خلق الله تعالى للجنين
تظهر حكمة الله عز وجل بخلقه منذ اليوم الثاني و الأربعين من و جود الجنين داخل رحم أمه ، يحدد الله لهذا الجنين رزقه وما كتب له بالدنيا ، و عمره كيف يمضيه ، و جنسه ماذا يكون ، و متى يقدر له أن يخرج من رحم أمه و يرى النور ، بعد ذلك يبعث الله عز وجل الروح بهذا الجنين لينبض قلبه الصغير و ينمو مع الأيام داخل رحم أمه و يحميه الله من كل ضرر واقع عليه حتى ينمو و يصبح قادر اً على الخروج من بطن أمه و العيش بخارجه، ينتظر الأهل بفارغ الصبر اللحظة التي يصرخ فبها الطفل بعد و لادته ، هذه الصرخة تحيي الفرحة و الأمل لدى الاهل و هذا يعني أن الطفل بحالة ممتازة و العلم عند الله .
يعود صراخ الطفل إلى سببين عند خروجه من بطن أمه
- سبب باطني أخبرنا به ( الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه. وفي لفظ آخر: كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولادته؛ إلا مريم وابنها.)
- إن الدين الإسلامي لا يتعارض مع العلم و على الإنسان المسلم ألّا ينكر هذا الشيء حتى لا يقع ضمن المحظورات فالسنة النبوية تاتي موضحة لما ورد بالقرأن الكريم ، إن الشيطان يتوعد المسلمين و يحاول أن يغويهم غلاً و كرهاً لهم .
- السبب العلمي لصراخ الطفل ( السبب الخارجي ) : من المعروف أن الجنين في رحم أمه يتغذى عن طريق المشيمة و أن أجزاء جسمه تكتمل بالكامل و آخر شيء من الأعضاء الداخلية يكتمل النمو هي الرئتين، لذلك تكون الرئتين ممتلئتين بالسائل المشيمي فالقلب يتعدى الرئتين و يضخ الدم من الجهة اليمنى إلى اليسرى مباشرة عن طريق الاوعية الدموية دون الرجوع إلى الرئتين .
كيف يتنفس الجنين
عندما يكون الجنين برحم أمه فإنه يستنشق الأكسجين الموجود داخل رحم أمه مع الأكسجين الجديد الذي تستنشقه أمه هذا ما يجعل لون الجنين يميل للون البنفسجي أو الأزرق، و عندما تبدأ رئتين الجنين بالعمل فإن الأوعية التي كانت تمد الجنين بالدم تبدأ بالإنغلاق و كذلك تنغلق الثقوب الموجودة على الجهة اليمنى و اليسرى لقلب الجنين التي تساعد الدم بالمرور عبر الرئتين ، لهذا السبب يبدا الدم بالتدفق من الرئتين غلى الجهة اليسرى للقلب، و عند إنغلاق الاوعية الدموية الرئيسية يبدا الدم بالتفق من الجهة اليمنى للقلب إلى الرئتين .
تنمو بهذه اللحظة أوعية دموية صغيرة داخل الرئتين تعمل على نقل الدم من و إلى القلب و الرئتين ، يصبح الجنين قادر على تنفس الأكسجين بنفسه ، و قادر على ان يلقي انفاسه الاولى خارج رحم أمه، تحدث حالة تسمى ردة فعل للبكاء البارد و تحدث خلال (2 _4 ) دقائق من ولادة الطفل ، حيث ان الاطفال يولدون بجسم رطب بسبب السائل المشيمي فعندما يتعرضون للجو الخارجي ( غرفة الولادة ) يتعرض لجلطة دموية لأولى تسمى “ردة فعل البكاء بسبب برودة الجو “، التي تؤدي إلى بكاء الطفل، وردة الفعل هذه تصاحب الطفل في نموه خلال الأشهر الأولى من ولادته ، وأيضاً لنفس السبب الذي يبكي له عند تبلل الحفاظ .
ردة فعل الضغط البارد
ردة الفعل الثانية يطلق عليها (ردة فعل الضغط البارد) حيث أن الجلد الجلد البارد يؤدي إلى رفع ضغط الدم في جسم المولود ليبكي الطفل عند ذلك
و بحالة البكاء يتنفس الطفل بعمق، وبعد تعرضه للعالم الخارجي يبرد الجلد .، في هذه الأثناء يتقلص الحجاب الحاجز ، وتتقلص العضلة الموجودة أسفل الرئتين، كذلك تتقلص العضلات التي بين الأضلع وتؤدي إلى كبر بحجم الرئتين، الأمر الذي يسبب ضغط سلبي في الصدر.
هكذا أصبح الطفل بكل عملية لإستنشاق الأوكسجين تزيد كمية الدم المتدفقة إلى الرئتين حيث إنه بهذه العملية أصبح لديه قلب ناضج له بطنان و أذنان ، و أصبح قادراً على التعايش خارج رحم أمه، سبحان الله الخالق و الحمدالله على كل شيء .