مراحل تطور وتكون الجنين بالأسابيع

مراحل تطور وتكون الجنين بالأسابيع
مراحل تطور وتكون الجنين بالأسابيع

كيف يحدث الحمل

يحدث الحمل عند المرأة بعد مرور أسبوعين من أوّل يومٍ في دورتها الشهريّة الأخيرة؛ حيث تخرج البويضة النّاضجة في أحد المبيضين لتنتقل إلى قناة فالوب، وتسمى هذه المرحلة بالإباضة، ويحدث الحمل بإخصاب البويضة عبر حيوانٍ منويٍّ واحدٍ بين ملايين الحيوانات التي ينتجها الذّكر أثناء ممارسة الجماع، ويحدث هذا الإخْصاب باتّحاد الحيوان المنويّ مع البويضة لتشكيل بويضة مخصبة، ثمّ تتعرض هذه البويضة المخصبة لسلسلة من الانقسامات المتساوية تؤدي إلى تمايز الكتلة الخلويّة، وتساعدها على الانغراس والتعشيش على جدار الرّحم، لتتطوّر بعدها هذه الكتلة الخلويّة فتكوّن تدريجياً جسد الجنين كاملاً على مراحل خلال التسعة أشهر، وتظهر بعدها علامات الحياة الطبيعيّة على الجنين كامل النمو عند خروجه من الرّحم.

يبدأ احتساب بداية الحمل لدى النّساء منذ اليوم الأوّل لآخر دورةٍ شهريّةٍ مرّت بها المرأة، وغالباً لا تشعر المرأة بحدوث حملها خلال الفترة البسيطة المتمثّلة بالإخصاب وانغراس الجنين؛ حتّى إنّها قد لا تشعر به قبل مرور أربعة أسابيع من الحمل أو غياب دورتها الشهريّة التّالية كأحد أبرز أعراض الحمل.

مراحل تكوّن الجنين بالأسابيع

تمر دورة حياة الجنين في رحم أمه بتغيرات عديدة تنتج في النهاية جسمه البشري المكتمل، حيث تبلغ فترة الحمل كاملة مدة أربعين أسبوعاً، تبدأ باليوم الأوّل لآخر دورةٍ حيض تمر بها المرأة، وتستمر حتى نزول الجنين وخروجه بالولادة، ويمكن تقسيم مراحل الحمل إلى ثلاثة أقسامٍ هي:

المرحلة الأولى

تبدأ من الأسبوع الأّول وحتى نهاية الأسبوع الثاني عشر.

الأسبوعان الأول والثاني

يبدأ تعداد مرحلة الحمل بانقطاع الدورة الشهرية التي تمثل مرحلة نزول البويضة، أو ما يُسمّى بالإباضة لتلتقي بالحيوان المنوي الذي يصل عبر قناة البيض فيخصّب البويضة، لتبدأ البويضة عندها بالانقسام بصورة متتابعة، تنتج في النهاية بويضة مخصبة، وتلي مرحلة اخصاب البويضة انقسامات متساوية عديدة تمثل التكوين الأولي لجنين الإنسان، لتهاجر هذه الكتلة الخلوية إلى الرحم، وتبدأ بالانغراس في بطانته بعملية تسمى الانزراع أو التعشيش.

الأسبوعان الثالث والرابع

بعد التقاء الحيوان المنوي مع البويضة وتكوّن البويضة المخصّبة، تبدأ عملية الانقسام بنموّ الخليّة المخصبة إلى خليتين، ثم إلى أربع ثم إلى ثماني خلايا، ومنها إلى ست عشرة خلية، وتسمّى هذه المرحلة بالتوتية، وخلال الأسبوع الثالث تنتقل الخلية المخصبة إلى الرحم عبر قناة فالوب، لتبدأ عملية الانغراس في جدار الرحم، تظهر البويضة المخصبة بعد عملية الانغراس على هيئة جزأين متباينين، أحدهما الناقل الغذائي أو المشيمة، والآخر هو الجنين الذي يبدأ بالانحناء، وتبدأ خلاياه بالتكاثر لتستلم كل خلية فيه مهمّة تكوين أعضاء الجنين.

من الأسبوع الخامس إلى الثامن

في هذه الفترة تحدث الكثير من التطوّرات للجنين بشكل أسرع من الأسابيع السابقة، حيث يبدأ القلب بالنّبض وينتظم ضخّ الدّم منه، وتظهر الأطراف العلوية والسفلية على هيئة تبرعمات، كما تبدأ بعض الأعضاء الداخلية بالنّمو كالكبد والكليتين والأمعاء، وفي الأسبوع الذي يليه تظهر بعض تفاصيل الجنين بشكلٍ بسيطٍ، حيث يبدأ تشكّل فتحتي الأنف ونتوء الأذنين ومكان العينين، ويبدأ انفصال الأطراف عن جسم الجنين، فتظهر كمنظر المجدافين، ويبدأ الجنين بحركته العشوائيّة البسيطة غير المحسوسة بالنّسبة للأم.

