الجنين
يحدث التلقيح أو التحام النطفة بالبويضة خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، والتي تمتد إلى اثني عشر أسبوعاً؛ حيث تشكّل البويضة الملقحة، ومن ثم المضغة، ويكون الطفل في هذه المرحلة عبارة عن جنين يتكوّن من طبقتين من الخلايا، تنمو منهما أعضاء الجسم.
مراحل تطور الجنين خلال فترة الحمل
تعتبر المرحلة الأولى أو الثلث الأول من الحمل مرحلةً مهمة جداً؛ حيث يتم تكوين الأعضاء للجنين، ويتم فيها ما يلي:
- تعشش البويضة الملقحة في جدار الرحم، وتسمى في هذه المرحلة بالمضغة .
- يتشكّل الكيس الأمنيوسي في الأسبوع الثالث .
- يتشكل الجهاز العصبي للجنين في الأسبوع الخامس، وهو عبارة عن الدماغ والنخاع الشوكي .
- يتكوّن القلب والأوعية الدموية في الأسبوع السادس، ويمكن سماع صوته ومشاهدة القلب، وهو ينبض عبر السونار.
- تتكوّن الأطراف في الأسبوع السابع .
- تتشكّل العظام، والمفاصل، والوجه في الأسبوع التاسع.
- في الأسبوع العاشر، يتحوّل الحمل من مضغة إلى جنين، ويتكوّن الهيكل العظمي، وأصابع اليدين والقدمين، كذلك يبدأ الجنين بالحركة، ويبدأ عمل الكليتين.
- يصل حجم الجنين في نهاية الشهر الثالث إلى 30 غراماً تقريباً من حيث الوزن، وعشرة سنتيمترات من حيث الطول.
أعراض الأشهر الأولى من الحمل
تشعر المرأة الحامل بتغيرات مزعجة بعض الشيء خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، وهي تغيّرات طارئة تزول عادةً بعد الشهر الثالث من الحمل، ولا يلزم مراجعة الطبيب إلّا في الحالات المتطورة، التي تكون فيها الأعراض قد زادت عن حدها، وهذه التغيرات تكون كالتالي:
- الشعور بالدوخة والغثيان.
- تورم الثديين وقساوتهما.
- انقطاع الدورة الشهرية.
- زيادة عدد مرات التبول؛ نتيجةً لضغط الرحم على المثانة .
- الشعور بامتلاء منطقة الحوض أو أسفل البطن، وخاصّةً في الأشهر الثلاث الأخيرة.
- كبر حجم البطن قليلاً.
- زيادة الوزن بشكل طفيف.
نصائح للمحافظة على صحة الجنين
- زيارة طبيب النساء والتوليد؛ من أجل القيام بفحص طبي عام للأم وللجنين، وخاصّةً الوزن.
- حساب موعد الولادة.
- إجراء الفحوصات اللازمة من أجل الكشف عن ما إذا كان من المحتمل أن يكون الجنين مصاباً بالتشوهات، وغالباً ما يحدث إذا كان عمر الأم 35 سنة وما فوق .
- الابتعاد عن التدخين، وشرب الكحول؛ حيث إنّه من الممكن أن يسبب تشوهات للجنين، أو إنقاص وزنه، أو تعرّضه لمشاكل نفسيّة عندما يكبر.
- تناول أقراص حمض الفوليك؛ حيث إنها تعمل على منع التشوهات التي ربما تحدث للجنين.
- يمنع تناول أيّ دواء دون استشارة الطبيب، حتى لو كان بسيطاً.
- إجراء الفحوصات اللازمة لعنق الرحم، ومعرفة إذا كان مصاباً بالالتهابات أم لا.
- عمل صورة تلفزيونية للحمل؛ للتأكد من وضع الجنين.
- تناول الطعام الصحي والمتوازن، مثل: الفواكه، والخضار، وخاصّة الغنية بالكالسيوم، والفيتامينات، والحديد.
- التقليل أو الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكوكايين، مثل: الشاي، والقهوة؛ حيث إنها تقلّل من سرعة امتصاص الحديد في جسم الإنسان.
- عمل فحص للبول؛ للتأكّد من وجود أي التهاب، أو سكر، أو بروتين في البول عند الحامل.
العوامل المؤثرة على صحة الجنين
صحة الأم الحامل
تعتبر صحة الأم الحامل من أهم العوامل التي تؤثر على نمو الجنين وصحته؛ حيث إنّ الأمراض التي تصيب الأم، وخاصة خلال الأشهر الأولى من الحمل، قد تؤثر بشكل سلبي على صحة الجنين، وخاصّةً الأمراض التي يكون من أعراضها ارتفاع درجة الحرارة، كما أنّ الأمراض المزمنة مثل السكر، أو الأمراض التناسلية مثل الزهري، قد تؤثّر على صحة الجنين، وخاصّةً في الأشهر الثلاث الأولى؛ مما يؤدي إلى عيوب خلقية عند الطفل.
