مقدمة
خلق الله الإنسان من ذكر وأنثى، وهيأ له كل الظروف المحيطة به من أجل أن ينعم بالاستقرار الذي يؤمنه العيش الرغيد، وأودع في قلبه حب المرأة التي أصبحت في حياة الرجل شغله الشاغل، فلا يوجد رجل على الأرض لا يحب أن يعيش في كنف أنثى جميلة ورقيقة، تخدمه وتربي أولاده، وتعيش معه على الصراء والضراء، وهذه هي سنن الحياة التي أودعها الله في قلوب العالمين، ليكون الزواج والاستقرار أحد أبرز العوامل التي تؤثر على تكوين المجتمع بمختلف أطيافه، ومهما بلغ الأمر من الحدود، فالمرأة هي النصف الجميل من الرجل، والذي لا يستطيع الاستغناء عنه مهما كلف الأمر، وموضوعنا اليوم سيدور عن أبرز العلاقات في هذه الحياة، وهي علاقة تنشأ بين الرجل والمرأة بفعل التعارف في المقام الأول، ثم يتبعها ارتباطاً رسمياً يساعد في انضمام أسرة جديدة إلى مجموعة الأسر التي تعيش على هذا الكوكب، لتكون إحداها وأكثرها استقراراً على الإطلاق، ومن الطبيعي أن ينشأ من هذا الارتباط علاقة دائمة تربط بين رجل وامرأة جمعهما القدر، ولم يفرق بينهما إنسان.
تغذية المرأة الحامل
وبعد أن تتكوًن العلاقة بين الرجل والمرأة، فمن الطبيعي أن ينشأ عن هذه العلاقة الأطفال الذين يزينون الحياة ويجملونها في نظر الآباء، فلا حياة بدون أطفال، ولا حب بين الأزواج لا يثمر عن طفل يملأ الكون سعادة، ويحقق الهدف من هذا الارتباط بشكل أو بآخر، ولو نظرت فعلياً إلى الحياة، لوجدت أن الأطفال على الرغم من صعوبة تحملهم طوال اليوم، بسبب كثرة النشاط الذي يتمتعون به، إلا أننا لا نستطيع تخيل الحياة من دونهم، لأنهم ببساطة مثالاً للجمال والمرح، والحياة الكاملة بمختلف أشكالها وألوانها، فالناظر حقاً إلى الأسر التي لم تنجب مثلاً لوجدت أن شعورهم بالنقص بارز جداً، وأن هناك العديد من المحاولات الحثيثة التي تبذل من أجل توفير فرصة واحدة للإنجاب، والاستمتاع بالحياة كما يفهمها الإنسان.وتغذية المرأة الحامل تتم من خلال العديد من الأمور التي من السهل اتباعها، والعمل الجاد على إنجاب طفل خالٍ من المشكلات الصحية والنفسية وغيرها.
- يتطلب من المرأة الحامل أن تعمل بشكل كامل على إبراز نقاط القوة لديها في القدرة على تحمل أوجاع الحمل في الأشهر الأولى، والمعروفة عند النساء بأنها الأشهر التي تتطلب من المرأة أن تكون أكثر اهتمام بنفسها، وهذا ما يجعل الأمر أصعب، فأي حركة، وأي طريقة غير صحيحة من الممكن أن تؤثر في الأم الحامل، وتجعلها معرضة للإجهاض في أي وقت، ومن أبرز المتاعب التي تواجهها هي آلام الوحام، والمعروفة أن الأم في هذه الفترة تعاني من إرهاق عام في كافة أنحاء الجسد، ومن الممكن أن يتبعها تقيؤ، وتعب بشكل عام، والحل في أولى هذه المراحل أن تكون المرأة قادرة على معرفة ما ينفعها وينفع طفلها، ومن أهمها شرب العصير الطبيعي المجهز في البيت، والذي من المفضل أن يكون خالياً من السكر، أو يحتوي على العسل الطبيعي، لأن العسل مفيد جداً في تكوين الطفل، وتحسين مناعته في أولى مراحل التكوين.
- يجب على الأم أن تنتبه جيداً أنها لا بد لها أن تتناول الطعام عنها وعن الجنين الذي يتغذى على الغذاء الذي يدخل جسدها، وعليه لا بد لها أن تكون محافظةً على صحتها وصحة الجنين، ومن الملفت أن العديد من النساء اللواتي يفضلن عدم الإكثار من الطعام لأنه يؤثر في الجسم، مما يزيد الوزن، وهذا أمر غير مرغوب به، وتفضل المرأة أن تبقى بشكلها العام حتى الشهر السابع على الأقل.
