العُقم في تعريفه البسيط؛ هو عدم القدرة على الإنجاب. وقد حدَّد الأطباء عوامل يمكن منها بداية عمل الفحوصات تخوُّفاً من العُقم، فيجب أن يكون قد مضى على العلاقة الجنسية سنة كاملة ولم يحدث خلالها حمل؛ مع وجود علاقة جنسية منتظمة مع تكثيف العلاقة أثناء فترة التبويض عند الزوجة، وهو حالة منتشرة على صعيد العالم، حيث تبلغ نسبة الأزواج المصابين بالعقم 15% من الأزواج. إذا انطبقت هذه الشروط على العلاقة الزوجية ولم يحدث حمل خلال فترة سنة من العلاقة الزوجية؛ فيجب على كِلا الطرفين أن يقوموا بالفحوصات اللازمة لمعرفة السبب أو الأسباب التي تمنع حدوث الحمل.
لينتج عن العملية الجنسية حمل، فلا بُدَّ للحيوان المنوي أن يخترق جدار البويضة ليتمكن من تلقيحها، هذه طريقة مبسَّطة جداً لعملية بداية الحمل، ويكون العُقم عبارة عن عدم حدوث هذه العملية لعدة أسباب من أيٍّ من الطرفين أو كلاهما. وتشكِّل الأسباب الخاصة بالرجال حوالي 35% من أسباب حدوث العقم، وهي تتمثَّل في انسداد الحبل المنوي مما يمنع وصول الحيوانات المنوية الى البويضة، خلل في الهرمونات المسؤولة عن تصنيع الحيوانات المنوية، الأمراض الجنسية، دوالي الخصيتين. قلة عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها أو كثرة التشوُّهات بها. وقد تكون الحيوانات المنوية كثيرة العدد وذات قوة وسرعة عالية ولكنها تخلو من المادة المخصِّبة، أو تكون حيوانات ميتة.
أمّا العقم لدى النساء فأسبابه قد تكون اضطرابات في الهرمونات، أو حدوث تكيُّس على المبيضين أو أحدهما، وقد تكون بطانة الرحم سميكة مما يمنع التصاق البويضة، وقد يكون انسداد قناة فالوب السبب في ذلك، حيث يحصل انسداد في هذه القناة، وقد يكون السبب حملاً في المواسير أو ما يسمى بالحمل خارج الرحم مما يؤثر سلباً على الحمل في المستقبل. وقد تكون البويضة صغيرة جداً لا يمكن تخصيبها، أو ذات غشاءٍ سميك لا يمكن للحيوان المنوي اختراقه.
للعُقمِ أسبابٌ كثيرة، ولا يمكن الحُكم على صاحب السّبب ولا معرفة الأسباب الحقيقة له إلا بالقيام بالفحوصات المخبرية اللزمة. فيجب على الزوجين القيام بهذه الفحوصات، وأختصُ بكلامي الرجال تحديداً، فالعُقم ليس عيباً ولا انتقاصٌ للرجولة، بل هو مثل غيره من الأمراض التي أوجد لها الطب في معظم حالاته حلولاً شافيةً بإذن الله، والإنجاب حقٌّ للطرفين، فلا يحلُّ لك عزيزي الرجل أن تحرم زوجتك من غريزة الأمومة لأن رجولتك تؤلمك إذا قمت بعمل الفحوص أو تُحِسُّ أنا انتُقِصت، فهذا الفعل هو انتقاص رجولتك، لأنك حرمت زوجتك من حقها الطبيعي؛ والنتاج الوحيد من العلاقة الزوجية.
وفي كثير من الأحيان وبعد الفحوصات؛ يتبيَّن أنّه لا يوجد أي سببٍ يمنع حصول الحمل من الطرفين، فكلاهما سليم من الناحية الطبية تماماً؛ وقادراً على الإنجاب، ولكن لا يحدث الحمل على الرغم من ذلك، وهذا ما يُسمَّى في الطب “عقمٌ بلا سبب”، وهو موجود ولا يحتاج إلى علاج، فهذا أمرٌ بيد الله سبحانه وتعالى، وهو وحده بمشيئته من يَهِب، ولا بدَّ للزوجين من الإيمان بالله وقضائه وقدره، ولكن مع ذلك عليهم السعي الجاد للحصول على الأبناء لأنهم زينة الحياة الدنيا.