عدد رضعات الطفل
كثيراً ما تسهو بعض الأمهات عن عدد الرضعات اللازمة لطفلها، حيث إن أولى الرضعات يجب أن تكون بعد الولادة، وتليها الرّضعة الثانية بعد مرور أربع ساعات من ولادته، وذلك بعد استيقاظه من نومه.
تتم الرّضعات بعدها بحسب حاجة الطفل لذلك، عندما يكون جائعاً، أو عند بكائه، ويحدث إدرار الحليب تدريجياً، ويعتمد ذلك على عدد الرضعات الّتي يتناولها الطفل، وعادة ما يكون ذلك بعد أربعة أسابيع من ولادته، ويمكنه تناول كميّات كافية ومناسبة لحاجته من ثدي أمه، كل فترة تتراوح بين ساعتين وساعتين ونصف تقريباً، على شرط أن لا تزيد مدة الرضاعة عن هذه الفترة.
إذا حدث وزادت حدة البكاء لدى الطفل، على الأم أن تقوم بحمله أو هزه، لينام فترة مناسبة قبل حصوله على الرّضعة التالية، فإن نام الطفل خلال النّهار لمدة تتجاوز الساعتين ونصف أو الثلاث ساعات، عليها إيقاظه وإرضاعه وإشباعه، وأما خلال الفترة الليليّة، يجب تركه نائماً لمدة خمس ساعات متواصلة من آخر رضعة، ولاستفادة الطفل من عدد الرضعات الواجب تناولها، عليه أخذها ثماني مرّات باليوم، أو أكثر حسب الكمية المشبعة له.
إنّ فترات الإرضاع المتقاربة من بعضها، أي تكون أقل من ساعة أو ساعة ونصف، تعود الطفل على عادة الإرضاع بشكل مستمر، دون الحاجة لذلك، لمجرد الرغبة في الإرضاع واللهو وليس لسد جوعه،مما يتسبب في تقطع نومه ليلاً، ويؤثر على نوم أمه، وحرمانها من التمتع بالنوم في الوقت المخصص لراحتها بين الرضعات.
كيفية الإرضاع
تتم عملية الرضاعة من الثدي الأول لفترة لا تتجاوز العشر دقائق، وبعدها انتقاله للرضاعة من الثدي الآخر، والهدف من الرضاعة أن يكون لمدة ثلاثون دقيقة في كل رضعة، مع الأخذ بعين الاعتبار، تعويد الطفل على ممارسة الرضاعة من الثديين، وحرص الأم على المناوبة بينهما، وتدريجياً، مع زيادة إدرار كمية الحليب، إن العشر دقائق تكفي كرضعة للطفل، خاصةً إن كانت الأم على عجلة من أمرها، ويكون ذلك بعد الأسبوع الثاني أو الثالث من الولادة، ويجب مراعاة أن فترة الرضعة الأساسية تمتد لمدة عشرين دقيقة، وألا تقل عن هذه المدة، حيث قد يؤدي إلى عدم تناول الطفل الكمية اللازمة من السعرات الحرارية، وتقليل عدد الرضعات.
يعتبر كثرة التبرز أو التبول اليومي دليلاً للأم على أن طفلها يأخذ حاجته الكافية من الرضاعة، وقد يصل إلى ست مرات أو أكثر منذ بداية الأسبوعين، ومراعاة ان انخفاض نسبة التبرز للطفل لا تحدث قبل شهره الثاني من بعد ولادته، وعليه، فإن غالبية الأطفال تظهر عليهم دلائل الشبع، ومع استمرار المولود على الرضاعة بشكل منتظم، سوف تلاحظ الأم زيادة في وزنه خلال عشر أو أربعة عشر يوماً، وأن تأخذ الأم في اعتبارها زيارة الطبيب لفحص مولودها، والتأكد من سلامته، ومن جانبه، فإن إدرار الحليب قبل أن تبدأ الرضاعة، دليل على أن توافر الحليب الكافي ونوعيته الجيدة.
أهمية الرضاعة للطفل
تعد الرضاعة من أهم الخطوات التي يجب تنفيذها بعد الولادة مباشرة، لما لها من آثار على الطفل وصحته، بحيث تقوي المناعة في جسمه، وتقلل من إصابته بالجرثومة والحساسية، خلال السنة الأولى من ولادته، وقياس ذلك على الأطفال الذين يرفضون الرضاعة الطبيعية (من ثدي الأم)، وأيضاً تعتبر الرضاعة من الثدي سهلة وغير مكلفة، حيث يتم حفظه في أحسن وضعية، وسهولة حصوله عليها وقتما يشاء، وملاءمتها في جميع المناسبات، وخاصة أثناء السفر، بالإضافة إلى أنه تغذية طبيعية، خالية من المواد الصناعية أو إلى ما شابه، والحصول عليها بشكل طبيعي، وإضافةً إلى ما سبق، فإن الرضاعة تقوي علاقة المولود بأمه، وتمنحه الفرصة للتعلق بأمه أكثر، وتعطي الأم فرصة للعلب مع طفلها ولمسه بطريقة ودية.