- تناول الخضروات والفواكه تساعد المرأة الحامل في الوصول إلى نسبة من الفيتامينات في جسدها، مما يساعدها في مواصلة أعباء اليوم، والقدرة على التكيف مع وضع الحمل الجديد، خاصة إن كان هناك أطفالاً آخرين للمرأة نفسها، فالحمل قد يؤثر على قدرتها على توفير احتياجات أبنائها، ولكن التغذية الصحيحة تساعدها بشكل كبير، ومن المفضل أن تتناول المرأة السلطة يومياً، لأنها تحمي الجسم من المرض، وتخفف من الآلام، خاصة في منطقة الظهر أو الرقبة.
- المرأة في مراحل الحمل المتوسطة كالشهر الرابع والخامس تكون قد استعادت جزء من عافيتها، خاصة أن الطفل الذي تحمله قد كبر قليلاً في رحمها، مما يساعدها على إتمام باقي المراحل بسهولة ويسر، ولكي تقوى الأم، فلا بد لها أن تتناول الشوربة التي تحتوي على نسبة لا بأس بها من الدسم، وأيضاً ينصح الأطباء المرأة الحامل بضرورة تناول البروتينات مرة واحدة كل أسبوع على الأقل، حتى تساعد في بناء الجسم للجنين، وتقويه من الداخل والخارج، وتجعله صحياً.
- الحليب والألبان وكافة المشتقات التي تحتوي على الكالسيوم لا بد للمرأة أن تهتم بها خاصة في مراحل الحمل الأولى، لأنها تساعد في بناء عظام الجسم للجنين، كما أنها تقوي عظام الأم، وأسنانها، فهذا يساعدها على الحفاظ على الأسنان والعظام بدون أي مشكلات، كما أن تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم تعين الطفل في مرحلة المشي أو مراحل تكوين الأسنان بشكل طبيعي، وبدون أي مشكلات صحية قد يعترض لها الطفل أو أمه.
- يجب على المرأة أن تهتم بتناول الأطعمة الصحية، وتبتعد عن الأطعمة التي تحتوي على الدهون والدسم والكوليسترول، لأن ذلك يؤثر في صحتها، كما وينصح على المرأة بضرورة تناول الطعام بدون خبز، في الكثير من الأوقات، وينصح دائماً بحصول المرأة على حبوب الحديد التي توفرها العيادات الخاصة والعامة، والتي تساعد في منع تشوهات الجنين، وتعمل كمكملات غذائية خاصة في الحفاظ على صحة الأم خلال أشهر الحمل.
أهم الأمور التي تؤثر في صحة الحامل
وتحدثنا في السابق عن أهم الأطعمة التي تؤدي إلى حصول المرأة الحامل على كافة العناصر الغذائية التي تساعدها لتصل للشهر التاسع بدون أي أعراض جانبية قد تؤثر في صحتها أو في صحة الجنين، ومن الطبيعي أن يكون هناك مؤثرات سلبية كأن يصاب الجنين مثلاً بالتشوهات نتيجة عدم حصول المرأة على التغذية المثالية، أو الإفراط في تناول الأدوية بدون استشارة الطبيب، وهذا أمر سلبي جداً، ومن المفترض أن تكون الأم على قدر عال من الوعي تجاه هذه الأمور، فلا يجوز لها أن تحصل على أدوية معينة، خاصة في أولى مراحل الحمل، مما يؤثر بشكل كامل على الجنين في المقام الأول، ومن أكثر الأشياء التي تؤثر في صحة الأم أيضا التدخين، وهي من المضار الكبيرة التي تؤثر في الجنين والأم على حد سواء.
صحة الجنين
وبالحديث عن صحة الجنين، فيجب أن يحصل الجنين على كافة العناصر الغذائية التي من المهم أن تكون في التكوين الغذائي لطعام الأم ومن أمثلتها البروتينات والكالسيوم والحديد والبروتين وغيرها، مما يساعد في ابقاء الطفل في حالة من الاستقرار حتى بعد أن تنجبه الأم، وهذا ما يسهل رؤيته في مراحل نموه المختلفة، كمرحلة نمو الأسنان أو الحبي أو المشي وغيرها.وعليه فإن الاهتمام بالطفل وصحته وصحة الأم من الأولويات التي يجب أن يتم التركيز عليها.