تسمم الحمل هو أحد الحالات الطبية التي تحدث للمرأة الحامل في الثلث الثاني أو الأخير من حملها في الغالبية العظمى من الحالات ، وتحدث تلك الحالة عندما يحدث قصور في الوظيفة التي تقوم بها المشيمة ، وهي إيصال الغذاء والأكسجين إلى الجنين . وتظهر آثار التسمم مبكراً مادامت الحامل تتابع حملها طبياً ، حيث يتم إجراء فحوصات تبين وجود تسمم ، وتظهر أعراضه عند الفحص في صورة إرتفاع في ضغط الدم ، ووجود بروتين في البول .
و لكن هناك بعض الأعراض التي يمكن أن تلاحظها الحامل قبل موعد الفحوصات الدورية ، ويجب عليها حينها التوجه إلى الطبيب المتابع للحمل بشكل سريع . وتظهر أعراض التسمم على الحامل بداية من الصداع الحاد لفترات طويلة ، وشعور بالإعياء والمرض ، وحدوث مشاكل في الرؤية ، والشعور بآلام شديدة في منطقة أسفل الصدر وتحت الأضلاع .
و رغم أن الإصابة بتسمم الحمل يحدث بنسب عالية إلا أن الأطباء لم يستطيعوا تحديد سبب مباشر للإصابة به ، ولكن ترتفع النسبة مع حالات التسمم البسيطة والتي يمكن تدراكها بسرعة وسهولة ، بينما حالات التسمم الحادة فإن نسبة الإصابة بها تقل عشرة مرات عن نسبة اللإصابة بتسمم الحمل الخفيف . وفي نفس الوقت هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد فرص الإصابة بتسمم الحمل قدرها الأطباء من خلال المتابعة الإحصائية للمصابات . وتلك العوامل هي : وجود تاريخ عائلي من الإصابة بتسمم الحمل لدى الأم أو الأخت . او في حالة الحمل للمرة الأولى . أو في حالة الإصابة بتسمم حمل سابق . أو في حالات الحمل بتوائم . أو في حالة إرتفاع سن المرأة الحامل عن أربعين عاماً . أو في حالات وجود فارق كبير بين كل حمل ، كالحمل بعد عشرة سنوات أو أكثر من آخر حمل . وأخيراً في حالة إصابة الحامل بمشاكل طبية مرضية مثل أمراض إرتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الكلى والكبد .
و في الحالات المذكورة يقوم الطبيب المتابع للحمل بتكثيف عملية الماتبعة وإجراء الفحوصات الدورية في فترات قريبة خاصة في حالات الحمل لأول مرة ، وتزيد مرات المتابعة مع التقدم في الحمل ، خاصة في الثلثين الثاني والأخير .