من بين النّعم الكثيرة التي منّ الله تعالى بها على الإنسان ، نعمة الذّريّة ، فالإنسان و حين يهبه الله ولداً ذكراً كان أو أنثى يفرح لذلك أشدّ الفرح فيحمد الله تعالى على هذه النّعمة ، و يكون همّه أن يعيش مولوده حياةً كريمةً ملؤها السّعادة و الفرح بين كنفيّ والده ، لذلك تدعو المسلمة دائماً ربّها جلّ و علا و مولودها ما يزال جنينا في بطنها أن يتمّ الله حملها بالصّحة و العافية ، و أن يخرج جنينها إلى الحياة و يستقبل نورها و هو في صحّةٍ جيّدة ، و لسان حالها يقول ، هذا الجنين قد تعبت من أجله الايام الطّوال ، و سهرت أتألّم من وجع الولادة صبراً و أملاً بقدوم مولودي الجديد الذي سيزيد حياتي سعادة ، و يضيف إليها معنىً جديد ، فتراها و جنينها في بطنها تحرص عليه أشدّ الحرص ، متوكّلة على الله آخذةً بالأسباب ، و إنّ هناك توجيهاتٌ عامّة للنّساء الحوامل لتثبيت حملهمنّ ، و توجيهاتٌ خاصّة للنّساء التي تعرّضن لحوادث اجهاضٍ لاجنّتهنّ سابقاً ، فما هي تلك التّوجيهات ؟ .
بدايةً و عندما تتبيّن المرأة بأنّها حاملٌ من خلال الفحوصات ، عليها أن تدرك أنّ عليها مسؤوليةٌ بعد ذلك في الحفاظ على جنينها و خاصّة في الأشهر الأولى من الحمل ، فالتّحول الذي حصل في حياتها يستدعي منها أن تراعي ما تحمله في بطنها فتحرص على نظامٍ غذائيٍّ مناسبٍ يوفّر لجنينها ما يحتاجه من الفيتامينات ، و كذلك أن تبتعد عن الحركة الكثيرة و أداء الأعمال الشّاقة المتعبة التي من الممكن أن تكون سبباً في إجهاضها و سقوط جنينها – لا قدر الله – ، و أنّ توفّر لنفسها قسطاً جيّداً من النّوم و الرّاحة ، و كذلك على المرأة الحامل مراعاة تأثير الحالة النّفسيّة عليها ، فالغضب و التّوتر ليس في مصلحة جنينها .
أمّا المرأة الحامل التي مرّت بتجربة الإجهاض أو كان حملها ضعيفاً و يخشى عليه من السّقوط ، فكثيرٌ من الأطباء يصف لمثل تلك الحوامل أدويةً أو حبوب تقوم بتثبيت الحمل حيث تحتوي على هرمون البرجسترون ، و منها حبوب الدّفيستون ، أو قد تعطى تحاميل في الأشهر المتأخرة للحمل أو قد تكون على شكل إبر تثبيت ، و كلّها يؤدّي نفس الغرض في تثبيت الحمل و الحفاظ عليه .