في مرحلة متقدّمة في هذه الفترة يظهر نبض قلب الجنين بواسطة جهاز الموجات فوق الصّوتيّة، كما يبدأ سير عمل الدّورة الدمويّة بشكلٍ منتظم، مع استمرار نموّ الأعضاء الدّاخلية كالكليتين والكبد والدّماغ مع تطوّر وظائفها الفسيولوجيّة، ويستمر نمو الأطراف مع ظهور نتوءات تمثّل الأصابع في مرحلة لاحقة في نمو الجنين، وتبدأ عظام الجنين بالتكوٌّن بصورةٍ بسيطةٍ لتظهره بمظهره الإنساني، وتمنحه شكلاً بشريّاً، وفي هذه الأثناء يكون حجم رأسه أكبر جزءٍ فيه.

من الأسبوع التاسع إلى الثاني عشر

في بداية هذه الفترة يكتمل نموّ المشيمة بشكلٍ نسبيّ، حيث تصبح قادرة على إنتاج الهرمونات اللازمة في عمليّة الحمل، كما تبرز أصابع اليدين والقدمين بشكلٍ أوضح، فيظهر شكل المعصمين والكاحلين، ويزداد نموّ الأطراف، وتكتمل البنية الداخليّة للأذن، ويبدأ تكوّن الأعضاء التناسليّة لكنّها لا تظهر عبر جهاز الموجات فوق الصّوتيّة.

يتوسّط هذه الفترة ظهور بعض التّفاصيل الجديدة كالأظافر، وظهور العمود الفقري، وتمام نموّ الأعضاء الدّاخلية كالقلب، والكليتين، والكبد، والدّماغ، وبالتالي أدائها لوظائفها الفسيولوجيّة بشكلٍ كامل، وبروز شكل الجبين وتوسّطه في رأس الجنين، وتبدأ العظام بالتّصلّب، مع تكوّن براعم الأسنان تحت اللّثة، ويكون جلد الجنين شفّافاً؛ فتظهر الأوعية الدمويّة من خلاله بسهولة، وفي هذه الفترة يكتمل نموّ أصابع الجنين وانفصالها عن بعضها البعض، مع استمرار حركة الجنين وركلاته الخفيفة،
يكون تنفس الجنين في هذه الفترة مقتصراً على ما يتحصل عليه عبر السائل الأمينوسي، إذ يمثل هذا السائل البيئة الفعلية للجنين، وفيه يطرح الجنين فضلاته عند اكتمال نمو كليتيه، كما تتباطأ سرعة نمو الدماغ مقارنة مع الأسابيع السابقة.

المرحلة الثانية

وتبدأ من الأسبوع الثالث عشر وحتى الأسبوع الرابع والعشرين.

الأسبوع الثالث عشر إلى السادس عشر

تستمرّ التغيّرات الجسميّة والوظيفيّة خلال هذه الفترة، إذ تبدأ الأوتار الصوتية والأسنان بالنمو والتّخلّق، ويكتمل نمو أذنَي الجنين، حيث يتمكن من سماع صوت أمه والتواصل معها، وتتطوّر قدرات الجنين العضليّة في عملية البلع. كما يستمرّ اكتمال نموّ الكبد والطّحال، ويبدأ الكبد بإفراز عصارته الصّفراويّة، أمّا الطّحال فتكون مهمّته إنتاج كريات الدّم الحمراء، ويكون الجنين أكثر مرونة ونشاطاً، فتزيد حركته، إلا أنها ليست قويّة لدرجة شعور الأمّ بها.

يمكن في هذه الفترة التعرّف إلى جنس الجنين عبر جهاز الموجات فوق الصوتيّة، ويلُاحَظ نموّ السّاقين بشكلٍ أطول من الذّراعين، وتبدأ المفاصل بالحركة بصورةٍ جيّدة فتصبح الأطراف أكثر مرونة بما يتماثل مع مرونة العضلات، وفي هذه الفترة تبدأ الحويصلات الهوائية لدى الجنين بالتكوّن، كما ينتشر الشّعر النّاعم أو الوبر على جلد الجنين، وتنشط حركة ذراعَيه وساقَيه، فتزيد قوّة ضرباته، وتشعر الأم بتحركات الجنين وموقعها، وفي هذه الأثناء تبدأ الغدّة الدرقيّة عملها التنظيميّ، إذ تفرز هرمونات خاصّة تنظّم عمليّة التّمثيل الغذائي في جسم الجنين.

الأسبوع السابع عشر إلى العشرين

في بداية هذه الفترة يظهر الشّعر على رأس الجنين وحواجبه ورموشه، كما تبدأ عمليّة التّمثيل الغذائيّ نتيجة لتفعيل عمل الغدّة الدّرقية وإفرازها للهرمونات المهمّة للجنين وعمليّاته الحيويّة، ويستمرّ عمل أغلب الأجهزة الداخليّة في جسم الجنين، كالجهاز البوليّ وجهاز الدّوران، ونتيجة لاكتمال العينَين وأخذهما مكانهما يبدأ نشاطهما، فيصبح أكثر تأثراً واستجابة وإحساساً للضّوء، يتبعها استقرار الأذنين في مكانهما على جانبي الرّأس، وتتكوّن الأعضاء التّناسليّة عند الأنثى فينمو المهبل وقناة فالوب في رحم الجنين، وتزداد قوّة حركة أطراف الجنين، وبالتالي تزداد درجة إحساس الأمّ بها، وتبدأ الخلايا العصبيّة المسؤولة عن الحواس الخمس بالاستقرار في مكانها، بالإضافة إلى زيادة نمو حجم الخلايا العصبيّة، وتزداد الرّوابط العصبيّة كثافةً وتداخلاً فيما بينها.

