كانت عناية الله عزّ وجل بالتكوين الإنساني تتضمَّن وجود نظام بديعٍ يتمُّ من خلالهِ التطورُ الخَلْقِيِّ والنفسيِّ؛ وذلك على مستوى الحواس والانفعالات والردود النفسيّة تجاه مؤثرات الوسط المحيط، وأجملُ متباعةٍ لذلك تتمُّ لتطوّر الرضيع؛ وما يدخله ذلك على قلب الأمِّ والأبِّ من السعادة والاهتمام، فهي مشاهدات يُؤْنسُ بها، مع التأكيد على أهمِّية مُتابعتها؛ نظراً لما يرتبطُ بها من ضرورة التدخّل الطبي عند اللزوم.
الشهر الأول
يتميَّز بداية هذا الشهر بنقصانٍ في وزن الطفل بعد الولادة بأسبوع؛ وسرعان ما يعودُ وزنهُ بالزيادة بعد الأسبوع الأول، وبشكل تدريجي؛ حيث يزيد وزنهُ ما متوسّطه 750غم، تتفاوت بين رضيع وآخر ما بين الزيادة والنقصان، كما يتميَّز هذا الشهر بطول ساعات النوم التي يقضيها الرضيع؛ حيث يقضي الرّضيع مُعظمَ الأسبوع الأول والثاني من ولادته في حالة نوم أغلب اليوم، وفي نهاية الشهر تبدأ مُدَّةُ النوم بالتناقص حتى تصلَ إلى معدلِ خمس عشرة ساعةً يومياً.
وفيما يخصّ استجابة الطفل وتفاعله مع الوسط المحيط، فهي تتطوّر أسبوعياً؛ حيث تقتصر آلية التواصل لدى الرضيع في النصف الأول من هذا الشهر بالبكاء فقط، وسرعان ما تتطورُ آلية التواصل؛ حيث تختلف استجابة الرضيع حسب المؤثر إمَّا بالصراخ أو الصمت أو البكاء، وذلك حسب الحالة التي يكون فيها الرضيع وطبيعة ردّة الفعل.
الشهر الثاني
لا يزيد تطوّر الرضيع في هذا الشهر عن الذي سبقه سوى بعض التغيّرات: كاحتماليّة ظهور ابتسامة على وجهه حال مداعبته، وازدياد حساسيته للضوء؛ ليتمكن من التركيز للإبصار على مسافة قريبة لا تتجاوز 20 سم، مع بقاء أصابع يدي الطفل مقبوضةً طول هذا الشهر.
الشهر الثالث
يبدأ في هذا الشهر ظهور معالم وتعبيرات واضحةٍ على وجه الرضيع؛ كاستجابةٍ أو تعبير عن الحالة التي هو فيها، كما يبدأ نظام النوم يأخذ نسقاً مُعيَّناً؛ وذلك بتقسيم ساعات النوم بشكل متقطِّعٍ أثناء النهار، وبشكل متواصل أثناء الليل، قد يصل أحيانا إلى سبع ساعات، وكذلك تصبح الوجوه مألوفةً للرضيع أكثر.
الشهر الرابع
يبدأ الطفل بإظهار القدرة على الضحك بصوت ٍعالٍ، كما تصبح لديهِ القدرة على الجلوس؛ وذلك بالاستناد إلى دعامة ما، كما تزداد قدرته على الإدراك البصري إذ يبدأ بالتمييز ما بين الألوان.
الشهر الخامس
يبدأ الرضيع في هذا الشهر بالاستجابة لأصوات مألوفة كالمناداة باسمه، كما تبدأ حركتهُ بأخذ مساحة أوسع ممَّا قبل؛ حيث يبدأ بمحاولات الاستناد على اليدين ورفع الرأس حال الاستلقاء على البطن.
الشهر السادس
تبدأ ردّة فعل الرضيع تظهر بشكل واضح كحالات الغضب على موقف معين؛ حيث تأخذُ الرؤية لديه بالاكتمال؛ لذا تكون له القدرة على معرفة الوجوه غير المألوفةٍ لديه، واتخاذُ ردّةِ الفعل الخاصة تجاههُ إمَّا بالضحكِ أو البكاء.
الشهر السابع
تتطوّر قدرة الرضيع على الحركة بشكل واضح؛ حيث يبدأ بالزحف والحبو ومحاولة الثبات من الوقوف، وكذلك قدرته على تحديد أماكن الألعاب الخاصة به والتقاطها.
الشهر الثامن والشهر الثاني عشر
تبدأ مهاراتُ الطفل خلال هذه الأشهر بالتطور؛ وذلك بكلّ ما ورد ذكره في الشهر السابع؛ حيث يستطيع المشي لبعض الخطوات، وتمييز ألعابه بعضها عن بعض، وكذلك فهم بعض الكلمات التي تستدعي الاستجابة.