يقول تعالى: ” وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ” سورة المؤمنون .
سبحان الله كيف أنعم على الإنسان بالأطفال ، فهي نعمة عظيمة ترشدنا إلى خالق أعظم ، سبحان الله الخلّاق، خلق الإنسان من نطفة ، تحمل أوصاف الأب ومن البويضة التي تحمل أوصاف أمه ، ليخلق بشراً آخراَ. فمنذ خلق الله آدم وحواء يتوالد البشر بهذه الطريقة، سوى خلق آدم فخلقه من طين فهو يحمل طبيعة خاصة بخلق الإنسان، فخلق حواء منه ، وخلق عيسى من أم دون أب وخلق البشر جميعاً من الأب والأم يشارك كل منهما بالنطفة والبيويضة ليجتمعا معاً ، فيصبحا علقة أي دماً جامداً ، وبعد ذلك ليصبح مضغة أي لحماً قدر ما يمضغ ، ليدبّ فيه الروح والنبض ، ثم هذه المضغة من اللحم تكون عظاماً بقدرة الله فيكسوها لحماً ، ويتطور في كل أسبوع وينشأ الله له السمع والبصر والأعضاء جميعاً ، فيكون جنيناً صغيراً جداً لا يتجاوز سم ، يحمل من صفات أبويه ، يأكل من أمه ما تأكله ليصله مهضوما معقماً جاهزاً إليه ليستفيد منه ويكبر ، ويشرب من أمه ماءً دون تسخين أو تبريد ، يهيء الله له كافة احتياجاته لينمو دون أن يطلب شيء لكنه يشعر ويعلم بأن خالقه أراد له الحياة ، فكل شهر تزور به المرأة الطبيب يطمئنها عليه يراه كأنه نباتاً يكبرُ أمامه ، سبحان من خلق فسوى ، ليخرج طفلاً كاملاً بأحسن صورة . فعليك معرفة الأشياء التي يحتاج اليها طفلك من الالتزام من الأكل والراحة ، وهو في بطنك ، وعليك أن تتحري زيارة الطبيب لكي تساعدي طفلك على نمو جسداه ليكون قوياً صحيح البدن معافى.
ثم حاولي معه الحديث بأنه يسمعك ويشعر بك وإجعلي لزوجك نصيباً من الحديث، لأن حنانكما سوف يشعره بالدفء . وتابعي مع الطبيب المطلوب له ولا تتجاهلي أموره واستقبليه بحب وفرح فهو ينتظرك أيضاً ، واعلموا أن هذه زينة أنعمها الله علينا ليكون للحياة طعماً آخراً بهم، وإعلموا أنّ هذه النعمة لا يشعر بها إلا من حرم منها ، فاحفظوها وقوموا على رعايتها حق رعاية .