الاتصال بين الأم وجنينها
تعدّ مرحلة الحمل من أجمل المراحل التي تعيشها السيدات، وذلك بسبب قوة الرابط التي تنشأ بينها وبين جنينها، ويحدث ذلك من خلال علاقة التأثر والتأثير التي تحصل بينهما، فكل ما قد تشعر به الأم من حالات نفسية وعصبية قد ينتقل إلى جنينها، كما أنّ كلّ ما قد تتناوله الأم من طعام أو شراب قد يصل إليه بطريقة أو بأخرى، حتى الهواء الذي تتنفسه يصل إلى جنينها، ولعل من أبرز الأسئلة التي تحير النساء الحوامل هو أين يتخلص الجنين من البراز الناتج عن العمليات الحيوية التي يقوم بها، وسنقوم اليوم في هذا المقال بالإجابة عن هذا السؤال.
تعتبر المشيمة هي حلقة الوصل بين الأم والجنين، حيث إنّ الله سبحانه وتعالى أوجد هذه المشيمة كوسط تنتقل به جميع المواد من وإلى الجنين، بالإضافة إلى أنه يحمي الجنين من جميع المخاطر الخارجية التي قد تؤثر عليه، والمشيمة تبدأ بالتشكّل من فترات الحمل الأولى وتكون في البداية نشطة جداً، ثمّ في المراحل الأخيرة يقلّ نشاطها، كما يبلغ سمك المشيمة حوالي ثلاثة سنتيمترات، ووزنها قد يصل إلى ثمانمئة غرام تقريباً.
تخلص الجنين من الفضلات
في فترة الأسبوع السادس عشر من الحمل تعتبر المشيمة والأغشية الموجودة حول الجنين والحبل السري والجلد، كلها مسؤولة عن إفراز وتشكل السائل في الغشاء، وبما أن الكلية تكون قد تشكّلت ونمت في الأسبوع الثاني عشر من الحمل، يقوم الجنين ببلع هذا السائل حيث يسير في جسمه ويتمّ التخلّص منه بأكثر من وسيلة وهي:
- عبر الكلية على هيئة بول.
- عن طريق الرئة.
- البعض منه يمتصه الغشاء الأمنوني أو يذهب للأم من خلال الحبل السري.
هذا يعني أنّ السائل يتجدد بشكل دائم كل عدة ساعات، وأي ارتفاع في حجم السائل عن المستوى الطبيعي يدل على تعرض الجنين لأمراض في الرئة أو في الجهاز البولي للجنين، أمّا في يخص البراز عند الجنين الذي ويكون لونه أخضر مائلاً إلى السواد، ويكون فيه نسبة لزوجة وقابلية التصاق عالية، فهو لا يظهر إلا بعد مرحلة الولادة أو خلال آخر شهور، ومع اقتراب موعد الولادة، لكنه قد يدلّ على وجود مشكلة وخطر؛ لأنه يشير إلى أنّ غاز الأكسجين لا يصل إلى الجنين بشكل جيد وهناك نقص فيه، وفي هذه الحالة يتم إجراء الولادة بسرعة، ويتم تنظيف مجرى التنفس للطفل، لأنّها مادة تلتصق في الجهاز التنفسي وقد تسبب مشكلة في تنفس الطفل الصغير.