إن إصابة الأم أيضاً بمرض الحصبة الألمانية يؤدي إلى التشوهات، وخاصة القلب؛ لأنها تعمل على زيادة عدد ضربات القلب، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في القلب، أو الصمامات، أو التخلف العقلي عند الجنين.
غذاء الأم
- يعتبر الغذاء مهماً جداً لصحة الأم وصحة الجنين؛ حيث إن التغيرات التي تحدث في جسم المرأة الحامل تحتاج إلى مكوّنات غذائية وطاقة مناسبة ومتزنة، وفي بعض الأحيان، تكون هناك توصيات من قبل الطبيب بزيادة العناصر الغذائية التي تحتاجها المرأة.
- ينصح الأطباء النساء الحوامل بتناول الأغذية الغنية بالدهون غير المشبعة خلال فترة الحمل؛ لأنها تساعد على بناء مخ الجنين، وهذا يوجد في العديد من الأطعمة، مثل: أسماك البحر الشمالية، ومن ضمنها السلمون، والتونة، وسمك السردين، وكذلك الجوز، وبذور الكتان، و بذور وزيت دوار الشمس.
- ينصح الأطباء بشرب كمية كافية من المياه يومياً، حيث إنه يساعد على المضغ والابتلاع، ويقوم بنقل فتات الطعام إلى الجنين، ويقلل من الالتهابات في المسالك البولية، كما أنه مهم في منع الجفاف لدى الأم والجنين.
- ينصح الأطباء أيضاً الأم الحامل بتجنّب شرب المشروبات الغازية؛ وذلك لأنها تحتوي على مواد كيمياوية، وعلى كميات كبيرة من السكر التي تزيد الوزن، كما وتؤدّي إلى الضغط على المعدة والأمعاء، وبالتالي إلى الحموضة والشعور بالحرقة.
يمكن أن تجهض المرأة الحامل إذا كان الطعام ملوّثاً أو نيئاً، لذلك، يجب تجنب الأكل النيء واللحوم والأسماك التي لم تطهى بشكلٍ كافٍ، والحفاظ على نظافة الطعام وغسل الأيدي عند إعداده.
الأشعة
تؤثّر الأشعة بشكل كبير على الجنين وخاصة في الأشهر الأولى؛ حيث إنّها تعمل على تدمير البويضة تدميراً كاملاً، أمّا إذا تعرض الجنين للأشعة من الأسبوع الثالث إلى التاسع، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث تشوهات كبيرة.
الأدوية والعقاقير
تؤثّر الأدوية والعقاقير على نمو الجنين بشكل سليم؛ حيث ينصح باستشارة الطبيب قبل تناول أيّ علاج، كما أن الأدوية التي تعطى للأم للتخفيف من آلام الولادة قد تؤثّر على صحة الجنين وسرعة نموه.
العامل الريزيسي
وهو التركيب الكيميائي للدم، فإذا كان دم الطفل إيجابي ودم الأم سلبي، فإنّ دم الأم يعمل على محاربة الدم الإيجابي الغريب على دمها، وهو لا يظهر إلّا بعد الولادة؛ حيث تتسرّب نسبة من دم الجنين إلى دم الأم، وهذا يؤثر على صحة الجنين الثاني للأم، مما يؤدي إلى عدم نضج الخلايا، وتدمير كرات الدم الحمراء عند الجنين.
وقد توصّل العلماء لحل هذه المشكلة؛ حيث تعطى الأم طعماً واقياً بعد الولادة الأولى مباشرة، وذلك لمنع تكوين هذه الأجسام المضادة في الحمل الثاني.
الحالة الانفعالية للأم
تتأثر الأم والطفل تأثيراً كبيراً للانفعالات الشديدة، مثل: الضيق، والغضب، والتوتر، حيث يزداد إفراز هرمون الأدرينالين، والذي ينساب من دم الأم إلى دم الطفل، ويؤثر بشكل سلبي على نمو الجنين العقلي.
الحمل المتأخر
يعتبر الحمل متأخراً إذا كان عمر الأم الحامل 35 سنة أو أكثر؛ حيث من الممكن أن تصاب الأم بضغط الدم وغيرها من الأمراض، أما إذا كان عمر الأم أقل من عشرين سنة، فإنّ نسبة الإصابة بضغط الدم كبيرة جداً، وهذا يؤثّر على سلامة صحة الجنين، وسرعة نموه.
التدخين
يعتبر التدخين من العوامل التي تؤثر على صحة الأم وجنينها؛ حيث يحتوي على مواد سامة مثل النيكوتين، وأول أكسيد الكربون، والسيانيد؛ حيث إنّه من الممكن أن يسبّب الإجهاض، أو إنقاص وزن الطفل المولود، كما أنّه من الممكن أن يسبّب تشوهات خلقية، أو يؤدي إلى الوفاة المفاجئة عند الولادة.