في نهاية هذا الشّهر يصبح الجنين قادراً على القيام بعملية الإخراج لأوّل مرةٍ، حيث تتكوّن مادة البراز من بقايا جلدٍ ميتٍ ومن الإفرازات الهضميّة المتبقية في أمعائه، فيكون هذا البراز ذا طبيعة وتكوين لا تضرّ الجنين أو أمّه، بالإضافة إلى بدء تكوّن الأسنان الدّائمة خلف الأسنان اللّبنيّة.

الأسبوع الحادي والعشرون إلى الرابع والعشرين

في بداية هذه الفترة يكتسي جسم الجنين بأكمله بالشعر لتقديم الحماية له، ويبدأ الجنين بالإحساس بما يحيط به نتيجة لتطوّر حاسّة اللّمس لديه، فيصبح قادراً على الإحساس بجدار الرّحم عند ملامسته له، كما يبدأ بسماع المؤثّرات الصوتيّة الخارجيّة والاستجابة لها. يزداد نموّ الجنين بشكلٍ واضح ليصل طوله في نهاية الأسبوع الثالث والعشرين إلى ثلاثين سنتيميتراً تقريباً، ويزداد وزنه بمعدّل ثمانين غراماً بين الأسبوعين الثاني والعشرين والثّالث والعشرين ليبلغ وزنه ما يقارب الستمئة غرام، وتقل شفافيّة جلد الجنين تدريجيّاً بسبب بداية ظهور الصّبغة على الجلد، وتتخلّق أيضاً في هذه الفترة الأذن الداخليّة التي تتحكّم بتوازن الجسم.

المرحلة الثالثة من الحمل

وتبدأ من بداية الأسبوع الخامس والعشرين حتى الولادة:

الأسبوع الخامس والعشرون إلى الثامن والعشرين

تظهر أظافر دقيقةٌ للجنين، وتتكوّن الوصلات العصبيّة ذات المسار الطّويل، فتنمو عند الجنين القدرة الحسّية، كما تبدأ العينان بالتفتّح بشكل تدريجي، وتكتمل التداخلات العصبية المتّصلة بالأذنين، ومع المحاولات البدائية للجنين للقيام بعملية التنفس قد يقوم يبتلع كميات ضئيلة من الماء، وفي نهاية هذه الفترة يصل طوله إلى ستة وثلاثين سنتيميتراً ونصف، ووزنه إلى ما يقارب التسعمئة غرام، وفي نهاية هذه الفترة يصبح الطفل قادراً على النوم والاستيقاظ بشكل منتظم مع استمرار تراكم الدهون تحت جلده.

الأسبوع التاسع والعشرون إلى الثاني والثلاثين (الشهر الثامن)

يكتسي جسد الجنين بطبقة دهنيّة بيضاء تدعى الطلاء، وتحمي هذه الطّبقة جلد الجنين من محيطه داخل الرحم، وسرعان ما تزول هذه الطّبقة تدريجياً، بالإضافة إلى الطّبقة الوبريّة التي غطّت جلده سابقاً، وفي نهاية هذه الفترة يُجهّز الرحم جسم الجنين لعملية الولادة، وشيئاً فشيئاً يتحوّل اتجاه رأس الجنين إلى الأسفل.

الأسبوع الثالث والثلاثون إلى نهاية الأسبوع السادس والثلاثين

تحدث في هذه المرحلة التهيئة لاتخاذ وضعيّة الولادة، ونزول الجنين إلى منطقة الحوض، واكتمال البناء الدماغي وتصلب العظام، وتحرك الخصيتين من تجويف بطن الجنين الذّكر نحو كيس الصفن.

الأسبوع السابع والثلاثون إلى الأربعين

تبدأ الطّبقة الوبريّة بالزّوال نهائيّاً من جلد الجنين، مع تكوّن طبقة دهنيّة تنظّم درجة حرارة الجنين وتهيّئه لخروجه إلى العالم، وفي هذه المرحلة تكون جميع أعضاء وأجهزة الجنين مكتملة النمو ما عدا الرئتين، لتكتمل عملية نموها بعد الولادة، وفي هذه الفترة يكون وزن الجنين قد وصل إلى ثلاثة كيلوغرامات إلى ثلاثة كيلوغرامات ومئتي غرام، بالإضافة إلى نمو أظافر اليدين والقدمين وبروز نهاياتها، ويبدأ البراز بالتكوّن داخل أمعائه، ويتّخذ الجنين وضعيّته أسفل حوض الأم، فيكون اتجاه رأسه نحو الأسفل، ويتهيّأ الرّحم للدّخول في مرحلة المخاض والولادة.