ماء الجنين
يعيش الجنين في رحم أمّه في كيسٍ يسمّى الكيس الأمنيوتيّ لمدّة أربعين أسبوعاً أي طوال فترة الحمل، ويحيط به في هذا الكيس سائلٌ يدعى السّائل الأمينوسيّ وهو سائلٌ غذائيٌّ صافٍ يقي الجنين من الصّدمات والضّربات الّتي قد يتعرّض لها يوميّاً ويوفّر له الغذاء فهو يحتوي على البروتينات والدّهون والكربوهيدرات وكلّ ما يحتاجه الجنين للنّمو، ويبدأ الكيس بالامتلاء بالسّائل بعد أسبوعين تقريباً بمعدّل مليلتراتٍ قليلةٍ ويستمرّ بالامتلاء طوال فترة الحمل ليصل إلى أعظم معدّلٍ له وهو 800 مليلتر في الأسبوع السّادس والثّلاثين تقريباً ليبدأ بعدها بالانخفاض استعداداً لولادة الطّفل، وفي موعد الولادة يخرج السّائل من الكيس عن طريق تمزّق السّلى عفويّاً أثناء المخاض في حالات الولادة الطّبيعيّة.
أعراض نقص ماء الجنين
- صغر حجم بطن الحامل مقارنةً بشهور حملها.
- عدم نمو الجنين حسب المعدّل الطّبيعي.
- عدم الإحساس بحركة الجنين كثيراً.
- وجود تسرّب للساّئل.
أسباب قلّة ماء الجنين
يتغيّر معدّل السّائل الأمينوسيّ أو ماء الجنين يوميّاً لقيام الجنين بابتلاع الماء والتّخلّص منه على شكل بول (يساعد ابتلاعه على نموّ جهازه الهضمي ورئتيه) وقد يكون لأنّ حجم الجنين صغير نسبيّاً لسببٍ وراثيٍّ طبيعيٍّ أو لمشاكل صحيّةٍ تعاني منها الأمّ مثل الضّغط وغيرها، أو لسبب تعاطي أدويةٍ غير مسموحٍ بتناولها أثناء الحمل وتؤثّر على الماء، أو لسبب مشاكل في المشيمة أو لسبب عدم نموّ الجنين بشكلٍ طبيعيٍّ.
قد ينخفض ماء الجنين ويبدأ بالخروج باكراً قبل أن يُتمّ شهره الثّامن، ممّا قد يشكّل خطراً على صحّة الجنين لخروجه قبل أوانه أو لعدم استعداده جسديّاً على الخروج، وقد يحدث ذلك لأسباب كثيرة منها إصابة الأمّ بالالتهابات لذا عليها التّوجّه إلى المشفى فوراً والاستعداد للولادة، وقد يقوم الطّبيب بعمليّةٍ قيصريّةٍ أو قد يولد الطّفل طبيعيّاً حسب حالة الأم.
ومهما كان السّبب وراء نقص ماء الجنين فبإمكان الطّبيب قياس معدّل السّائل باستخدام أدواتٍ طبيّة مثل شريط قياس البطن وتحديد السبب سواء أكان طبيعيّاً أو لمشكلة صحيّة، الأمر الّذي يعتبر ضروريّاً تحديده لمخاطر نقص الماء على حماية الجنين وعلى غذائه.
العلاج
عند تحديد مشكلة نقص ماء الجنين عند الأم وتحديد السّبب لأمرٍ غير طبيعيٍّ عليها متابعة الطّبيب بشكلٍ دوريٍّ وعمل سونار كلّ أسبوعين لمتابعة نموّ الجنين، واكتشاف وجود مشاكل خلقيّة لديه قد يمكن معالجتها قبل الولادة، وعلى الأم أن تحافظ على نظامها الغذائيّ المتوازن وأن تحرص على الرّاحة، وتتناول أقراص الفوليك أسيد في أوّل ثلاثة أشهر من حملها.