اكتئاب الحمل
إنَّ اكتئاب الحمل ما هو إلّا عبارة عن مرض يؤثر على طريقة تفكير الحامل، والطريقة الَّتي تشعر بها، وتُصاب حوالي ستة بالمئة من النساء بشكلٍ عام بالاكتئاب في مرحلةٍ ما من حياتهنّ، وتزداد هذه النسبة لتصل إلى عشرة بالمئة أي سيّدة واحدة من بين عشر سيدات من السيدات الحوامل؛ فالسيدات يكنَّ أكثر عُرضةً للإصابة بالاكتئاب خلال مرحلة الحمل، وخلال أول بضعة أسابيع أو أشهر بعد الولادة.
خلال فترة الحمل تتعرض السيدة إلى تغيُّراتٍ هرمونيّة والَّتي بدورها تؤثر على المواد الكيميائيّة الَّتي تؤثر على الدماغ مما يؤدي إلى الشعور بالحُزن والاكتئاب والقلق، وفي بعض الأحيان لا تُدرك السيدة الحامل أنَّها تُعاني من الاكتئاب، بل قد تعتقد أنَّها مُجرد عرض من أعراض الحمل، ومن المُهمّ الإشارة إلى أنَّ حوالي عشرة بالمئة من الآباء يُعانون من الاكتئاب بعد ولادة الطفل، ويُمكن علاج الاكتئاب، إلّا أنَّ عدم اتخاذ هذه الخطوة سيؤثر كثيراً على الأم وعلى طفلها.
أعراض اكتئاب الحامل
تختلف أعراض الاكتئاب من شخصٍ لآخر؛ فهي قد تكون طفيفةً أو متوسِطة أو حادَّة، وهي تتطور ببطء، وفيما يلي بعض الأعراض المُصلحبة للاكتئاب:
- تغيُّرات في الشهية، وهذه قد تتضمن تناول الطعام بشكلٍ أكثر، أو عدم الرغبة في تناول الطعام.
- تغيُّرات في نمط النوم، فقد تشعر السيدة بعدم القُدرة على النوم، أو قد تنام كثيراً.
- قلّة النشاط.
- الشعور بالحزن، واليأس، وفقدان قيمة النفس.
- البكاء من دون سبب.
- فقدان الاهتمام بالأمور الَّتي تبعث على السعادة عادةً.
- قد تشعر الأمهات اللَّاتي تُعانين من الاكتئاب من صعوبةٍ في الاعتناء بالطفل، وقد لا يُشعرن بالرغبة في التواجد مع الطفل، وبالتالي سيؤدّي ذلك إلى بكاء الطفل باستمرار.
وينتج عن تعرُّض السيدات الحوامل للاكتئاب العديد من المشاكل منها: عدم قُدرتهنّ على العناية بأنفسهنّ؛ أي إنَّهنّ قد يتجاهلن اتباع نصائح الطَّبيب ويلجأن إلى اتباع العادات السيئة كشُرب الكحول والتدخين، وقد يتسبّب الاكتئاب حتَّى بالإجهاض، أو الولادة المُبكرِّة، أو ولادة طفل صغير الحجم، وبُطء في تطوّر الجنين وإذا لم تتّمّ مُعالجة الاكتئاب خلال فترة الحمل، فإنَّ ذلك سيؤدي حتماً إلى اكتئاب ما بعد الحمل، ويُعدّ هذا النوع من الاكتئاب خطيراً، ويستمّر لعدَّة أشهر بعد الولادة، وهو يؤثّر على صحّة الأم وعلى علاقتها بالطفل، وقد وجد أنَّ المواليد الجُدد من أمهاتٍ يُعانين من اكتئاب الحمل يملكون مُعدلاً عالياً من هرمون التوتر في البول مُقارتةً بأولئك الَّذين يأتون من أمُهاتٍ سليمات، مما يجعلهم دائمي القلق والتوتر، ويكون من الصعب التعامل معهم والعناية بهم.