.
طرق الإجهاض المُستخدمة في الثلث الثاني من الحمل
تُستخدم الطرق الآتية للإجهاض خلال الثلث الثاني من الحمل:
- التّوسيع والكحت (بالإنجليزية: Dilation and Curettage)، حيث يتمّ تثبيت عنق الرّحم باستخدام ملقطٍ وإدخال منظارٍ إلى عنق الرحم؛ إذ يتمّ التّوسيع في المرحلة الأولى بإدخال أعوادٍ رفيعةٍ أو باستخدام أدويةٍ بهدف تليين عنق الرّحم وتوسيعه، ثمّ يتم الانتقال للمرحلة الثانية؛ وهي كحت وكشط البطانة وإزالة مكونات الرّحم باستخدام المِكحت، ثمّ شفط أيّ مواد متبقية داخل الرّحم باستخدام أنبوبٍ بلاستيكيّ، ويتمّ بعدها أخذ عينةٍ من الأنسجة لفحصها مخبريّاً.
- التوسيع والتفريغ (بالإنجليزية: Dilation and Evacuation)؛ حيث يُستخدم هذا الإجراء الجراحيّ لإنهاء الحمل وإجهاضه خلال ستة عشر أسبوعاً من الحمل؛ حيث يتمّ وضع موسّعٍ لعنق الرحم قبل إجراء العمليّة بيومٍ واحدٍ، وعند إجراء العمليّة يتمّ وضع مخدّرٍ موضعيّ على عنق الرحم وتثبيته باستخدام أداةٍ جراحيّةٍ ذات مقبضين طويلين تحتوي على مشبكٍ في نهايتها، بالإضافة إلى زيادة توسيعه باستخدام قضبانٍ مخروطيّةٍ كبيرة الحجم، ويتمّ استخدام حقنة قبل إجراء العمليّة للتّأكد من موت الجنين، ثمّ يُدخَل أنبوب بلاستيكيّ طويل لبدء إزالة الأنسجة، ويُستخدَم بعدها أداة جراحيّة شبيهة بالمغرفة تُسمّى المِكحت (بالإنجليزية: Curette) لكشط البطانة وإزالة ما تبقّى، ويتمّ استخدام الشفط كخطوةٍ نهائيّة للتأكد من إزالة جميع الأجزاء.
- تحريض الإجهاض (بالإنجليزية: Induction Abortion)، يُستخدم هذا الإجراء الجراحيّ بشكلٍ نادرٍ؛ حيث يتمّ فيه مزج كميّةٍ من الملح، والماء، واليوريا (بالإنجليزية: Urea)، والبوتاسيوم كلورايد (بالإنجليزية: Potassium Chloride)، وحقنها في الحويصلة الأمينوسيّة (بالإنجليزية: Amniotic Sac)، بالإضافة إلى إدخال مواد البروستاجلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandin) في المهبل، وحقن دواءٍ يحتوي على الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) داخل الوريد.
طرق الإجهاض المُستخدمة في الثلث الأخير من الحمل
ويُسمّى أيضاً إجهاض الحمل المتأخر (بالإنجليزية: Late Term Abortion)؛ حيث يُطلق هذا المصطلح عندما يكون الجنين قادراً على الحياة والعيش خارج الرحم؛ حيث تعتبر معظم المجتمعات الطبيّة أبكر وقتٍ ممكنٍ للجنين بحيث يكون قادراً به على العيش خارج الرحم بعد أربعٍ وعشرين أسبوعاً. ويعتمد إجراء الإجهاض في الثلث الأخير من الحمل على القوانين والأنظمة المعمول بها. ومن الطّرق المُستخدمة للإجهاض في الثلث الأخير من الحمل:
- تحريض الإجهاض (بالإنجليزية: Induction Abortion).
