عمليّة الحمل
تتم عملية الحمل عند المرأة عن طريق تلقيح بويضة ناضجة بحيوان منوي قوي داخل قناة فالوب، في الفترة ما بين اليوم الثاني عشر والخامس عشر من نزول دم الدورة الشهرية، وتبقى البويضة بعد تخصيبها مدة يوم واحد في قناة فالوب، ثم تنزل إلى الرحم لتنغرس في جداره الذي يكون قد زادت سماكته استعداداً لاستقبال البويضة المُخصَّبة. تبدأ البويضة بالإنقسام بعد ذلك وتتكون المشيمة التي تحتوي الجنين طِوال فترة الحمل.
الحمل خارج الرّحم
في بعض الحالات القليلة جداً لا تتم العملية المذكورة سابقاً بنجاح، فبعد أن يتم تخصيب البوضة، لا تنزل إلى الرحم بل تبقى في قناة فالوب، وهو ما يُسمى بالحمل النبوبي، فيكون الحمل في القناة. وفي بعض الحالات النادرة لا يكون في داخل القناة ولا في الرحم، بل في أي مكانٍ آخر من الجهاز التناسلي الأنثوي مثل عنق الرجم أو المبيض مثلاً. وهذه الحالة خطيرة جداً ويجب على المرأة أن تنتبه لها جيداً، فنمو الجنين خارج الرحم وخصوصاً في قناة فالوب، قد يؤدي إلى حدوث انفجار في القناة المتواجد فيها ونزيف داخلي ومضاعفات خطيرة، قد يكون من شأنها أن تخسر الأم حياتها – لا سمح الله – في هذه الحالة. ويجب فور معرفة أن الحمل خارج الرحم العمل على استئصاله فوراً، وهو ليس من باب قتل الروح في شيء، فهذا النوع من الحمل غير مقدَّرٍ له أن يعيش، لأنه ليس في المكان المُناسب لينمو ويكبر، بل وجوده فيه مضارٌ كثيرة على الأم، وخصوصاً في حالات الحمل المستقبلي.
أسباب الحمل خارج الرّحم
لا توجد أسباب واضحة لحدوث الحمل خارج الرحم، ولكن يمكن أن ترتفع نسبة إمكانية حدوثه لدى النساء اللواتي أُصِبن بالتهابات في الحوض، أو كان الحمل عن طريق الأنابيب، وفي الحالة الأخيرة يجب متابعة الحمل أولاً بأول لمعرفة مكان تواجده. المرأة المدخنة اكثر عرضة للإصابة بالحمل خارج الرحم، وكذلك إذا كانت المرأة قد خضعت من قبل لأية عملية في البطن مثل الزائدة الدودية أو جراحات الجهاز التناسلي كالرحم والمبايض. المرأة التي عانت من حمل خارج الرحم معرَّضة أكثر من غيرها لهذه الحالة في المستقبل، فيجب عليها أن تنتبه لحملها التالي وتراجع الطبيب أكثر من المعتاد للتأكد من عدم تكرار هذه الحالة معها. وتزيد نسبة حدوث الحمل خارج الرحم عند النساء الواتي يحملن بعد سن الأربعين.
أعراض الحمل خارج الرّحم
من الأعراض التي يمكن للمرأة أن تشعر بها إذا حدث لديها حملٌ خارج، نزيف مهبلي قد تعتقد معه أنه دم الدورة الشهرية، ألمٌ قوي في جهة واحدة أسفل اللبطن، حدوث صدمة تؤدي إلى الوقوع على الأرض بسب نزيف داخلي، وغيرها من الأعراض التي تتعلق بالنزيف وخروج الدم من المهبل. والحل الوحيد في حالة أن شكت المرأة بوجود حمل خارج الرحم هو مراجعة الطبيب المختص على الفور، حيث يمكن معرفة مكان الجنين عن طريق الموجات الفوق صوتية، ومنها يمكن أن يحدد الطبيب الطريقة المُثلى لاستئصاله. ويجب التنويه على أنه كلما تم اكتشاف الحمل خارج الرحم مبكِّراً، كلما كان علاجه أسهل وأقل خطورة على صحة الأم وحياتها.