تتغير حياة المرأة وبنقلب عالمها رأساً على عقب فور علمها أن هناك حياةً تتكون في أحشائها، فهي نعمة عظيمة من الخالق سبحانه وتعالى؛ يهبها لمن يشاء ويحرم منها من يشاء لحكمةٍ لا يعلمها سواه. وتكون المرأة الحامل على درجة كبيرة من الشوق لرؤية طفلها؛ وتعدُّ الساعات والأيام بانتظار أن قدوم الزائر الجديد. إن هذا الترقُّب والإنتظار يُضفي على حياة المرأة رونقاً مميزاً، فهو ليس مشوباً بالقلق، إنما هو حبٌّ من نوعٍ آخر، نوع صافٍ لا تشوبه شائبة. ويكون اهتمام المرأة باحتساب عمر جنينها لمعرفة موعد خروجه إلى هذه الدنيا؛ وإطراب أُذُنيها بصوت بكائه.
يبدأ احتساب عمر الجنين ابتداءاً من تاريخ نزول آخر دورة شهرية للمرأة، فالتلقيح يتم عادة ما بين اليوم العاشر واليوم الرابع عشر من نزول دم الحيض، فيمكن ابتداءاً من هذه النقطة أن تبدأ باحتساب عمر جنينها. يتم احتساب عمر الجنين بالأسابيع، ففترة الحمل الطبيعية هي أربعون (40) أسبوعاً أو تسعة أشهر وعشرة أيام بالحسابات الشهرية. ويجب على الحامل التي تحسب عمر جنينها أن تنتبه إلى أمرٍ مهم، وهو أنه ليس كل أربعة أسابيع تُعادل شهراً، فعدد أيام الشهر تتراوح بين 30 و31 يوماً، أما أربعة أسابيع فهي 28 يوماً، أي أنها ستُخطيء في كل شهر بيومين او ثلاثة، فيكون عمر جنينها على حساباتها في الشهر الثالث مثلاً، ولكنه فعلياً في الأسبوع الثالث عشر وليس الثاني عشر، فيكون حسابها أخطأ بأسبوعٍ كامل في هذه المرحلة لوحدها، أي أنه عند اقتراب موعد ولادتها؛ ستكون قد اخطأت بثلاثة أسابيع إما زيادة أو نقصان؛ فيُباغتها موعد الولادة.
يقسِّم الأطباء فترة الحمل إلى ثلاثة أقسم، حيث يكون القسم الأول هو أول ثلاثة عشر أسبوعاً من الحمل أو أول ثلاثة أشهر منه؛ والقسم الثاني من الأسبوع 14 إلى الأسبوع 26، والقسم الثالث والأخير من الأسبوع 27 إلى حين الولادة. أي أن فترة الحمل مقسَّمة إلى ثلاث فترات متساوية؛ مدة كل منهم ثلاثة أشهر كاملة أو ثلاثة عشر أسبوعاً. ويميل الأطباء إلى احتساب عدد أيام الشهر بالنسبة للحامل على أنه ثمانية وعشرون يوماً، وذلك حتى يُسهِّلون على أنفسهم وعلى المرأة الحامل طريقة الحساب، وبهذه الطريقة يكون عدد أشهر الحمل عشرة أشهر دون أجزاء، وهي كامل مدة الحمل الأربعون أسبوعاً؛ مقسومة على أربعة، على اعتبار أن الشهر أربعة أسابيع أي ثمانية وعشرون يوماً.
عند احتساب المرأة الحامل لأسابيع حملها بالأشهر، يجب أن تُراعي فرق الأيام بين الأشهر حتى يكون حسابها دقيقاً؛ فتعرف موعد ولادتها بأدق طريقة ممكنة. وفي عصرنا الحالي؛ يمكن معرفة عمر الجنين بدقة كبيرة عن طريق الإستعانة بالتصوير بالموجات الفوق صوتية، حيث يمكن معرفة عمر الجنين عن طريق أخذ قياسات لمحيط رأس، ويقوم الجهاز نفسه بإظهار عمر الجنين بناءاً على هذه القياسات، كما يمكن من خلال هذه القياسات معرفة الموعد المتوقع للولادة.