أطفال الأنابيب هي إحدى وسائل المساعدة على الحمل والإنجاب لدى الأزواج الغير قادرين على الإنجاب بصورة طبيعية لعوامل مختلفة، وتتم هذه العملية عن طريق سحب عدة بويضات من المرأة بإبرة مخصصة لهذه الغاية؛ وبعد أخذ عينة من السائل المنوي للزوج يتم وضع البويضة مع الحيوانات المنوية في أنبوب، وتكون الأجواء داخل الأنبوب مماثلة لنظيرتها في قناة فالوب. وبعد أن يتم تلقيح البويضة – ويعرف الفريق الطبي أنه تم التلقيح باستخدام المجاهر الطبية – يتم إعادة البويضات المخصَّبة إلى رحم الأم لتنغرِس في رحمها. يُتابع الطبيب المختص الأجنة التي تمت إعادتها لحين التأكد من إتمام المهمة بنجاح، وذلك بالتعاون مع المختبر الطبي المعتمد لعمل الفحوصات اللازمة للتأكد من أن كل أمور المرأة جيدة ومستوى الهرمونات في وضعها الطبيعي؛ مع المتابعة عن طريق الموجات الفوق صوتية للتأكد من وجود البويضات المخصَّبة داخل الرحم وليس خارجه.
وليس من الضروري أن تكون كل حالات أطفال الأنابيب ناجحة، فنجاح هذا الإجراء يعتمد على عدة عوامل، أما عن فشلها فله العديد من الأسباب منها كثرة الأجنة التي تمت إعادتها، مع أن هذا الإجراء من شأنه أن يزيد من احتمالية الحمل بتوائم؛ إلا أنه قد يمكن أن يُسبب فشل الإجراء بالكامل، فهو سِلاحٌ ذو حدين. عدم التصاق الأجنة بجدار الرحم بشكل سليم، وهذا قد يكون بسبب وجود خلل في سماكة بطانة الرحم؛ أو لوجود تليُّف في الرحم. ارتفاع قوة الجهاز المناعي لجسم المرأة؛ مما يعمل على مهاجمة الأجنة باعتبارها جسم دخيل فيعمل على قتلها وطردها خارجاً. عند استعمال الهرمونات المنشِّطة للتبويض؛ قد ينتج عنه بويضات غير مُهيَّأة أو غير ناضجة تماماً، فتخصيبها يكون في غير محلّه فلا تثبُت. عمر المرأة يلعبُ دوراً مهماً في إنجاح عملية أطفال الأنابيب، فكلما زاد عمر المرأة وخصوصاً إذا تجاوزت الأربعين من العمر؛ أصبحت نسبة فشل هذا الإجراء أكبر، وذلك لأن عمر البويضات أصبح أكبر؛ فيكون من الصعب تخصيبها؛ وتكون وأقل قابلية للتلقيح.
إن عملية أطفال النابيب عملية مُساعِدة للإنجاب، وهي على غِرار مثيلاتها من الإجراءات الطبية المتخصصة في هذا المجال؛ ليس لها ضمانات للنجاح ولا الفشل، فعوامل النجاح موجودة وعوامل الفشل كذلك، وفي النهاية فإن كل شيء بيد الله سبحانه وتعالى فهو يهِبُ من يشاء إناثاً ويهب من يشاء ذكوراً؛ ويجعل من يشاءُ عقيماً، فالواجب على الإنسان المؤمن أن يرضى بقضاء الله وقدره، وهذا لا يعني ألا يُحاول؛ ولا أن يمشي مع التطور المطَّرد في الطب الحديث، ولكن فشل المحاولات ليس نهاية الدنيا، بل هو ابتلاء من الله عزَّ وجل، وكثيراً ما نرى حالات عدم إنجاب يكون فيها الزوجين سليمين من كل عيب، وهذا يُسمى في الطب بـ “عقم بلا سبب”، ولا سبب له إلا أنّ الله سبحانه وتعالى لم يشأ لهذين الزوجين أن يُنجِبا. فنسأل الله العليَّ القدير ألّا يحرمَ احدٌ من هذه النعمة؛ وأن يملأ كل بيتٍ بالذرية الصالحة.