- التوسيع والانتزاع (بالإنجليزية: Dilation and Extraction)؛ حيث يُستخدم هذا الإجراء لإنهاء الحمل بعد واحدٍ وعشرين أسبوعاً من الحمل، ويُسمى أيضاً إجهاض الولادة الجزئيّ (بالإنجليزية: Partial Birth Abortion)؛ إذ يتمّ استخدام موسّعٍ لعنق الرّحم قبل يومين من إجراء العمليّة، ويُفترض أن ينزل ماء الجنين خلال اليوم الثالث ومرُاجعة الطبيب حينها؛ حيث يتمّ استدارة الجنين وسحب الأقدام والكتف والأيدي باستخدام الملقط عبر قناة الولادة، ثمّ يتمّ إزالة مكوّنات الدماغ باستخدام القسطرة الأنبوبيّة بعد إجراء شقٍّ صغيرٍ في أسفل الجمجمة حتى يتم انطواء الجمجمة، وإزالة الجنين كاملاً.
مضاعفات الإجهاض
من أهمّ المخاطر والمضاعفات المرتبطة بالإجهاض:
- التهاب الرّحم (بالإنجليزية: Womb Infection)، قد يحدث في واحدةٍ من كلّ عشر حالاتٍ للإجهاض، ويتمّ علاجها عادةً باستخدام المضادّات الحيويّة.
- وجود بقايا من الحمل داخل الرحم؛ حيث تتطلّب هذه الحالة المزيد من العلاج في حال حدوثها، وتحدث في واحدةٍ من كلّ عشرين حالة إجهاض.
- النزف الحاد (بالإنجليزية: Excessive Bleeding)؛ إذ إنّه قد يتطلّب نقلاً للدم عند حدوثه في الحالات الشديدة والحادّة، وقد يحدث في واحدةٍ من كلّ ألف حالة إجهاض.
- الإضرار في عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervix damage)، وقد يحدث في واحدٍ من كلّ مئة حالة إجهاضٍ جراحيّ.
- الإضرار في الرحم (بالإنجليزية: Womb Damage)، قد يحدث في واحدٍ من كلّ مائتان وخمسون إلى ألف حالة إجهاضٍ جراحيّ، ويحدث بنسبةٍ أقلّ من واحدٍ لكلّ ألف حالة إجهاضٍ دوائيّ في الأسبوع الثاني عشر إلى الرابع والعشرين من الحمل.
تأثير الإجهاض على الخصوبة
لا يتسبّب الإجهاض في إحداث تأثيرٍ على خصوبة المرأة وقدرتها على الحمل في المستقبل؛ إذ إنّه في أغلب الحالات تصبح المرأة قادرةً على الحمل مرةً أُخرى مباشرةً بعد الإجهاض، لذا؛ فإنّه من المهمّ البدء باستخدام موانع الحمل في حال عدم الرغبة بحدوث حملٍ مرةً أُخرى، لكن قد يتسبّب التهاب الرحم الذي قد يحدث بالتأثير بشكلٍ بسيطٍ على الخصوبة مستقبلاً في حال عدم علاجه بالشكل الصحيح، فقد ينتقل الالتهاب إلى قناتيّ فالوب والمبايض؛ مما قد يؤدّي إلى حدوث مرض التهاب الحوض (بالإنجليزية: Pelvic Inflammatory Disease) الذي قد يزيد من احتماليّة حدوث العقم (بالإنجليزية: Infertility)، والحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic Pregnancy)؛ إلّا أنّه في أغلب الحالات يتمّ علاج الالتهاب في المراحل المبكّرة قبل تطوّره إلى هذه المرحلة؛ إذ يتمّ عادةً إعطاء مضادّ حيويّ قبل الإجهاض لتقليل احتماليّة حدوثه، كما أنّ تكرار حدوث الإجهاض قد يزيد بشكلٍ بسيطٍ من فرصة حدوث الولادة المبكّرة؛ أي قبل الأسبوع السابع والثلاثين في الحمل المستقبليّ.
حكم الإجهاض
لمعرفة حكم الإجهاض يمكنك قراءة مقال ما حكم إسقاط الجنين.